القطن المحور وراثيا من مفهوم آخر

القطن المحور وراثيا من مفهوم آخر
مهندس زراعي شعبان محمد شعبان
[email][email protected][/email]
برز جدلاً كبيراً بسبب زراعة القطن المحور وراثياً مؤخراً في السودان , وإن كان لهذا الموضوع فائده
اقتصاديه ولكنه أفاد كثيراً في نقاش موضوع التعديل أو التحوير الوراثي والذي قد يكون مهماً للمواطن
والمثقف أن يجمع معلومات كافيه للتصدي أو قبول دخول الاطعمه المعدله وراثياً والتي تواجه معارضات
في الغرب منذ التسعينات ونحن قد نكون قد استخدمنا أطعمه معدله وراثياً دون علمنا لأننا لم نطلب من
الشركات أن توضح لنا ما إن كانت هذه الاطعمه معدله وراثياً أم لا ( بي ترابو اليملى جرابو ) .
ظهر طرفين طرف يريد زيادة الانتاج ولو كانت على حساب صحة المواطن ويمثله وزارة الزراعه
ومساعديها والشركه المنتجه لبذور القطن المعدل وراثيا وطرف ثاني وهم العلماء وأهل الاختصاص
وهم يرون أنه يجب دراسة الموضوع وتأثيراته على البيئه والانسان بعمل الدراسات الكافيه والاتعاظ
بتجارب دول أخرى مثل الهند واندنوسيا وجنوب افريقيا سلباً وإيجاباً , ولكن هناك طرف غاب أو تغيب
عن قصد وهي هيئة علماء السودان .
أما أنا فدعوني أتناول الموضوع من زاويه أخرى وهي النظره الدينيه والعقائديه للموضوع لنرى إن
كان علينا حسب مفهومنا الديني الاستمرار من عدمه ..
فالله سبحانه وتعالى قد خلق الكون وقدره تقديراً دقيقا بحيث يجب على الأنسان أن يعيش فيه وجعل هذا
الكون موزوناً بحيث ضمن لنا استمراريته يقول تعالى: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ) [الحجر: 19. فلو طبقنا هذا المفهوم على موضوع التعديل الوراثي عموماً
لوجدنا أن تم تعديل القطن وراثيا لمقاومة حشره دود اللوز التي تكلف الملايين لوجدنا أن السبب في ظهور
هذه الحشره بقوه هو تدخل الانسان برش المبيدات التي قضت على الأعداء الطبيعيه للحشره فماتت الحشرات
التي كانت توزن ظهور الحشره والقضاء عليها أي جعلها في مستوى غير ضار بصوره اقتصاديه . وليكون
حديثي يواكبه السند العلمي فاليكم رأي (أ . كريسي موريسون ) رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك في كتابه بعنوان:”الإنسان لا يقوم وحده” :
ويقول في فصل ثالث .
” ما أعجب نظام الضوابط والموازنات الذي منع أي حيوان – مهما يكن من وحشيته أو ضخامته أو مكره – من السيطرة على العالم , منذ عصر الحيوانات القشرية المتجمدة ! غير أن الإنسان وحده قد قلب هذا التوازن للطبيعة بنقله النباتات والحيوانات من مكان إلى آخر . وسرعان ما لقي جزاءه القاسي على ذلك , ماثلا في تطور آفات الحيوان والحشرات والنبات .انتهى .
فالله سبحانه وتعالى خلق كل شئ وقدره تقديرا بحيث أي خلل في هذا التقدير والمقدار سوف يؤدي الى
خلل في التوازن البيئي فمثلاً هناك نباتات ومأكولات بها نسب محدده من مواد ضاره ولكن وجودها
بمقدار محدد لا يضر الانسان والحيوان والكون قد يكون ضروريا , أوجد الله هذه المواد في الثمار
التي نأكلها بمقدار محدد وضمن لنا أن يكون كذلك لأنه هو القادر على السيطره الكامله على هذا
الكون فمثلا كمادة SOANINE عند البطاطس ومادة TONATINE عند الطماطم
فوجودها بالنسب الحاليه غير ضار ولكن لو تدخل الانسان بالتعديل الوراثي وحصلت الطفرات لأن
الانسان تدخله غير آمن ليضمن السيطره على الجينات التي تم نقلها من حيوان الى نبات فسوف
تزيد المقادير وسوف تؤدي للتسمم والوفاة للحيوان والانسان يقول تعالى ) : الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) .
فلو رجعنا لتفسير القرطبي أو التفاسير الاخرى لوجدنا معنى وكل شئ عنده بمقدر ) لا يجاوز شيء من قدره عن تقديره ، ولا يقصر أمر أراده فدبره عن تدبيره ، كما لا يزداد حمل أنثى على ما قدر له من الحمل ، ولا يقصر عما حدد له من القدر .(الطبري ) انتهى .
