أخبار السودان

غازي صلاح الدين : مضى على عملية الحوار أكثر من عامين ونصف، المعوق الرئيس كان هو عدم الثقة والموقف المتشكك فى الطرف الآخر

بالرغم من أن أخبار د. غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن كانت في الصحف بكثرة خلال الأيام الماضية، خاصة بعد الندوة التى خاطبها في العاصمة القطرية عن الحركات الاسلامية، إلا أن الوصول إليه كان صعباً لإجراء حوار معه بشان الراهن السياسي، ليس لامتناعه أو لعراقيل من مكتبه كما يفعل بعض الساسة ودوائرهم، ولكن لكثرة الطلبات التي وردت إليه لمحاورته صحفياً، إلا أنني وفي تواصلي مع د. أسامة توفيق الذى نسق لي المقابلة كنت مصراً على نيل الفرصة التى رتبت لها قبل أكثر من أسبوع، فكانت سانحة رائعة أن جلست معه وطرحت عليه أسئلة في محاور متعددة، منها ما يتعلق بعلاقته مع المؤتمر الوطني وأخرى بتقييمه وتحليله لمجريات الأوضاع في البلاد، فضلاً عن مقابلاته مع قوى نداء السودان وقراءته لمواقفها .. فكانت إجاباته مباشرة سقناها إليكم هنا:

