نافع علي نافع ينحني للعاصفة ويلحس إتفاقه مع الشعبية.!،.هل بدأ الجهاد الإلكتروني بتهكير المواقع الوطنية.؟

كمال عباس

يبدو أن السيد نافع يفضل الإحتفاظ بكرسيه وموقعه علي حساب كرامته المهدرة فقد أراق الرجل ماء وجه بصورة مهينة ومذلة لايمكن أن تصدرمن قيادي يحترم ذاته والتزاماته ! ويبدو أن جهة نافذة قصدت إستتابةالرجل علنا وحمله علي نكث غزله ونقض إتفاقه ولعق موقفه حتي وإن جاء ذلك علي حساب أجندته الشخصيةومطامحه السياسية !

يقول نافع ( أن النقد الأساسي للاتفاق كان حول خروجه من الإطار العام للتفاوض) وبهذا يقر صاحبنا أنه لم يذاكر دروسه جيدا ولم يعرف حدود صلاحياته ولم يلتزم بسقف تفويضه وإن خصومه في الحركة الشعبية كانوا أكثر منه قدرة وحنكة وأنهم إنتزعوا منه ما أرادوا بينما وقف هو مسلوب الإرادة وفاقد البوصلة ومنوم مغنطسيا يوقع علي وثيقة إنتحاره السياسي من دون أن يدري ثم يطير للخرطوم حاملا أسفاره ومستبشرا بإتفاقه ولكنه يتلقي الصفعات بدلا من التهاني وأستمطر اللعنات بدلا من التبريكات! ويبدو أنه قد أفاق من غيبوبته مؤخرا ليكتشف أن أن الاتفاق الذي وُقعه كان خارج الموجهات العامة». "، وأ نه قد " أحدث ربكةً في الساحة السياسية والإعلامية، " ثم يعلن نافع فروض الولاء والطاعة لرئيسه مغلفا ذلك في الرضوخ للمكتب القيادي للحزب الحاكم "«لا أرى حرجاً في رأي المكتب القيادي للحزب». ! و لم يكتفي نافع بهذا بل فرض عليه التشبث بالكرسي أن يكيل المدح لخصمه ومنافسه علي عثمان و ليصفه بأنه "أكثر خبرةً ودرايةً)، وهي محاولة إسترضاء فجة وتملق مكشوف قصد منه كسب جانب منافسه بالتأمين علي مـكانته ! وأقدميته ودرياته وأن نافع لازال تلميذا يتعلم وينهل من خبرة ودراية علي عثمان وليس الشخص الطامح في مزاحمة ومنافسةعلي عثمان ! ويبدو أن نافع قد نسي أن هذه الإفادات تخصم من رصيده الشخصي وتطع\في قدراته الذاتية وتضعف مكانته السياسية والحزبية بل وتجعله بلا قيمةعند القوي السياسية -الأخري وتظهره بمظهر غير القادرعلي الالتزام بتعهدات ومن ليس له وزن حزبي يمكنه من فرض رؤيته فالراجل في المثل الشعبي بمسكوه من لسانه"ونافع أصبح ينتقل في مواقفه من النقيض الي النقيض بصورة تثير الشفقة والسخرية والسؤال الذي يفرض نفسه هل كان البشير حقا مغيبا عن كواليس إتفاق أديس أبابا ?
الواقع يقول أنه وقبل التوقيع علي إتفاق تقوم الوفود بعرض مسودات الإتفاق علي قيادتها ومؤسساتها للتأييد أو التعديل أو حتي التراجع وأعتقد أن هذا ماتم في إتفاق نافع- عقار وأن البشير هو من تنكر لمباركته علي الإتفاق أستجابة للوبي – صحيفة الإنتباهة وبكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين والدائرة الضيقةالتي تحيط بالرئيس والتي تثير فزعه وشكوكه في أقرب معاونيه وتدفعه لضربهم الواحد تلو الآخر وإعلان ديكتاتورية فرد مسنودة بالعسكر كبديل لديكتاتورية الحزب ! ويزيد من تعقيد الموقف هلع البشيرمن حبل الجنائيةوالملتف حول عنقه خوفه من أن يلفظه أتباعه ويضحوا به كما فعلوا معشيخهم الترابي وخصوصا والرجل قد أصبح عبء باهظ وحمولة ثقيلة في سفينة تصارع الأمواج والغرق ! — الجهاد الإلكتروني وتهكير المواقع الإلكترونية!!