ثم قد يتم نقل مورثات من كائن حي محرم أكله على المسلمين الى نبات فقطعاً سوف يكون هنا أكل الطعام
المعدل وراثيا هنا حراماً ايضاً وخاصه أنه حتى الان تستخدم مورثات من كائنات دقيقه كالباكتريا والفيروسات
والعاملين في هذا المجال يعرفون أنه قد تتم تربيتها على مواد قد تكون محرمه على المسلمين كالميته ومحرمات اخرى .
وهناك شئ قد يكون غائباً على كثير من المواطنين وهو مثلا القطن المحور وراثياً عندما يزرع يجب أن
يعرف الناس ان الزيت المستخرج من بذور تلك الاقطان سوف يكون منتج معدل وراثيا والأمباز (البذره )
كسب بذرة القطن عندما تعلف بها ابقار الحليب ومواشي التسمين فستكون منتجات الالبان واللحوم منتجات
معدله وراثياً . وكيف له أن يفرز بين المنتجات المعدله وراثيا من غيرها كما في امريكا مثلا فهيئات حماية
المستهلك تلزم الشركات المنتجه لهذه المنتجات أن تكتب عليها ملصقات ( استيكرات ) تبين أن هذا المنتج
معدل وراثيا ً وتعرفون ظروف بلدنا وظروف ضمان المستهلك لصحته .
أكيد سوف يسأل القاري داخل نفسه أو مسئول من مؤيدي القطن المحور وراثيا ( طيب نترك الدوده
والحشرات تفتك بالمحاصيل أو يعني نستخدم المبيدات الكيماويه السامه والمعروف ضررها ؟؟؟ ) فاقول:
العالم اليوم تقدم تقدما كبيراً مجال الزراعه العضويه وهي الزراعه النظيفه والتي لا تستخدم فيها المبيدات
الكيماويه المصنعه . بل تستخدم فيها المبيدات الطبيعيه والمستخلصات النباتيه الطبيعيه وهي كثيره ومتوفره
في الاسواق وبأسعار قد تكون أقل من المبيدات الكيماويه أو البذور المعدله وراثياً , وهذه المستخلصات لا تضر بالحشرات النافعه ولا الاسماك ولا الانسان واستخامها آمن 100% وبحكم عملي في أحدى
هذه الشركات أعرف أن العالم يتقدم الى الامام فعلينا نحن أن لا نرجع للوراء ومن غير المقبول أن يتجه
العالم لانتاج غذاء صحي امن بدون كيماويات نتجه نحن لصناعة اغذيه معدله وراثيا تسبب مشاكل
كثيره للانسان والحيوان والنبات والبيئه عموما . والعالم وصل مراحل متقدمه والكثير منكم يعلم أن
بعض الدول وصل مرحلة انتاج غذاء عضوي للقطط والكلاب ونحن نتجه لانتاج غذاء معدل وراثيا .
ويجب أن نتجه مع العالم ونضع القوانين اللازمه للزراعه العضويه ونتوسع في تطبيقها مع العلم بأن
هناك مزارع بالسودان مسجله كمزارع تنتج منتجات عضويه واعرف ذلك من حكم قربي من المنظمات
العالميه الرقابيه العالميه والمفتشين الدوليين كمنظمة الايكوسيرت ومنظمة الايفوا وغيرها .
وحتى القوانين العالميه تمنع تناول الاغذيه المعدله وراثيا ماعدا القانون الامريكي فيجب علينا أن نضع
قوانيننا التي تتوافق مع بيئتنا وظروفنا . كتب الأخ سيد الحسن هنا مواضيع قيمه متناولا تجارب دول
أخرى ونحن نرفد هذا الموضوع بالدعم لأن المسئولين يقولون أن من اختلفوا مع زراعة القطن المعدل
وراثيا لم يأتوا باسانيد موضوعيه .
وسوف نتابع الكتابه عن سلبيات وايجابيات زراعة القطن المحور وراثياً باذن الله .
مهندس زراعي شعبان محمد شعبان
[email][email protected][/email]
تشكر يا باشمهندس شعبان على الكتابة عن الموضوع الشغل الشاغل من وجهة النظر الدينية ومن وجهة نظر البحث عن بدائل لأبادة الدودة أياها ( الدودة الأمركية أو ما تسمى بدودة الباميا أو دودة الأوكرا) غير المبيدات الكيمائية.
من وجهة النظر الدينية :
حسب قناعتى كمسلم عادى وليس عالم دين ومعرفتى المتوضعة وقناعاتى أؤيد ما أوردته فى وجهة نظرك , كما آمل أن يتناول الموضوع العلماء وأيضاح الرأى الدينى فى زراعة كل المعدلات وراثيا ومن بينها القطن.
البدائل للمبيدات الكيميائية:
لقد كتبت بوست بصفحة الأقتصادى السودانى فى 16 أبريل 2009 بعنوان :
أنتشار السرطان والفشــل الكلوى وعلاقتــه بالزراعـة والمبيدات
الصفحة الأولى (من 3 صفحات) على الرابط :
http://sudaneseeconomist.com/phpBB/viewtopic.php?f=2&t=62
وأعدت نشر المقال (دون المداخلات) على صفحتى الراكوبة وسودانايل هذا العام.
