خارج السياق: المشاريع المهجورة !!

خارج السياق: المشاريع المهجورة !!
مديحة عبدالله
دفع شح الامطار فى الاعوام السابقة بالقلق لاذهان المزارعين فى مختلف المشاريع الزراعية فى القطاع التقليدى ?خريف هذا العام جاء وافرا لكن برزت مشكلة لاتقل خطورة عن الاولى هى النقص فى الايدى العاملة وهى مشكلة لم تبدأ هذا العام لكنها تفاقمت لعدة اسباب منها الحرب الاهلية المتصاعدة فى ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان والتى دفعت اهل الولايتى للنزوح واللجؤ خارج السودان , وانفصال الجنوب الذى دفع الالاف من ابناء الجنوب للذهاب لوطنهم الجديد تحت وابل التهديد من الحرمان من جرعة الدواء من قبل السلطة فى الخرطوم اضافة لتدهور اوضاع المزارعين الاقتصادية وقلة العائد من العمل الزراعى مما اجبر الشباب لهجر العمل الزراعى بحثا عن فرص عمل حتى ولو هامشية داخل وخارج السودان او الاندفاع لتحقيق حلم الثراء السريع فى مواقع التنقيب عن الذهب .
النتيجة التى خلصنا اليها الان لاعلاقة لها بالطبيعة والابتلاءات بل هى ناجمة عن سياسات متعمدة من قبل السلطة الحاكمة التى اهملت شأن الزراعة والمزارعين رغبة فى تدمير كل عوامل الاستقرار الاجتماعى والسياسى فى مواقع الانتاج الزراعى لان ذلك يهدد مشروعها البديل الذى حاولت ان تعيد به صياغة انسان السودان وشنت الحروب لقمع المطالب المشروعة فى النيل الازرق وجنوب كردفان ومازالت وعملت جهدها لفصل جنوب السودان ظنا منها ان باقى السودان سيكون خالصا لها لتفعل به ما يحلو لها
وزير الزراعة الاتحادى صرح لاحدى الصحف العام الماضى انه لن يكترث لنقص الايدى العاملة السودانية التى فضلت التنقيب عن الذهب وانه سيجلب ايدى عاملة اجنبية ?لكن تهديدات الوزير تبخرت فى الهواء فما من بلد يحترم نفسه يفرط فى الايدى العاملة دون ان يبحث ضمانات حمايتها كما يحدث فى السودان البلد ( الهامل ) .
للاسف حصاد الانقاذ لا يجنيه قادتها بل شعب السودان واقتصاده فقد حذرت ( شبكة انظمة الانذار المبكر) وهى معنية بتتبع توزيع الغذاء فى العالم , حذرت من مجاعة فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق مع ملاحظة ان ثمة تعثر يعترى تطبيق المبادرة الثلاثية المعنية بتوصيل المساعدات الانسانية للولايتين مما يضعف امكانية توفير فرص الاستقرار والعمل للمواطنين هناك ??
الميدان