سفارتنا في الخرطوم!

الطريق الثالث

سفارتنا في الخرطوم !

بكري المدنى
[email][email protected][/email]

* امس الأول وبينما نحن نلملم اطراف يوم العمل مع صفحات الجريدة ابلغنى السيد نائب المدير العام لألوان بأن هناك ضيف من سفارة دولة جنوب السودان ?سرحت بخاطري قليلا وانا اتذكر فزورة كنا نتداولها ونحن في صغرنا وذلك عندما يسأل احدنا نديده :اين تقع سفارة السودان في الخرطوم ؟!ويكون الضحك على من يجتهد اجتهادا خاطئا وهو يدعي المعرفة ويصف موقع سفارة بلاده في عاصمتها اما (الولد الحدق) منا او( البت الحديقة ) فذاك الذى يفطن للأمر ويعلم بأنه لا يمكن ان تكون للسودان عاصمة في الخرطوم ?تذكرت ذلك وانا استقبل الأخ( سانتيو ) من سفارة جنوب السودان بالخرطوم وانا غير مصدق ?حتى الآن ? بأن الأمر بات حقيقة وان السودان اصبح دولتان وللأولى سفارة في الثانية!
* كان لقاءنا بالأخ (سانتيو) عاديا وليس فوق العادة كما في مثل هذه الحالات فاللقاء كان وطنيا خالصا واخويا جدا ولا تنطبق عليه لقاءات مماثلة تكثر فيها عبارات المجاملة وابداء المشاعر المصطنعة ?كان (سانتيو ) لايزال سودانيا من الجنوب بينما لا نزال سودانيين من الشمال وعليه فنحن وهو ابناء شعب واحد وان تفرق على دولتين!
* وجاءالأخ ( سانتيو )لألوان ليصلنا خبر انعقاد مؤتمر صحفي (اليوم) لسفير دولة جنوب السودان السيد ميان دوت وول والذى يتناول فيه الراهن السياسي ومستقبل العلاقات بين البلدين وهذا عين ما تناقشنا فيه ليلتها مع الأخ (سانتيو) ونحن نؤمن على حقيقة واحدة وواضحة وهى ان الشعب السوداني واحد وسيبقى واحد وان رسمت الحدود وقامت السفارات وارتفعت على سارياتها الأعلام مختلفة الألوان هنا وهناك!
* وقع الإنفصال نعم وهذى هي الحقيقة المرة والتى ستؤكد ?مع استمرار الإنفصال على فشلنا السياسي المشترك كسودانيين هناوهناك ولكن ذلك الإنفصال سيبقى على الأرض ولن يصيب النفس ابدا والا فعلى السودانيين في الشمال والجنوب اقناع انفسهم بالمستحيل ?ان ارادوا الإحساس الواهم بأنهم ما عادوا شعبا واحدا وذلك لأن الواقع يقول ان العلاقات ستبقى كما هي بين ابناء شعب واحد بنى تاريخا مشتركا ويعيش واقعا وحاضرا متشابكا ?لا انفصام ولا انفصال فيه- وهذا الواقع هو ما يرسم المصير المشترك للشعب الواحد في السودان جنوبه وشماله !
* ليست المسألة مسألة اعتراف او عدم اعتراف بالإنفصال ولكنها مسألة احساس فنحن وهم سنظل ابدا بإحساس صادق بعدم الإنفصال فالدم لا يصبح ماءا والفرد الواحد لا يكون اثنان والا كان مريض نفسيا وذهنيا والغالبية الغالبة ?والحمدلله ? من ابناء شعبنا في السودان وفي جنوب السودان ?اصحاء نفسيا بمكان انهم يعرفون انهم شعب واحد كان ولا يزال رغم انف هذيان بعض القلة من مرضى النفوس هنا وهناك على حد السواء والذين يريدون لنا ان نعيش احساس واهم بإنفصال وان وقع على الأرض الا انه لم ولن يقع في النفوس !
على الطريق الثالث
سنمضى اليوم اذا الى سفارة شعب بلادنا في الخرطوم لنسمع ما يقوله سفيرنا الينا السيد ميان دوت وول !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..