أيام السينما الأفريقية في الخرطوم

كتب: علي باقر

لعل ضعف الحركة الفنية السينمائية في مُعظم البلدان العربية ناتج عن عدم التشجيع لهذا الفن الراقي وغياب دور العروض السينمائية، واليوم نرى شباباً من السودان يحرصون على حَمل شعلة السينما الأفريقية اليوم لكي يتجاوزوا ضعف دعم العطاء الحكومي لهذا الفن العابر للبلدان من خلال المَهرجانات التي يشد إليها الرحال في الكثير من بلدان العالم.. لذا أخذ هؤلاء الشباب على عاتقهم تَنظيم مَهرجان أيام السينما الأفريقية.

فلا غربة أن يتعهّد مركز الجنيد الثقافي باستضافة هذه الفعالية وبدعم من مؤسستي أمدرمان الملازمين وبحري شمبات حتى يتجلى النور إلى الشباب السوداني المُتعطِّش لهذه الصناعة الاجتماعية الخيالية التذوقية الراقية.

وقد وحول هذه الفعالية والفعاليات التي تقام لعروض السينما السودانية، تحدثت مع الفنانة عفراء سعد العضوة في جماعة الفيلم السوداني ونادي السينما السوداني، فأكدت لي أن هذه الفعالية تضم أفلاماً من السينما الأفريقية الجارة.. موريتانيا ومالي وبوركينافاسو والكنغو الديمقراطية، وقد سُميت هذه الفعالية بسينما الجيران ولا وجود للعروض السودانية في هذه الفعالية حالياً، وأردفت قائلة انّ الفعالية بدأت من مساء 12 – 15 أكتوبر 2016 وستعقب كل عرض فيلم جلسة نقاشية عن الفيلم المشاهد، مداخلات إثرائية للجلسات مشبعة بالآراء النقدية التي تبصر شبابنا الهاوي بعمق التجارب الفنية السينمائية الأفريقية ومُتطلبات الجودة لصناعة هذا الفن ووسائل الإبحار فيه، وعن التجارب السينمائية السودانية، أشارت الفنانة عفراء أنّ جماعة الفيلم السوداني لها اجتماعات أسبوعية في مساء كل يوم سبت، حيث تعرض أفلام عالمية، فقد استمتع الجمهور الهاوي فيلم “كودال”، و”شارلي شابلن” و”تاركوافسكي”، أما في نادي السينما السودانية فندشن مشروع شبكة السينما الجائلة من أجل التغيير الاجتماعي وهذا المشروع يستعرض تجارب السينما السودانية وقد عرضت تجارب سينمائية لمخرجين سودانيين سينمائيين أمثال: إبراهيم شداد والطيب مهدي وسليمان محمد إبراهيم وقد استمتعنا بحقيبة من الأفلام السينمائية السودانية مثل: الجمل وإنسان والمحطة وحبل وأصوات من دارفور وقرية قمتو المنسية.

أما الأفلام المشاركة في سينما الجيران أربعة أفلام فقط أقدم نبذة عنهم فيلم “ساراوينا” ومدته 120 دقيقة إنتاج 1986 سيناريو وإخراج الموريتاني ميدهوندو الحائز على جائزة فيسباكو 1987، ويحكي الفيلم قصة عجوز يعهد ابنته لصديقه اليافع ليتبناها، فقد بلغ به العُمر الحد فتتعلّم من أبيها الجديد استعمال الأسلحة وأمور الحياة وطُرق استحضار الأرواح، وعندما تكبر وتصبح ملكة لقبيلة “أزانا” ولكنها فضّلت ألاَّ تسعى إلى الهيمنة وآثرت أن تناضل من أجل الاستقلال والسلام.

وفيلم “تيلاي” القانون مدته 81 دقيقة سيناريو وإخراج الفنان البوركيني إدريسا أويدراغو الحائز على جائزة مهرجان كان 1990 وفيسباكو 1991م وتدور أحداثه حول البطل “ساغا” يعود إلى قريته بعد غياب سنتين وقد حدثت تغييرات منها خطيبته “نوغما” التي أصبحت الزوجة الثانية لأبيه.. ويهرب “ساغا” فيلجأ لعمته التي هي في قبيلة أخرى. وعندما يعلم “ساغا” أن أمه تحتضر يعود إلى قريته.

أما فيلم “بارا” حمَّال الحقائب.. فمدته 93 دقيقة إنتاج 1978 سيناريو وإخراج الفنان المالي سليمان سيسى الحائز على جوائز في فيسباكو 1979 وقرطاج 1978 ولوكارنو 1978ونانيتيس 1979م وحكاية هذا الفيلم شاب من مالي اسمه “بارا” من مدينة بوماكو يتعرف على مهندس اسمه “شا” يجده باراً لطيفاً فيتعهده بالحماية والرعاية والمُساعدة كلما وقع في مشكلة مع الشرطة ويدخله المهندس المصنع الذي يعمل فيه ويسعى المهندس الذي درس في أوروبا إلى أن يطبق أفكاره الليبرالية في المصنع فيصطدم بنقابة العمال الخاصة والتي يسيطر رب العمل فيدخل النزاع في إدارة المصنع.

وآخر فيلم “بطاقة هوية” مدته 97 دقيقة إنتاج 1998 سيناريو وإخراج الكنغولي “مويزي نقمقور” الحائز على جائزة فيسباكو1999 وعلى جائزة الجمهور في مهرجان دينفر السينمائي وحكايته ملك قبيلة بالكونغو واسمه “ماني” سافرت عنه ابنته وحيدته إلى بلجيكا لدراسة الطب فتنقطع الصلة بينهما، مما يضطر الأب إلى السفر بحثاً عن ابنته في بلجيكا، وهناك يتماشى مع الناس فيجد الأفضل والأسوأ من المهاجرين الأفارقة ولكنه يعثر على أصدقاء بيض ودودين من بين أبناء الطبقات الفقيرة..

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..