رحيل البشير حل لمشاكل السودان السياسية

رحيل البشير حل لمشاكل السودان السياسية

كمال سيف
[email][email protected][/email]

في أول عمل لي رسمي بعد شهر رمضان الكريم و عطلة العيد و أقول للقراء و كل الشعب السوداني كل سنة و انتم طيبين و نتمنى أن يأتي العيد القادم و تكون الديكتاتورية قد رحلت عن بلادنا غير مأسوف عليها, أول عمل لي بعد عطلت العيد المبارك ذهبت إلي إثيوبيا لتغطية مراسم دفن رئيس وزرائها الراحل ” مليس زناوي” و لم تدر بخلدي أنني سوف التقي بصديق دراسة في بعض مراحلها المختلفة في أديس أبابا, و قد نشأت صداقة حميمة في وقتها و رغم رحيلي من السودان لأكثر من عقدين ظلت تلك الصداقة تأخذ مساحتها, و لم ينقطع التواصل بيننا, و كان قد جاء مع الوفد السوداني لذات المناسبة, و كان من حسن المصادفة, كنا نقيم في فندق واحد, قد هيأ لنا اللقاء و رفع الحرج من كلينا, و جلست معه في أحدي زوايا الفندق بعد منتصف الليل, نسترجع ذكريات الطفولة و الصبي, و زملاء الدراسة الباقين و الذين رحلوا عن دنيانا, قلت للرجل في سؤال مفاجئ, هل تعتقد هناك مكيدة داخلية أو خارجية تدبر بالليل للتخلص من الرئيس البشير؟ تلعثم الرجل و تردد كثيرا, لآن السؤال كان مفاجئا له, خاصة إن الرجل رغم بعده عن الأضواء, إلا أنه يعمل في مؤسسة مهمتها البحث عن المعلومة و اختزانها و بالتالي يعلم دبة النمل, و يعلم بالمؤامرات إن كانت داخل المؤسسة العسكرية أو الحزبية, و من المؤهلين لخليفة البشير.

و لكي أزيل من الرجل بعض الحرج, قلت أنني امتلك بعض المعلومات من بعض الأخوة السياسيين, إن هناك أكثر من جهة تراهن علي رحيل البشير باعتبار إن الرحيل يعني أما تغييرا شاملا في النظام أو نهاية نظام الإنقاذ, فقال الرجل بعد تردد هناك بعض المعلومات دائرة بهذا المعني, و مصدر المعلومة أساسا هي الحركة الشعبية قبل انفصال الجنوب, حيث كانت بعض قيادات الحركة الشعبية تقول للسياسيين في الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية إن رحيل البشير يعني انتهاء نظام الإنقاذ و كان الأمريكان يقولون لهم إن رحيل البشير في هذا الوقت سوف يعطل و يعيق تنفيذ الاتفاقية و أيضا ربما يوقف عملية الاستفتاء للانفصال و لكن يجب الضغط عليه لذلك تمت قضية المحكمة الجنائية الدولية بهدف الضغط علي الرئيس البشير و بعد الانفصال و رفضت الولايات المتحدة الأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية و رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية من الإرهاب و طلبت بإصلاحات سياسية و أعلن المبعوث الأمريكي للسودان إن الولايات المتحدة لا تريد إسقاط النظام و لكن هي مع تغييرات إصلاحية سياسية فهم منها إنها إشارة إلي رحيل البشير لأن الرجل هو وحده الذي يمسك بكل الخيوط و القرار عنده هو وحده بالتالي أية تغيير لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمت إزاحة الرئيس البشير لكي يفتح لعملية الإصلاح و التغيير و هناك الكثيرين داخل المؤتمر الوطني علي علم إن عملية التغيير تعني اختفاء الرئيس البشير من المسرح السياسي تماما و هذه تحمل الكثير من المعاني و الدلالات و من هنا كان الخوف.