اجراه : لؤي عبد الرحمن – تصوير : قاسم إبرهيم

تبقى أسبوع لانعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني كيف تنظر للحدث ؟
الحوار هو الخيار المفضل لدي الشعب السوداني والقوى السياسية كلها، بما فيها الحاملة للسلاح، لكن إدارة الحوار تخللتها بعض الأحداث والتطورات التي عطلته، يجب أن نتذكر أننا نحن الآن نكاد نكون فى السنة الثالثة لانطلاقته، وكان يمكن في وقت مبكر أن نحرز الأهداف النهائية ونتوصل إلى اتفاق شامل يؤسس لوضع جديد فى السودان، لكن هذا تأخر كثيراً، وجزء أساسي منسوب إلى الطريقة التى تدير بها الحكومة مايليها من مسؤولياتها تجاه الحوار، والآن تبقى أسبوع للاجتماع، من الواضح هنالك أطراف كثيرة لم ترابط، لا أكاد أتبين كيف ستكون النهاية والختام لهذه السلسة من الأحداث، لكن على كل حال المبادرة هي في يد الحكومة، وهى التي ستحدد بقرارها وتصريفها لمسؤولياتها هل سيكون هنالك حواراً شاملاً بمعنى الكلمة والمشاركة والموضوعات المطروحة للنقاش، وهل ستكون هنالك ضمانات وتعديل حقيقي لبنية السلطة، إذا كنا سندور ونعود للنقطة التي انطلقنا منها منذ البداية، هذا سيكون مضيعة للوقت
امكانية الحاق المعارضة فى هذه الفترة الضيقة ؟
أنا فى اعتقادي أن هنالك عدة فرص سنحت وضاعت أولها عندما وقعنا هذا الاتفاق الذي بني عليه الحوار والتفاوض فيما بعد، وهو اتفاق 5 سبتمبر 2014م الذى وقعته أنا عن جانب المعارضة ووقعه الأخ أحمد سعد عمر عن جانب الحكومة، وكان فرصة حقيقية للانطلاق نحو حل، وكان المزاج السائد آنذاك حتى بين الحركات المسلحة هو مزاج تصالحي، الآن هنالك استقطاب واضح في الموقف السياسي من جانب الحكومة والحركات الموجودة خارج السودان، وهذا يعيق طريقة الوصول إلى حل، ولذلك الحل أننا بين أيدينا خارطة الطريق التى وقعتها الأطراف، وهي تعطي أولوية لوقف إطلاق النار، وايصال المساعدات الانسانية، وأعتقد أن هذا ضروري، ونحن كنا نرى أنه بموازاة ذلك كان يمكن أن تكون هنالك عملية سياسية، وما زال هذا رأينا لكن هذا الرأي لابد له من إجماع بين القوى السياسية المشاركة في الحوار جميعاً، والحكومة لأنه لايصلح فيه أن يأتي من طرف واحد، ومن الواضح أن هنالك عوامل تعمل وتتحرك خلال الأسبوع القادم، ونحن الآن فى أوله، تقريبا لا استطيع التنبوء بما سيحدث ولكن الفرصة ماتزال متاحة..
المؤتمر الوطني تحدث عن حكومة وفاق بعد العاشر من أكتوبر ..توقعاتك بشانها ؟
إذا جرى الحوار كما ينبغي وتوصل الناس لاتفاق عبر الحوار وبمقتضاه، فهذا شي طبيعي، وينبغي أن يشارك فيه الجميع، لأنهم يكونون قد شاركوا فى الحوار وإجازته، ولكن إذا كان هذا الأمر مقصود به أن الأمن استتب، وأن هذه حفلة خاصة للأعضاء فقط، فلن يكون الحوار قد وصل إلى أهدافه
كيف يمكن تجاوز المحطة الحالية من التباعد بين الحكومة والمعارضة ؟
المشكلة فى ظني ليست كيف نبحث عن حل وكيف نتجاوز هذه العقبة، ولكن المشكلة فى جو عدم الثقة السائد، ومن تجربتي وملاحظاتى فى هذه العملية التي مضى عليها الآن أكثر من عامين ونصف، المعوق الرئيس كان هو عدم الثقة والموقف المتشكك فى الطرف الآخر، إذا استطعنا ان نتجاوز حالة الشك القائمة الآن بالتفاوض المباشر مع الاطراف السودانية، أو عبر آلية الحوار أنا واثق من خبرتي أن ماقدمناه نحن أنفسنا من مقترحات لتجاوز العقبات سيتجاوز تلك العقبة
حامد ممتاز الأمين السياسي للوطني قال في آخر مؤتمر صحفي له إن الحوار سيستمر ويمكن للممانعين الإتيان بمقترحاتهم حتى بعد العاشر من أكتوبر ..ماذا يعني لكم ذلك ؟
هذا القول لايكشف الحقيقة كاملة، لا أستطيع أن أفسره بأنه سيكون حواراً متكافئاً، وقد يفسر هذا الكلام بان الحوار قد انتهى ومن يريد أن يأتي يأتي بشروط المنتهى، هذا طبعاً لن يكون مقبولاً ولن يعد مشاركة كاملة في الحوار، لابد أن تقدم أطروحة تستطيع أن تقنع بها الطرف الآخر وتطمنه بأنه قد نال حقه كاملاً، أى حقوق منقوصة فى الحوار ونتائجه ثم دعوة الناس لأن ياتوا لن تحقق اهدافها
نقل الإغاثات من الخارج صارت مشكلة فى التفاوض بم يمكن تخطيها ؟
الجانبان لهما تحفظات مفهومة، نحن نتجنب أن ندخل في تاييد موقف تفاوضي لأن هذا تفاوض يجري بين طرفين لديهما السلطة، ولكن إذا تجاوزنا حالة الشك وعدم الثقة يمكن أن نوصل الإغاثات إلى المواطنين المحتاجين لها، وفي نفس الوقت نطمئن الحكومة أن مسار الإغاثات لن يكون اختراقا لسيادتها وأمنها
تقييمك لتوجه قوى نداء السودان وأنت قد جلست معها ؟
استطيع أن اؤكد أن القوى الغالبة فى نداء السودان هي مهياة جداً للسلام، وهذه المسألة تحتاج إلى معالجة حكيمة من قبل آلية الحوار والحكومة على وجه التحديد لتشجيع هذه العناصر على قبول مبدأ الحل السلمي، والمضي فيه للنهاية، لأن ذلك ممكناً مما لمسته من هذه الأطراف عندما التقيتها فى أديس أبابا وتحدثنا بحرية وبشفافية شديدة جداً، التمست منهم رغبة حقيقية في السلام، والاحساس بأن طريق الحرب قد أنهى ثمراته ولم يعد مثمراً، ولذلك أعتقد أن التوجه الكلامي نحو الحوار هو تعبير عن رغبة صادقة، أحيانا يحتد الناس فى قضايا تفاوضية صغيرة تعطي انطباعاً أن هنالك أزمة، صحيح أن الحل ليس سهلاً، ولكنه ممكناً
الحكومة تحتفي هذه الايام بدعم المجتمع الدولي للحوار .. ما تعليقك ؟
المجتمعان الاقليمي والدولي يؤيدان الحوار منذ بدايته لأسباب متعلقة بهم ليس بالضرورة أنهم غيروا مواقفهم التقليدية الأولى، ولكنهم يرون أن هنالك مشكلات تحيط بالعالم وتحيط بهم على وجه التحديد، مثل قضايا الهجرة والإرهاب والعلاقات الاقليمية فى منطقة السودان، هذه كلها أشياء تشغلهم وهم يرغبون فى وجود سلطة مركزية يمكن التفاهم معها، بشأن هذه المسائل، ولذلك هنالك فرصة تاريخية لإحراز تقدم فى الحوار، وإعادة تأسيس بنية السياسة والسلطة في السودان، مستفيدين من الظرف المواتي إقليمياً ودولياً، أنا متأكد من خلال اتصالاتي ولقاءاتى بأديس مع الكثير من الممثلين لهذه القوى أن الأولوية لديهم والأفضلية هي الوصول إلى اتفاق وسلام من خلال الحوار
هنالك غزل بين الخرطوم وواشنطون إلى أين سينتهي هذا الأمر ؟
هذا غزل قديم ولكنه الآن أتته موجة انتعاشة لأن الولايات المتحدة الامريكية أدركت أن سياسة العقوبات غير مجدية ولم تعد مقبولة عالمياً، بالتالي هم لديهم توجه حقيقي في تصفية حالة العقوبات هذه والتوصل إلى علاقة جديدة مع نظام ليس بالضرورة أن يكون على آثار هذا النظام، ولكن يمكن أن يتم التعامل معه على أنه حقيقة واقعة وماثلة، بالتالي هنالك محاولات ولكن أنت كما تعلم أن هذه الأشياء فى الغرب والنظام الأمريكي تحديداً مرتبطة بتقاليد داخلية وقوانين، هنالك قضايا لا يمكن تجاوزها والتخلص منها إلا عبر الكونجرس الأمريكي، وهنالك قضايا يمكن أن تحسم على مستوى الخارجية الأمريكية، في ظني أن الحكومة الامريكية تريد أن تحصل أكبر قدر من التنازلات والمكاسب قبل أن تدلي بورقتها الأخيرة، وهي رفع العقوبات، الثالث من نوفمبر سيوضح اتجاهات الحكومة الأمريكية، لأنه هو الموعد السنوي الذى يحدد فيه تجديد العقوبات أو رفعها

