كـــلاب…. الشيخ جابر

كـــلاب…. الشيخ جابر

منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]

رغم سكون الليل المتحدى بريق نجيمات بدات تتوارى، من زحف شعاع الفجرالكامن بين انفاس الحلكة هنا وهناك …الصمت احتوى كل المساحات، فلم يتبقى الا نباح كلاب الشيخ جابر …يتخلل سكون حى من احياء… مدينة الابيض…اريحـية الليل المنسرب فى احضان نسيمها المبلل العليل بروح ابام الخريف الماطرة، والعينة التى تغمر ارض عروس الرمال الجميلة، الهاجعة حتى النخاع فى هدوء ماقبل الفجر ….
الشيخ جابر ود ضيف الله صاحب الحوش الكبير… قد اتخذ لحراسته جيشا جرارا من الكلاب الضخمة الشرسة، التى كانت تروى عنها القصص والاساطيرالعجيبة فى فتـــكها وسفكها الدماء … اكثر من سقطوا تخت براثنها هم عابرى سبيل ابريــــــاء لا ناقة لهم ولاجمل.. ساقتهم اقدارهم الى ذلك الطريق، المسكون بالعصابة الكلابية … ونادرا ماكان احد يمر امام باب حوش الشيخ جابر، خشية من هجوم مباغت من كلابه … يقال ان ابن عم الشبخ جابر جاءه مرة مسافر من بابنوسة لزيارة ابن عمه وتاخــــــر به البص الى الساعة العاشرة ليلا ،ولما اقترب من بيت الشيخ طاردته الكلاب التى لا تعرف معنى للقرابة او النسب … فما كان منه الا ان صعـــــد اقرب شجرة نيم تاركا خلفه اغراضه فحاصرته الكلاب… فظل عالفا فى شجرته الى اليوم التالى
اولاد الحلة لا يحاول احد منهم الاقتراب من شجر الجــــــــوافة ، الرامي باغصانه على الشارع، وقد اطلت ثمراتها صفراء يانعة كانما تغرىهم، وتدعوهم لقطفها ….فكانوا لا يتمكنوا منها الا غزلا بعيون يغالبها …الاشتهاء من على البعد…. وافئدهم تهفوا لكن هيهات وقد جلس تحت ظلها …. بعض من افراد العصابة الكلابية المتعطشة للهجوم..
خوف اولاد الحلة لم يمنعهم، احيانا من ابداء شى من التحدى، واظهار الفتوة و العضلات الصبيانية، بان يحاولوا المرور اما م بيت الشيخ جابر، كانما لسان حالهم يقول لن نهاب عصابة الكلاب … ولكن تنتهى المسرحية بنفس المشهد ،وقد سبفوا الكلاب بامتار عديدة وهم يتصارخون كانما يستمتعوا ويستلذوا بهذه المطاردة الخطيرة.
وفى يوم راى ابن اخى عصام والذى كان اصلا شديد الخوف من الكلاب فقد واتته فرصة نادرة حين راى كلب صغيرمن كلاب الشيخ منــــفردا خارج الحوش الكبير فقام عصام بمطاردة الكلب الصغبر الذى لاذ بالفرار داخل حوش الشيخ وخلفه عصام وما ان وصل امام الباب حتى خرجت عصابة كلاب الشيخ كلها كانما الكلب الصغير اخبرهم المطارد فما كان من عصام الصغيرالا ان اطلق رجليه للريح ….ما مرقنوا الا كرعينو
.
ولم يسلم الاسطى سليمان النجار من شر كلاب الشيخ ..فقد اعتاد ان يقود دراجته وهوعائد مساء كل يوم الى بيته…. وفى ذلك اليوم غير طريق عودته، ليأخذه حظه العاثر امام بيت الشيخ جابر ،وهو لا يدرى ماتخبئه له الاقدار… وقد تمدد كلب ضخم على حافة الطريق…. والاسطى سليمان النجار بنظره الضعيف الذى لايسعفه احيانا تميز الاشيـــــاء خاصة بعد ان تكون الشمس قد قاربت على الافول ….لم يتبين الاسطى الكلب الممدد على الارض، فاذا به بدون ان يشعر يمضى بدراجته فوق ذيل الكلب ، الذى يهاجمه بشراسة فما كان من الاسطى سليمان ،الا ترك دراجته ، للكلب منطلقا تلاحقه العصابة الكلابية وقد اذهله الهجوم الغير محسوب تاركا نعليه ….ليبلغ بيته جريا… فى سرعة خيالية .

انها كلاب الشيخ جابر ود ضيف الله … نعم مجرد كلاب شرسة …لا عقل لها قد تدفعها الفطرة الكلابية لمهاجمة المارة.. لها انياب .. لكن هناك كلاب لها هيئات البشر لا تنبـــح لكنها تتكلم وتذبح … ليس لها انياب ولكنها تلدغ كالافاعى والحيات.. الكـــــلاب تعرف معنى الوفاء… والكلاب البشرية تجيد معنى الغدر.. والسحل.. والقتل… يقينا ليس هناك اخطر من البشر على البشر الا البشر انفسهم …..واالله المستعان

تعليق واحد

  1. يقينا ليس هناك اخطر من البشر على البشر انفسهم …..واالله المستعان .. وليس هناك اخطر من
    البشير على البشر .. شكرا نابلسى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..