الحكومة و المعارضة خصمان منهكان

الحكومة و المعارضة خصمان منهكان

محمد وداعة
[email][email protected][/email]

لكل أسبابه ، وظروفة الذاتية والموضوعية التى جعلت منه كائنا منهكآ ، لكل أستراتيجيته ( ثوابته ) التى لم تتفاعل أو تتطور بالرغم من المتغيرات العديدة التى حدثت فينا و من حولنا ، السودان أصبح سودانان ، و افترق الشريكان اللذان حكما السودان خلال الفترة الانتقالية قبل الانفصال ، و اصبحا بعد الانفصال حاكمين فى البلدين اللذين كانا بلدآ واحدآ ، الحكومة لا تريد أن ترى أن السودان أصبح أقل بمقدار الثلث فى المساحة والسكان ، وأن 90% من الثروة البترولية قد ذهبت للدولة الجديدة ? الحكومة فى السودان ( الفضل ) تتعامل وكانها محكومة باتفاقية السلام الشامل ، فحتى الان كل القوانين والتشريعات التى صاحبت اتفاقية السلام ظلت سارية ، دستور 2005 الانتقالى كما هو ، هذا الدستور الذى هو نقل بالحرف لاتفاقية نيفاشا وأكثر من ثلث مواده تتحدث عن الجنوب وكيف يحكم الجنوب ، الصلاحيات للمسئولين هى هى لم تتغير ، الحكومة تبرم العديد من الاتفاقيات ، وتتهم دائمآ من الطرف الثانى فى الاتفاق بانها تتنصل من التزاماتها و لا تقوم بتنفيذ ما وقعت عليه ، السيد منى اركو مناوى ترك منصب مساعد اول رئيس الجمهورية و عاد الى الميدان يقاتل مرة اخرى ، التحرير و العدالة لا ينفك يشكو علنآ تبرمه من بطء و تثاقل الحكومة فى المضى فى تنفيذ اتفاق الدوحة اتفاق الشرق ليس احسن حالآ بعد مرور عدة سنوات على الاتفاق ووجود السيد موسى محمد احمد فى القصر مساعدآ للرئيس ، فهو لم يجد غير ان يهدد امام مؤتمر حزبه بالخروج من الحكومة ، وحروب فى المنطقتين و حوار لم تتضح معالمه بعد مع قطاع الشمال ، و ابيي توتر فى انتظار جولات التفاوض مع دولة الجنوب، وتسقط طائرات روسية الصنع و بعض من اسباب سقوطها المقاطعة الامريكية حسب افادات كبار المسؤولين ، تختفى شفرات المصانع و المتهم امريكا رغم ان المقاول شركة هندية ، و لا يترك وزير خارجيتنا مناسبة او محفل الا ويتحدث عن الحصار الجائر المفروض (علينا دون وجه حق) ، يتهاوى الاقتصاد و تتداعى ركائزه ، ويتحول الغلاء الى غول يعصف باقتصاد الاسر و المواطنين ،مئات الاف الخريجين عاطلين عن العمل ، عدة ملايين من الشباب فى فيافى السودان يعتصرهم الموت البطيئ بفعل الزئبق والغبار و الأتربة وهم يبحثون عن حبيبات من الذهب ، و ريثما يعود المسئول الذي يستقيل من منصبه معززآ مكرمآ و اكثر قوة ، تتخذ القرارات التى تحط من شان الدولة و مؤساساتها ، و يختلط الحابل بالنابل ، يختلط كل شيئ ،
المعارضة تكرر نفسها ، دون ادنى شك الحكومة لم تفاجئ المعارضة بزيادة الأسعار و تخفيض الجنيه و زيادة الدولار ، لا يستطيع عاقل تصور كيف تتكرم الحكومة و تهدى المعارضة اسبابآ اقوى من هذه لإسقاط النظام سلميا ? الإمام الصادق يحاور المؤتمر الوطنى نيابة عن تحالف المعارضة ، وهو لايخرج من التحاف ولا يدخل فىه ? المؤتمرالشعبى عمليآ لايريد التغيراذا كان سيفضى الى اعلان دستورى و دولة مدنية ، ( يمشى احمد و يجى حاج احمد ) ، اما الحزب الاتحادى الاصل فقد نال شرف المشاركة و المعارضة فى آن واحد !
عمليا لا يمكن إقصاء احد ، ووسائل التغيير السلمى بطبيعتها و مقاصدها لا يمكن ان تستثنى احد ، و لايمكن تحقيق اهداف التغييركلها دفعة واحدة ، حتى فى دول الربيع العربى التغيير يمشى رويدآ فى تونس و مصر ، فى ليبيا التغيير تم بقوة السلاح و التدخل الدولى و رغم التضحيات الغالية التى قدمها الشعب الليبى الا انه لم يحصد بعد شيئا ، اليمن بكامل حكمتها جاء التغيير فيها (منزلة بين المنزلتين ) ، برغم الاتفاقات والمبادرة الخليجية و الرعاية الأممية ، تمضى الإصلاحات نقطة نقطة بالقطارة ، سوريا تعود للقرون الوسطى، دمار و موت و انعدام وغياب لشكل الوطن ، همجية النظام ودمويته تؤكد انه لم ولن يقدم تنازلا واحدآ من اجل الحفاظ على الدولة وبنايتها الاساسية ووحدتها الوطنية ، و المعارضة السورية لم تزد على اتفاقها إسقاط النظام اى اتفاق آخر ، سوريا تنحدر بسرعة إلى الحرب الطائفية و ستجر معها كل المنطقة الى حروب لن تندمل جراحاتها ابدآ ،
ومن عبر التاريخ ودروسه ان التغيير اذا ما نضجت ظروفه لا بد انه قادم و بهذا المعنى و بالحال الذى عليه الحكومة و المعارضة الان ، ربما يكونان اخر من يختار توقيته او وسائله ،
تراجع مفهوم الوطن الى حيث بدا اقرب الى كل المصالح التى يمثلها ? وتمركزت السلطة حتى داخل المؤتمر الوطنى نفسه فتكررت الوجوه ذاتها طيلة 23 عاما ، وتداولت الكراسى عدد قليل من القيادات الحزبية لا تتناسب مع حجم الحزب ( المزعوم ) حسب نتيجة الانتخابات الاخيرة ، أصبح من المألوف رؤية امارات وزعامات القبائل تهنئ الابناء بنيل ثقة رئيس الجمهورية واستوزارهم او حصولهم على مواقع فى السلطة ، اصبح انتقاد وزير من قبيلة معينة يضاهى انتقاد القبيلة ذاتها.. وتطور مفهوم المناطق العازلة لكى ينادى البعض بانشاء منطقة عازلة بين المسيرية والرزيقات و ترسيم الحدود بين القبيلتين .

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..