سريدوييفيتش: كل مباراة بمثابة نهائي

AFP
عاود دوري أبطال افريقيا نشاطه في نهاية الأسبوع، حيث يستهل أفضل ثمانية فرق في أفريقيا دور المجموعات. يبدو المشهد مألوفاً لأن ستة أندية من أصل ثمانية تشارك في هذا الدور سبق لها أن توجت بطلة في المسابقة المرموقة. أما الفريقان الوحيدان اللذان يبحثان عن باكورة ألقابهما على الصعيد القاري فهما الهلال السوداني وكوتون سبور الكاميروني وكلاهما كان قاب قوسين أو ادنى من إحراز اللقب ببلوغه المباراة النهائية من دون أن يضع يده على الكأس. هناك آمال كبيرة في أن تتغير الأمور خصوصاً بالنسبة إلى النادي السوداني الساعي بقوة إلى تغيير المعادلة بإشراف مدربه الصربي ميلوتين سريدوييفيتش الذي استلم منصبه الصيف الماضي. كان المدرب البالغ من العمر 41 عاما منشغلاً في تحضير فريقه لمباراته الإفتتاحية الأحد في المجموعة الأولى ضد إنييمبا النيجيري بطل أفريقيا عامي 2003 و2004.
FIFA.com: هل تشعر بأن القرعة كانت جيدة بالنسبة إلى الهلال؟
ميلوتين سريدوييفيتش: كونه لم يتبق سوى ثمانية فرق، فإننا كنا نتوقع أن تكون القرعة صعبة. يوجد في مجموعتنا فريقان قويان من غرب القارة الأفريقية هما إنييمبا وكوتون سبور، وفريق جيد جداً من شمال أفريقيا هو الرجاء البيضاوي. يتعين علينا أن نقارب كل مباراة بشكل محتلف في مواجهة هذه الفرق الثلاثة وقد بذلنا جهدا كبيرة للتعرف على أسلوب كل واحد منها، ونقاط القوة والضعف لديها. لكن في هذه البطولة، يتعين علينا أن نقارب كل مباراة وكأنها المباراة النهائية لأنه سيكون صعبا الفوز بكل نقطة.
إلى أي مدى يستطيع فريقك الذهاب في هذه البطولة؟
في السنوات الخمس الماضية، حققنا بعض النجاحات والأهم من ذلك بأننا حافظنا على العمود الفقري للفريق مع بعض التغييرات البسيطة والتعزيزات. في كرة القدم الحديثة، التفاصيل الصغيرة هي التي تحقق الفارق. لقد تعلمنا كثيرا في السنوات الأخيرة بأن هذه التفاصيل حالت دون فوزنا بالكأس. أما الإمتحان الآن فيكمن في ما إذا كنا تعلمنا بما فيه الكفاية من دروس الماضي وجعل هذه التفاصيل في مصلحتنا ونحصد ثمار ذلك من خلال رفع الكأس. لا أريد التكلم أو القيام بأي وعود، لكننا نعمل على معايير من شأنها أن تساعدنا على تحقيق أحلامنا. عندما نحقق هذه المعايير، نحتاج إلى بعض الحظ بالطبع لكي نتمكن من تحقيق النجاح. كل نجاح يبدأ بحلم، وحلم الهلال منذ نشأته قبل 80 عاما هو إحراز اللقب الأفريقي. هذا الحلم كبير جداً، لكنه أيضا الوقود الذي يدفعنا للذهاب إلى أبعد الحدود وإحراز اللقب.
بلغ الهلال مؤخراً الدور نصف النهائي من دوري أبطال أفريقيا، وفي السنوات الأخيرة الماضية، أظهر الفريقان العريقان في السودان قوتهما على الصعيد القاري. لماذا طرأ هذا التطور الكبير على مستوى الناديين؟
تأهل الهلال إلى دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات في السنوات الأربع الأخيرة وبلغ نصف النهائي ثلاث مرات، بينها مرتان في دوري الأبطال، ومرة في كأس الإتحاد الأفريقي. بلغ المريخ بدوره دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا مؤخراً وبلغ نهائي كأس الإتحاد. إذا سألتموني تفسير هذه الظاهرة، فجوابي أن هذا الأمر يأتي من روح الشعب السوداني الذي يتمتع بشغف كبير باللعبة. لقد قمت بزيارة 48 دولة أفريقية من أصل 53 في السنوات العشر الأخيرة، وأستطيع أن أقول بأن الشعب الأفريقي بأكمله يعشق كرة القدم، لكن الشعب السوداني لديه طريقته الخاصة بالتعبير عن هذا الشغف الذي يمكن إطلاق عليه تسمية "هوس كرة القدم". الشعب السوداني لطيف ودود ومهذب، يعرف عنه حسن الضيافة ولديه رغبة صادقة في تغيير تفكير الرأي العام في بلاده من خلال كأس العالم. جميعنا في الهلال والمريخ والمنتخب الوطني السوداني نعمل جاهدين لكي نرسل صورة مختلفة وجميلة عن كرة القدم في السودان إلى باقي العالم.
ما هي نقاط القوة في فريقك وأي اسلوب تتوقع أن يقدمه؟
نحن نعتمد على أسلوب دفاعي حديدي، وعلى خط وسط يملك خيالا ورؤية ثاقبة، وخط هجومي متحفز. هذا ما كنت أصبو إليه عندما إستملت منصبي. نملك لاعبين في صفوف الفريق قادرين على تنفيذ متطلبات الكرة الحديثة، لكن بفضل الموهبة التي يتمتع بها اللاعبون، فإننا نعتمد بشكل كبير على تبادل الكرة بسرعة.
ما مدى الإثارة التي تشعر بها كونك تشرف على تدريب أحد الفرق التي تخوض غمار دوري أبطال أفريقيا؟
جئت إلى أفريقيا قبل 10 أعوام، وأشرفت على تدريب فرق كبيرة في دول مختلفة: أس سي فيلا (في أوغندا)، وسانت جورج (في أثيوبيا)، ويانج أفريكانز (في تنزانيا)، وأورلاندو بايريتس (في جنوب أفريقيا)، والهلال. شاركت في دوري أبطال أفريقيا في كل عام. بلغت نصف النهائي مع أورلاندو عام 2006، وهي أفضل نتيجة لناد جنوب أفريقي في العقد الأخير، وقد إستمر هذا الحلم مع الهلال العام الماضي. أما خلال بطولة العالم الحالي، فأنا أشعر كسمكة في الماء، بعد أن تعلمت الكثير على مدى الأعوام العشرة الماضية. لقد درست أساليب اللعب في مختلف الدول الأفريقية، ونقاط الضعف والقوة لديها. الكرة الأفريقية مختلفة عن أي كرة أخرى في العالم لأن ظروفها استثنائية، ولقد حركت الشغف في داخلي.
FIFA