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. لا يستحق الاستماع إليه ولا يستحق قراءة اللقاء معه.

    غازي صلاح الدين في تنكره لحزبه حزب المؤتمر الوطني ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول ( رمتني بدائها وأنسلت )

    و المثل السوداني ( الكلب ينبح, خوفا” على ضنبو ).

    وسوف يأتي اليوم الذي تحاسب فيه وتعاقب يا غازي صلاح الدين على الفترة التي أمضيتها في الحكومة من يوم الانقلاب العسكري الى اليوم الذي أخرجوك فيه من حزب المؤتمر الوطني .

  2. مع احترامي للاخ اعلاه ورايه الا ان الدكتور غازي صلاح الدين نموذج للانسان السوداني الصادق فرغم انه شارك عصابة الانقاذ في ايامها الاولي في ضلالتها، ولكنه كان مخدوع مثل الكثيرين من ابناء السودان الذين انطلت عليهم احبابيل النصاب الترابي وعمر الكضاب لكن للرجل مواقف يجب ان يعترف له الناس بها مواقف وطنية قوية مثل رفضه لتقسيم السودان في اتفاق نيفاشا التامري وكذلك رفضه لقتل الابرياء بدم بارد في الخرطوم وان كان قد شارك مع العصابة الاجرامية فترة الا انه يصدق فيه حكم المخدوع وان ياتي متاخرا خيرا من الا تاتي كما يقول الفرنجة فيجب الا نخلط الاشياء وان نتحري العدل يا اهل السودان وان نقول الحق في حق الرجال وان كنا نكرههم

  3. لا يستحق الاستماع إليه ولا يستحق قراءة اللقاء معه.

    غازي صلاح الدين في تنكره لحزبه حزب المؤتمر الوطني ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول ( رمتني بدائها وأنسلت )

    و المثل السوداني ( الكلب ينبح, خوفا” على ضنبو ).

    وسوف يأتي اليوم الذي تحاسب فيه وتعاقب يا غازي صلاح الدين على الفترة التي أمضيتها في الحكومة من يوم الانقلاب العسكري الى اليوم الذي أخرجوك فيه من حزب المؤتمر الوطني .

  4. مع احترامي للاخ اعلاه ورايه الا ان الدكتور غازي صلاح الدين نموذج للانسان السوداني الصادق فرغم انه شارك عصابة الانقاذ في ايامها الاولي في ضلالتها، ولكنه كان مخدوع مثل الكثيرين من ابناء السودان الذين انطلت عليهم احبابيل النصاب الترابي وعمر الكضاب لكن للرجل مواقف يجب ان يعترف له الناس بها مواقف وطنية قوية مثل رفضه لتقسيم السودان في اتفاق نيفاشا التامري وكذلك رفضه لقتل الابرياء بدم بارد في الخرطوم وان كان قد شارك مع العصابة الاجرامية فترة الا انه يصدق فيه حكم المخدوع وان ياتي متاخرا خيرا من الا تاتي كما يقول الفرنجة فيجب الا نخلط الاشياء وان نتحري العدل يا اهل السودان وان نقول الحق في حق الرجال وان كنا نكرههم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..