الرياضة المدرسية.. منبع الإبداع والمواهب يختفي عن المشهد.. عندما تسحق المناشط

الخرطوم ? منهاج حمدي
تعد الرياضة المدرسية اللبنة الأولى لدعم أي حركة رياضية في مختلف دول العالم خاصة وأن البيئة المدرسية تعتبر أرضا خصبة لاكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها، لتكون في مسارها الصحيح متى ما تم وضع المناهج الملائمة وتوفير الإمكانات والأنشطة التي تساعد على تحقيق النجاح.
عانت المدارس السودانية في السنوات الأخيرة من ضعف معينات الإبداع والبرامج التفاعلية التي تساعدها على الظهور والمساهمة في صناعة النجوم في الألعاب المختلفة بعكس ما كانت عليه في السابق، حيث كان النشاط ثرياً وأثمر تنافسا كبيرا واهتماما بالغا على جميع المستويات.
إطاحة من المنهج
ظلت وزارة التربية والتعليم بمختلف مسمياتها ومنذ حقبة الاستعمار وإلى الحكم الوطني تلي الرياضة المدرسية لما لها من أهمية قصوي في بناء الطلاب جسدياً وذهنياً اهتماماً بالغاً ولعلها كانت تعتمد في توجهها (ذاك) مقولة (العقل السليم في الجسم السليم)، هذا كله قبل أن يأتي من يطيح بالرياضة من جدول الحصص الأسبوعي ثم يأتي عليها جملة وتفصيلاً فيقصيها من المنهج كله، بما في ذلك الحركات الرياضية التي كان يتضمنها طابور الصباح المدرسي، حصة الرياضة كانت الأولى دائماً تليها حصة الرياضيات، ولعل هذه الجدولة كانت تتمثل ذات المقولة السالفة ( رياضة بدنية تليها ذهنية) ثم بقية المواد، قبل أن يصبح كل هذا أثراً بعد عين في ظل السياسات التعليمية الجديدة.
نجوم الدورة المدرسية
من أهم نتائج (حصة الرياضة) الدورة المدرسية التي أفرزت لاعبين مهرة أثروا المناشط المختلفة وأثروا على المشهد الرياضي برمته، فمن منا لا يذكر على سبيل المثال جيل (سامي عز الدين والطاهر هواري) في كرة القدم وجيل وليم أندريا في كرة السلة، كل هؤلاء هم أبناء (حصة الرياضة)، وبنتها الدورة المدرسية، وفي المتوسط كان الطلاب ملزمين بممارسة إما كرة القدم أو السلة أو الطائرة، بجدول تمارين لا يسمح بالغياب عنه، ولكن شهدت الفترة الأخيرة غيابا تاما للرياضة المدرسية من جميع المدارس وبمختلف المراحل وأسهم تغيير المناهج في تغييب حصص الرياضة فضلاً عن غياب المعلمين أصحاب الاهتمامات الرياضية.
ضعف في المناهج
في السياق يقول الخبير التربوي والأستاذ الجامعي بكلية التربية الرياضية صالح حامد إن ضعف المناهج في السنوات الأخيرة بجانب توقف الأنشطة الأدبية والرياضية والثقافية من المدارس علاوة على عدم الاهتمام من المعلمين ومنسوبي وزارة التربية والتعليم هو ما أدى إلى غياب الرياضة المدرسية وبالتالي ساهم ذلك بشكل كبير فى تدهور الرياضة عموماً لأن الدورات المدرسية كانت ترفد الأندية بالنجوم المميزين ولكن حدث التراجع المريع بسبب السياسات التعليمية غير المدروسة، وأضاف: الوزارة في حاجة إلى وضع استراتيجية تهتم بالرياضة المدرسية وتدعمها بالإمكانات والبنى التحتية اللازمة حتى تكون رافدا حقيقيا ومهما لدعم المنتخبات الوطنية في الألعاب المختلفة.
مدارس بدون معينات
الأستاذ مهدي عبد الله داؤود رئيس شعبة اللغة الإنجليزية بمدرسة القوز الثانوية قال لـ (اليوم التالي ) إن نقص الإمكانات يمنع معلمي التربية البدنية من القيام بواجبهم الصحيح، وأضاف: غالبية المدارس لا تتوافر فيها صالات رياضية تسهل على معلم التربية القيام بالمهام المطلوبة منه بالشكل الصحيح

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..