وحتي لا نتهم بإطلاق الكلام جزافا وتضخيم دور معارضة النت نذكر بأن البشير وفي خضم "سعر" وربكة الثورات العربية ومؤثرات النت أعلن وبوضوح حربه علي معارضة النت حيث بشر المواطنين في غرب السودان بتوصيل الكهرباء ومدهم بأجهزة الكمبيوتر وخدمات الانترنت حتي يتمكنوا من التصدي للمعارضة وواصل أركان حرب البشير نافع ومحمد مندورحملة البشير علي المعارضة الإسفيرية البعيدة عن الترويض وعن سيف التهديد مما يبين حجم الصداع والقلق الذي أحدثه النت في أواسط الطقمة الحاكمة والتي واصلت إنشاء المواقع الالكترونية والدفع بكوادرها الخفية والمعلنة في منابر الحوار ولكنهم فشلوا-لأنهم لم يأتوا بجديد بل أصبحوا مجرد إستنساخ شائه لما يردده الإعلامي السلطوي بالوطن من محطات تلفزة وإذاعات ! وفشلوا أيضا لعدم قدرتهم في الدفاع عن ممارسة الحكومة وتخبطاتها وعن مواجهة موج الإتهامات بالفساد والإستبداد وعجزوا أيضا لأن منابر الحوار تحتاج للحجة والفكرة والمنطق وهو مايفتقده أنصار إعلام الإتجاه الواحد القائم علي التلقيين والإجترار وإعادة تسميع المحفوظات والمعلبات البائتة ! — فشلوا بينما نجحت الأقلام الوطنية لأنها تميط اللثام عن المسكوت عنه وتكشف المستور وتسلط الضوء علي المجهول – وغير المعروف- حيث قامت بكشف تزييف الانتخابات وخج الصناديق بصورة موثقة- وعن إنتهاك إنسانية الإنسان وفظائع شرطةالنظام- فتاة الكبجاب نموذجا- وفتح ملفات الفساد وضحايا التعذيب والإعتقالات وجرائم الحرب في دارفور وجبال النوبة وأبيي !

و قامت المواقع الإلكترونية أيضا بنشر اللمقالات المحظورة والمواد التي حجبهاالرقيب الأمني وركزالأعلام الأسفيري علي محاصرة وتعرية قمة السلطة الحاكمة متمثلة في الرئيس والعصبةالمتنفذة في الحكومةوالحزب الحاكم لذا يصبح من المنطقي – في بلد يدار بالعقليةالامنية -أن يتم اللجوء للقرصنة والتهكير لإخراس الرأي الاخر وسد الباب الذي تأتي منه ريح التغيير وإغلاق منافذ الضوء الذي يفضح الفساد والكبت والموت والدمار!

توقعت وتوقع غيري إزدياد الهجمات والإستهداف بعد الإنفصال وما وبعد إلتهاب جبهات حروب تمتد من أقصي غرب البلاد لشرقها وذلك علي طول القطاع الجنوبي للبلاد فبإنفصال الجنوب وضياع النفط وضمور الموارد وذهاب ما تبقي من دخل قومي لدعم الالة العسكرية والقبضة الامنية وواصل الجنيه إنهياره والأسعار تصاعدها وتفاقم الفقروالجوع والمرض ومع هذا ييشرنا الرئيس بمزيد من التقشف وتحميل المواطن خلل الموارد وفاتورة تمزق الوطن
000هذا المشهد الكارثي لن يحتمل رأي آخر ولن يحتمل سياط النقد ولن يتحمل مخاطر معارضة الأسفير لذا من الطببيعي أن تفرز حمي السعر والخوف السطوعلي المواقع الوطنية وتهكيرها!
ومن هذا المنطلق تصبح مواقع سودانيزأونلاين والراكوبة وغيرها في مرمي نيران الإستهداف ! فقد تم فعليا ضرب موقع سودانيز أونلاين بأسلوب خسيس ولا نستبعد أن تتواصل حملات الإستهداف لتطال غيره!

يظل منبر سوادنيز أونلاين – بالرغم من بعض أوجه القصور – بفضل المساحة التي وفرها مالكه وأقلام كتابه – يظل غصة في حلق السلطة وسيفا مسلطا في وجه الظلم والظلام وقلعةمن قلاع الاستنارةوالانحياز لقضايا الجماهير
ومن هنا يجب علي كل الشرفاء والوطنيين مد يد الدعم المادي والمعنوي والفني للموقع حتي يجتاز محنته ويعودا ماردا وقويا ويقيني أن إدارة الموقع بحاجة لكل الاقلام الوطنية في هذه المرحلة المفصلية من عمر الموقع والوطن —

التحية لكل المواقع الوطنية القابضةعلي جمر القضية والمنحازة لشعبها والمتصدية لفاشيست القرن الواحد العشرين والخزي لأعداء الكلمةوخصوم الحرية:-
ويل لهم من غضبة الحق الأنوف وثورة الشعب الجليلة ..
ستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة
سنعلم التاريخ ما معنى الصمود وما البطولة
سـنـذيقهم جــــــــرحاً بــجرح …… ودماً بدم..
والظلم ليلته قصيرة

كمال عباس
[email protected]