في سيرة الكحل.. أنا آتٍ إلى ظل عينيك.. لمسات جمالية

أمدرمان ? نمارق ضو البيت
لم يتمكن أحد حتى اليوم من معرفة اسم الشخص الذي اخترع الكحل، لكن بحسب المخطوطات التي جُمعت من مختلف أنحاء العالم، وباختلاف الثقافات سواء كانت عربية، إفريقية، أوآسيوية، فإن الأمر يعود لآلاف السنوات، وتعتبر الحضارة الفرعونية الأكثر إظهاراً له في المنحوتات القديمة، على امتدادها من السودان جنوبا إلى مصر شمالا.
ويكاد يكون الكحل من العادات التجميلية النسوية الصامدة حتى هذه اللحظة، كما أنه ليس حكرا على النساء فقط، فهنالك رجال من قبائل إفريقية وعربية يستخدمونه كأداة للزينة، وطيف آخر كعلاج مُنق للعينين، وآخرون يعتقدونه عادة مهمة في الطقوس الانتقالية كالختان والزواج وللأطفال حديثي الولادة؛ بحسب أسبارهم ومعتقداتهم الدينية منذ عهد الممالك القديمة.
النوع المفضل
للكحل سحره الخاص الذي دفع الشعراء للتغزل في العيون منذ قديم الزمان، وبما أنه يمنح العينين لمسة جمالية؛ فإنه تحول إلى عادة تجميلية شبه يومية للسيدات في مناطق كثيرة من العالم، وصنعت شركات التجميل نسخا مستحدثة منه في شكل أقلام، لكن مازال الكحل القديم هو المفضل عند كثير من السيدات.
حرق اللبان
صناعة الكحل من الصناعات النسوية القديمة، حيث تُحضر السيدة اللبان ? لبان البخور- وتقوم بحرقة في إناء مخصص لذلك، إذ تستغرق عملية الحرق قرابة النصف ساعة، وبعد تحوله إلى بودرة سوداء، يتم تعبئتها في “قناني”؛ وعادة ما تستخدم السيدات عبوات البنسلين الصغيرة لأنها مناسبة لكمية الكحل، بحسب حاجة فاطمة التي تعمل في صناعة الصنف إلى جانب العطور المحلية، وتضيف: نبيع العبوة بخمسة جنيهات ومعها (مُرواد) من الألمونيوم، ومع أنها لم تعد تجارة مربحة كما السابق، نسبة لاتجاه السيدات إلى أدوات الزينة المستحدثة، إلا أننا نبيعها لزبائننا المعتادين والنساء اللاتي مازلن يُفضلن استخدام (الدلال).
المكحلة النحاسية
تتم تعبئته بمختلف أنواعه سواء كان في المكحلة النحاسية المعروفة أو في فتيل البنسلين، فالأولى لها تجار متخصصون في بيعها، وتتفاوت أسعارها بحسب أحجامها لكنها تتراوح ما بين الـ 10 إلى 30 جنيها، وكثير من السيدات مولعات باقتناء المكاحل النحاسية، وحتى إن لم يشترينها فإنها تستوقفهن دائما، أما عبوات البنسلين فيتم شراؤها من المستشفيات بالكرتونه، حيث تباع الألف قارورة بـ 150 جنيهاً، وهي عبوات نظيفة وآمنه لا تتسبب في أضرار أو مضاعفات في العيون، إذ لم تشتك أي سيدة طوال سنوات استخدامها لأي نوع من أنواع الكحل المُعبأ في هذه الزجاجات، كما قال حاج محمد الذي ينشط في التجارة.
أصناف نيجيرية
يجلس حاج محمد آدم في وسط شارع الشوام بسوق أمدرمان منذ عشر سنوات خلت، ومازال مستمرا في مهنته حيث يقوم بتعبئة الكحل الحجري ذي اللون الرمادي في إحدى عبوات البنسلين، فأخبرنا بأنه يجلبه من نيجيريا ويقوم ببيع العبوة بجنيهين، وهو يُستخدم في تكحيل حديثي الولادة لتنقية عيونهم وحفظهم من العين كما قال، وأضاف: أبيع الكحل الهندي بسبع جنيهات والسعودي بعشر جنيهات، إلى جانب بودرة صفراء تعتبر علاجا للعيون بجنيهين، ولم تنقطع الحركة الشرائية للكحل يوماً

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..