سألت صديقي: هل الرئيس البشير يعلم بهذا السيناريو و إن هناك إشارة واضحة إن كانت داخلية أو خارجية باختفائه من المسرح السياسي بأية صورة من الصور؟
قال أعتقد إن الرجل ذو دراية و أن هناك جهة ما قد أوصلت إليه هذه المعلومة و الدلالة علي ذلك التغييرات التي كانت قد حدثت في تغييرات في الحرس الجمهوري القضية الأخرى تصريحه بأنه لن يترشح مرة أخري الهدف منها هو تعطيل أية تفكير داخل المؤسسة الحزبية أو العسكرية إنه راحل بإرادته و بالتالي يريد أن يوقف أية مخطط أو مؤامرة ضد حكمه و يعطي وقت ربما تتغير فيه أشياء كثيرة و هذا التصريح فيه شيء من الذكاء أو ربما هناك جهة أمنية هي التي اقترحت عليه أن يقوم بهذا التصريح و أيضا إن إلغاء الرئيس لاتفاقية أديس أبابا التي كانت قد وقعها الدكتور نافع علي نافع مع الحركة الشعبية الشمال كان الهدف منها هو إن الرئيس يريد افتعال حروب لإشغال الناس عن أية مؤامرة أو إن الرجل كان خائفا إن الاتفاقية سوف تجعل الحركة تكون هي الشريك مع المؤتمر الوطني و ربما هي التي سوف ترتب لرحيل البشير عن المسرح السياسي و في كل الأحوال إن قضية رحيله تؤرق الرجل تماما و أصبح يشك في الكثير من العناصر المقربة إليه و خاصة من العناصر المدنية و الذين كانوا قيادات في الحركة الإسلامية.

قلت هل يعني ذلك إن العريضة التي قدمت من ألف من العناصر الإسلامية لها دلالة للرجل؟

قال إذا كانت العريضة المقدمة تؤكد إن المؤامرة من عناصر مدنية أو عسكرية فهي تؤكد إن الرجل أصبح هدف و إن رحيله خارجيا يحظي بـتأييد خاصة من قبل الولايات المتحدة و هي لا تخف ذلك و في الداخل هناك عناصر بدأت تتحدث عن أن الدولة لا يمكن أن ترتهن لرجل واحد خاصة إن السودان لا يستطيع أن يجد أية دعم مالي من الخارج أو يخرج من محنته السياسية إذا لم يرحل البشير عن المسرح السياسي. و اعتقد أن الربكة الحادثة وسط حزب البشير هي أن بعض القيادات بدأت تفكر بصوت عالي إن عملية التغيير يجب أن تحدث, و لا ننسي إن مؤسسة الأمن و المخابرات قد رفعت العديد من التقارير و ضبطت الكثير من الحالات التي يستخدم فيها المال العام لمكاسب شخصية من قبل قيادات نافذة في السلطة و لكن الرئيس البشير مكتف و لا يستطيع أن يفعل شيء بسبب موقفه الضعيف و لا يريد أن يدفع بمجموعات للتأمر عليه بل كل القيادات التي تلطخت يديها بالمال الحرام سوف تتمسك بالرجل و تكشف له أية مؤامرة تتم حوله حماية لمصالحها الذاتي و ليس حبا في البشير.

و كان في جعبة الرجل أن يقوله حول قضية الصراع داخل السلطة الإنقاذية و لكن الزمن كان أسرع من أن يفرغ الرجل كل ما في جرابه و لكن ما حظيت به كان هو المطلوب حيث أكد فعلا المعلومات و الهمس الذي يتداول في أروقة الحزب و النظام و الجميع يعتقدون برحيل الرجل من المسرح السياسي لكي يمهد الطريق إلي رحلة تاريخية أخري إن كانت مواصلة من قبل قيادات الإنقاذ أو أن تصعد للمسرح قيادات جديدة. و تعتقد بعض القيادات السياسية في المعارضة إن رحيل البشير عن المسرح السياسي سوف يخلق الصراع داخل الحزب الحاكم و لاسيما إن الصراع داخل النظام بدأ يتعمق أكثر و بدأ الفرز بين المجموعات المختلفة و كل مجموعة رافضة إلي الأخرى و هي بداية النهاية لحزب الدولة و هي حالة شبيهة بحالة الاتحاد الاشتراكي الذي تبعثر في نفس اليوم الذي سقط العرش و الإنقاذ مرتبطة بالرئيس البشير و رحيله رحيل النظام.