وأفضل الأطلاع عليه فى صفحة الأقتصادى السودانى . حيث تمت مداخلات وأسئلة وأجابات واضافات من المتداخلين.
واوردت فى بعض المداخلات أن المبيد العضوى المستخرج من بذور شجرة النيم ( Azadiryachtin A) هو من أكثر المبيدات فعالية لأبادة دودة الأوكرا (الدودة الأمريكية أو دودة البامية). وهو أكثر فعالية من المبيدات الكيمائية لهذه الدودة حسبما ذكر البروف شومخر المعروف عالميا بـ ( أبو النيم) .
وبحضورى سمنار عن أستخدام المبيد العضوى المستخرج من حب النيم فى 1997 بأندونيسيا بديلا للمبيدات الكيمائية وآمنا لصحة الأنسان. ولك أن تصدق أو لا تصدق أننى وأكثر من 300 شخص حضروا السمنار تناولنا شرابا كل شخص كباية بها ملعقة من المبيد الذى تم تحضيره , وذلك قبل تجربته لأبادة الحشرات ورأينا بأعيننا فاعليته لقتل الحشرات, علما بأننا سبقنا قتل الحشرات بشراب المبيد . علما بأن علماء من ألمانيا وتايلاند والهند وأندونيسيا شاركوا فى تقديم أوراق علمية عن الموضوع ومن ضمن الذين شربوا المبيد العضوى.
لك كل الود والتقدير
المشكله الكبيره ليست فى القطن المحور .فقد ثبت انه ناجح بدرجه امتياز بولاية النيل الازرق وهو كما قيل ان انتاجيته قد تفوق الانتاجيه بالبرازيل من حيث انتاجية الفدان .وبما اننى ابن مزارع واعرف النبات من شكله العام فقد رايت هذا القطن فى تقرير مصور من تلفزيون السودان ويمكن ان نقول عليه بانه ممتاز.
اما المشكله الحقيقيه وكان يجب التركيز عليها فهى الخضروات التى يتناولها الانسان مباشره من المزرعه كالبطيخ والعجور والطماطم وغيرها من الخضروات .فهذه الخضروات يتم تسميدها باليوريا وترش بالمبيدات ولكن طعمها ماسخ وعديمة النكهة وهى تختلف اختلاف جزرى عن خضروات زمان .ويرجع السبب حسب معرفتى الى نوع السماد فقد ثبت وبالدليل العملى ان السماد العضوى {روث الماشيه والدواجن بعد معالجتها}افضل من السماد الكيمائى .وقد ثبت ايضا ان السماد الكيمائى يترك اثار على الارض الزراعيه بمرور الزمن حيث تصبح الارض غير منتجه زاتيا الا اذا استخدم السمادمعها.وبما ان المزارعين لايستهلكون ما ينتجونه بل يبيعونه للسوق فهم لايبالون من استخدام الاسمده الكيمائيه او المبيدات مادام هذا سيعطى انتاج فى النهايه بغض النظر عن صلاحيته .
ويمكنك ان تجرى تجربه فعليه ان تزرع مثلا طماطم فى ارض الجروف دون ان تضيف اليها غير السماد العضوى وتزرع نفس هذه الطماطم فى نفس الارض مع اضافة سماد كيمائى .النتيجه هناك اختلاف كبير فى طعم ونكهة الطمام حيث ان التى تم تسميدها بالسماد العضوى مذاقها احلى ونكهتها جميله بخلاف التى تم تسميدها باليورياحيث مساخه الطعم وعديمه النكهة .
واخيرا انا لااشك ابدا ان جميع الامراض التى ظهرت اخيرا سببها الرئيس هو السماد الكيمائى +المبيد الكيمائى .وشكرا
لو كان مسئولينا قدر المسئولية ،،، لما عانينا ،، لو طبقوا ما درسونا اياه في التوزان البيئي لما صار هذا فمنذ الدراسة في المرحلة المتوسطة يتكلم الاستاذ عن التوزان البييئي و دورة الحياة لكن شكلها دورة الحياة زادت ،، فاكلات اللحوم ،، وآكلات النبات ،، وآكلات اللحوم والنبيات ،، ثم ظهرت الفئة الجديدة اكلة لحوم البشر ..
حين حدثنا استاذ الجغرافيا عن ابادة الثعالب في استراليا وكيف انها اثرت سلبيا بتكاثر الارانب التي اثرت سلبيا على تكاثر الخضروات فعملت الحكومة على حظر صيد الثعالب ..
اما اليوم فعلى الحكومة العمل على تفعيل دور القضاء والعلماء ليحاربوا اكلي لحوم البشر ..
ولكن اذا كان الحكومة هي من تاكل لحوم البشر ..
فاننا ندعو الله ان يزيلها ويبدلنا بخير منها .