حديقة الحيوان.. غزلان وقرود وأطفال يرسمون سيرك للابتسامات.. أسود في حلة كوكو

الخرطوم – الزين عثمان
يلوح (جدو) بعلامة النصر ويفتح ابتسامته على مصراعيها في مواجهة الكاميرا، مردداً عبارة (تمام) الصغير كان ساعتها يقف قريباً من عرين الأسد، ويتفحص ببراءة عيون الغزالة، يمد استفهاماته بلا انتهاء، وهو يسأل عن النعامة.. الخرطوم التي كانت قد دفنت منذ زمن بعيد ضحكة الصغار واستمتاعهم حين إصدارها قراراً بإغلاق حديقة الحيوانات في المقرن في تسعينيات القرن الماضي، وكمن يبحث عن استعادة ما فاته. تمسك جامعة السودان هذه المرة بالمبادرة وتعيد الإسد إلى عرينه.. تجمع القرود مع الموز والصغار تغير الجلد السابق حين تقوم بجمع عدد من الثعابين والأصلات.. ترفع اللافتة على الباب هناك قريباً من ضجيج السيارات والعربات وحركة الناس، وتكتب عليها (حديقة الحيوان بكوكو).
عودة الفرح
يقول محمد عبد الحميد المسؤول عن حديقة الحيوان بكوكو إن عملية جمع كل الحيوانات في مكان واحد، وتحويله إلى مزار، كان الهدف الرئيس من إقامتها، لا ينسى عبد الحميد الإشارة لحالة الفراغ التي تركها غياب حديقة الحيوانات الأولى في المقرن – بالنسبة له – فإن الأمر هنا يتجاوز الجانب المتعلق بالحراك المادي إلى حراك تعليمي وتثقيفي، يقدم من خلال الزيارات التي تقوم بها عدة جهات إلى الحديقة، وخصوصاً تلك المتعلقة بالرحل التي يقوم طلاب المدارس ورياض الأطفال، فهي تربطهم بالطبيعة الخاصة بالبلاد التي يعيشون فيها. ويكمل محمد: إن الحديقة تفتح أبوابها يومياً من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً.
الملك وحاشيته
في قفص يتسع أكثر من البقية كان الأسد يرقد رقدة من يحس بالأمان، وهو ينظر باتجاه اللافتة المكتوب بالعربي ولغات أخرى.. الأسد مع اسمه باللغة الإنجليزية مضاف إلى ذلك الاسم العلمي له داخل القفص، لم يكن الأسد وحده وإنما برفقة مجموعة من فصيلته، كي تؤنس وحدته. في هذا السياق، فإن عبد الحميد يتحدث عن جوانب الأمان والسلامة داخل الحديقة من خلال السلك الشائك، خصوصاً وأن معظم الزوار من أطفال المدارس ففي عرين الأسد يوجد اثنان من الأسلاك الفاصلة حتى تضمن عدم الاقتراب، لكن ما يظهر عند عرين الأسد يبدو مختلفاً في ما يتعلق بأقفاص القرود والنسانس التي يقف الزوار عندها كثيراً قبل مغادرتها في اتجاه قفص النعامة، ويبحلقون في تلك الرقبة الطويلة، ويندهشون برؤية عيون الغزلان قبل أن يسبحوا بأفكارهم وهم ينظرون للتمساح الموجود رفقة الجوارح من الطيور والصقور، كل ذلك في كوكو حديقة الحيوان.
بالزي الرسمي
كان الوقت منتصف النهار حين توقفت عربتان أمام المدخل قبل أن يلج الصغار إلى داخل الحديقة، وهم يتوشحون بزيهم الرسمي بلون الحياة الأخضر، دخولهم كان مدخلاً للانخراط في حياة جديدة تكسوها الابتسامات، وهم يتقافزون في الألعاب الملحقة بالحديقة يهبطون من واحدة تلو الأخرى لم يكن ساعتها الفرح لهم وحدهم، وإنما شاركتهم في ذلك أستاذتهم التي كانت ترافقهم طوال النهار، وهي سعيدة بكون أن بإمكانها أن تجد مكاناً تخرج بهم إليها بعيداً عن الأيام الرتيبة، ربما لهذا السبب كانت ابتسامة أحمد تتمدد وتنعكس في وجوه أخرى، وفي بألهم أمل عودة جديدة لمواصلة علاقة تواصلهم مع القرود والعصافير.
مآرب أخرى
لا تمثل حديقة الحيوان بكوكو مجرد مكان للترفيه يأتي إليه الناس وإنما تؤدي دوراً آخر، حيث يتعامل معها طلاب كلية الطب البيطري بجامعة السودان كمختبر حقيقي يربطون فيه بين النظري والعملي، وبات من المعتاد مشاهدة أحد طلاب الجامعة وهو يحقن الغزالة من أجل متابعة مراحل نموها أو بغية تشخيص الأمراض التي من الممكن أن تصيبها وهو ما يحدث مع كل الحيوانات الموجودة داخل الحديقة، حيث يوجد متخصصون في عملية تقديم الطعام والشراب لها، وهو ما يعني أن حديقة كوكو للحيوان تؤدي أدواراً متعددة في وقت واحد.
السيرك
بالإضافة لوجود الحيوانات داخل الحديقة فإن ثمة ألعاب أخرى تتم ممارستها من خلال وجود مجموعة للسيرك تقدم أنشطتها هناك، حيث يمكن لكاميراتك أن تلتقط صورة الأصلة، وهي تلتف حول عنق الصغير دون أن تلمح حالة من الخوف على وجهه، وتجد آخر وهو يقفز فوق النار دون أن يحترق، فقط تحترق الأكف وهي تصفق للحظة جميلة يمكن للبعض أن يسرقها من نهارات وليال المدينة الساكنة، التي يحركها الآن الأسد وهو يعود ملكاً هذه المرة في حلة كوكو بعد أن كان ملكاً لسنوات في المقرن في حديقة الحيوان القديمة

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..