لكن يبقي السؤال من هي القوة داخل النظام التي تعجل برحيل البشير؟

كمال سيف
صحافي سوداني أديس أبابا

تعليق واحد

  1. نعم المختصر المفيد …
    رحيل البشير أصبح ضرورة ملحة …
    فكيف يرهن مصير 30 مليون سوداني بسبب أخطاء إرتكبها هو وحزبه …
    وصحيح أن أمريكا تنتظر إكتمال تنفيذ بقية بنودإتفاقية نيفاشا ..
    الجو مهيأ حتى إن لم تساهم أمريكا في رحيله فالأزمة الإقتصادية وحدها كفيلة بإشعال الثورة ..

  2. هذا التقرير سليم 100% وهناك اشارات واضحة تؤكد ذلك منها على سبيل المثال : تصريح السيد/ قطبى المهدى الأخير وهو فى باطنه يؤكد بأن التغيير قادم لا محالة وهو فقط مسألة وقت ليس الا ويكشف الجهة التى سوف تقوم به ويحذر منها وهى مجموعة النائب الأول الأستاذ/ على عثمان طه بدليل انه ذكر اذا غادر البشير فيجب أن يغادر معه ايضا النائب الأول , وهذه اشارة الى ان النائب الأول هو الذى يقود الأنقلاب القادم وهذه المرة على البشير وهو تكملة للخطة التى وضعها وهى الأستعانه بالبشير أولا للأطاحة بالترابى ثم الأنفراد بالبشير فى مرحلة قادمة . و سوف يتم الأمر بعملية تصفية وهى عملية غير مستبعدة فالنظام خـبير لهذا الأسلوب وهو يلجأ له باستمرار للتخلص من الشخصيات التى تكون استهلكت وفقدت صلاحيتها وحان وقت التخلص منها . يجب اخذ تصريح السيد / قطبى المهدى الآخير بمنتهى الجدية لأنه هو من هو وسوف نسمع كل فترة قصيرة تصريح من هذا النوع لأحد النافذين فى المؤتمر الوطنى لأن المثل بيقول : اذا بدأت السفينة فى الغرق , فسوف تبدأ الفيران فى مغادرة السفينة . بالمقابل لن يقف البشير مكتوف اليدين وهو يرى المصير الذى سوف ينتهى اليه وربما لجأ الى اسلوب شمشون الجبار بهدم المعبد عليه وعلى اعدائه بأن يقوم بانقلاب على الحزب ويسلم الحكم الى المعارضة بمشاركة اولية مع القوات المسلحة وهو عمل سوف يسجل له فى ميزان حسناته ويكون بالنسبة له كحسن ختام لمسيرته و يسجل له التاريخ ذلك كانجاز مثل انجاز المشير سوار الذهب عندما سلم الحكم للمدنيين .

  3. والله ياسيدكمال سيف البشير ده لا بحل ولابربط الامر والناهي في هذه العصابة هو علي عثمان محمد طه

    وشـــــــــــــــكراً ،،،،،،،

  4. تعليق قديم جديد..!!
    تعتبر 99,9 % من مشكلات السودان الآنية، محلولة تلقائيا، بمجرد ذهاب هذه الطغمة الجاثمة على صدره منذ -ربع قرن- من الزمان ، ومن اراد ان يتاكد، فليرجع البصر كرَّتين ..؟!!.. واي فعل غير ذلك هو ذر للرماد في العيون، ودوران في حلقة مفرغة، ومضيعة للوقت والجهد وتعقيد أكثر للأمور ؟؟!. والحكومة تعلم ذلك علم اليقين ، ولو كان فيها رجل رشيد لأتخذ هذه الخطوة اليوم قبل الغد.؟!!
    ولكنهم لن يفعلو ذلك حسدا من عند انفسهم..!!.. لان ذلك يعتبر حافزا لمن ياتي من بعدهم ، فقد اوصلو البلاد الى حافة الهاوية، وستصبح مجرد تصحيح هذه الاخطاء التاريخية القاتلة ، واعادة الامور الى نصابها انجازا لمن يخلفهم، ايا كان ذلك الخَلَف .
    لايلوح في الافق اي حل آخر…!! كل من يتوق أو يفكر أو يبحث عن حل آخر من جهة الحكومة أو المعارضة فهو واهم.

  5. فعلا صاحبك اكثر الماما ودراية وحنكة . وطلعك انت صحفى ساى .. يا حبيبى مما قمنا لقينا البشير دا مجرد راكب عادى فى مركبة عامة والقيادة دى شغل ناس تانيين . الزول اكتر من الجعجة و هز الوسط لا يفعل شيئا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..