مهرجان البركل أو.. الكائن الحكومي الخرافي

طوال وجود السيد محمد طاهر إيلا في البحر الأحمر لم أكن من المشمولين بدعوات حكومته لفعاليات مهرجاناته على تعددها.. ورغم ذلك وفي أكثر من مناسبة كتبت مشيدا بالتجربة وقلت.. ولا زلت أقول.. إنها بدعة حسنة تستحق رفع القبعات.. ويكفي أنها حفزت الآخرين على التحرك.. من باب الغيرة.. ومن باب الاستفادة من التجربة.. أو حتى من باب التقليد الأعمى.. ذلك أن من حق هذا المواطن أن يفرح.. وأن يلهو.. وأن يروح عن نفسه.. فتسابقت الولايات في تنظيم برامجها وأنشطتها السياحية والترفيهية.. وكان ذلك أيضا بابا من أبواب التنافس الحميد أطلق إيلا شرارته.. ورغم النجاح الذي حققته مهرجانات البحر الأحمر تحديدا.. ورغم الاهتمام الشخصي للسيد رئيس الجمهورية بمهرجانات إيلا ورغم العلاقة الشخصية الوثيقة التي تربط الرجلين.. لم نسمع عن سعي إيلا لاستصدار قرار جمهوري بقيام هيئة دائمة لمهرجانه وبدعم رئاسي مفتوح..!
بل إن كل من نقل التجربة في كل ولايات السودان لم يفكر في مثل هذا السعي.. بل ظلت الأنشطة كافة.. ذات الصفة.. أنشطة ولائية تعتمد على موارد الولاية وجهد أبنائها مع بعض الدعم المركزي.. أتى أو لم يأت.. لا الولايات فحسب بل حتى بعض المحليات سعت لتنظيم مهرجانات سياحية مع اجتهاد في منحها صبغة قومية لا من خلال قرارات جمهورية.. بل بالسعي لدعوة الإعلام القومي وضيوف نوعيين ليكونوا شهودا على تلك المناشط.. إن كان هذا هو المشهد.. ترى ما الذي منح مهرجان البركل وضعا خاصا.. وحوله من مهرجان مجتمعي إلى منشط شبه رسمي إن لم يكن رسميا بالكامل؟.. ترى من الذي سعى لدى رئاسة الجمهورية لاستصدار قرار تحويل البركل إلى هيئة عامة دائمة؟.. هذا هو السؤال الأساسي.. ولكن قبل الدخول في الأسئلة الفرعية.. دعونا نتوقف عند مسألة غير ذات صلة بموضوع المهرجانات والأنشطة الترفيهية والسياحية.. بل أبعد ما تكون عنها.. وهو موضوع اختيار الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور حسن أحمد طه لمنصب المفاوض القومي لجمهورية السودان لقيادة جهود الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.. وأزعم أنني أول من تناول.. بل ربما كنت وحدي.. موضوع اختيار حسن أحمد طه.. بل سبقت الإعلان الرسمي بالتنبؤ باختياره معددا قدراته الاقتصادية الكبيرة وخبرته العالمية وعلاقاته البينية على المستويين المحلي والدولي مما سيعزز جهوده كمفاوض قومي.. كتبت كل ذلك بقناعة راسخة ومن واقع متابعة لأدائه في مختلف المواقع دون أن تربطني به علاقة خاصة حتى اليوم..!
وإذا كنت أستنكر تخصيص مهرجان البركل بقرار جمهوري.. وأستنكر تحويل المهرجان.. الفكرة الثقافية الترفيهية البسيطة.. إلى كائن حكومي خرافي.. يمتلك مقرا.. وخاتما عاما.. وأمانة عامة.. وموظفين عموميين وسيارات ومليارات وهلمجرا.. فإن استنكاري يتضاعف عشرات المرات بوضع الدكتور حسن أحمد طه على رأس هذا المنشط.. فما للرجل والسياحة والثقافة؟.. فكلٌ لما خلق له.. وما أحسب طه قد خلق لذلك.. كنت ولا زلت أتمنى صادقا أن يتفرغ الدكتور لمهمته الأساسية هناك.. في المفوضية.. حيث البيت الداخلي في حاجة إلى إعادة ترتيب.. وحيث المفاهيم المؤسسية للدولة في حاجة لشرح مكثف لجدوى انضمام السودان.. ثم يمتد استنكاري أكثر حين أجد أن أمانة مهرجان البركل قد تحولت لا إلى مؤسسة حكومية فحسب.. بل إلى لجنة من لجان المؤتمر الوطني.. لثقل وجوده هناك..!
حدثني من أثق فيه أنك حين تدخل مقر إدارة مهرجان البركل فنادرا ما يطرق أذنك نقاش حول الرؤى السياحية أو المحمولات الثقافية أو الرموز الأدبية.. بل كثيرا ما تسمع جدلا حول ضرورة التزام اللجان بلوائح الشراء والتعاقد الحكومية والقواعد الحاكمة فيها.. وأبرز هذه القواعد إحضار ثلاث فواتير.. وهذا هو حسن أحمد طه الذي نعرف

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هكذا تكلم محمد لطيف المستحمي و متعشي و مدردش مع البشير الكضاب، قال:”يحق للشعب السوداني أن يفرح.. وأن يلهو.. وأن يروح عن نفسه.”
    طبعا بعد ما سكن المواطن بسكن لائق و اكل ما هو لذيذ و مفيد و تعالج علاجا شافيا و معاهو اسبوع نقاهة و تعلم تعليما اهله دخول جامعات اوربا و امريكا بالشهادة السودانية . بعد تم كل هذا بسياسة الانقاذ الرشيدة يحق للمواطن ان يفرح و يمرح و يرقص بالعصا كما علمنا القائد التاريخي للسودان عمر البشير “الذي تعشى امس مع محمد لطيف” يالطيف!

  2. و فعلا يا منصور كأن المواطن السودانى ابدلوه مستشفى ارقى من سانت ميرى او همرسميس حتى يفرح بمهرجان صحراوى

  3. دى نو عية العمل الصحفى البقول عليه البشير(حقننا)،الحقنة يا وسخ! النيسب الرئاسى والخال الرئاسى،و جابت ليها عواليق جديد أسمو ودالخالة الرئاسى فى شكل وزيىر كهرباء أنضم لزى ديل المن زمان بيكلوا فى القش فى أتجاه واحد!

  4. “. ورغم ذلك وفي أكثر من مناسبة كتبت مشيدا بالتجربة وقلت.. ولا زلت أقول.. إنها بدعة حسنة تستحق رفع القبعات.. ويكفي أنها حفزت الآخرين على التحرك.. من باب الغيرة”

    القبعات دي ما موجودة في السودان في دولة المشروع الحضاري!!!!
    ارفعوا الطواقي و لا العمائم
    بعدين ليه بتتشبهوا بالخواجات “الكفار”؟؟؟؟

    تجربة أيلا تجربة انصرافية و كان الاحرى تخصيص هذه الموارد للتعليم و الصحة و لكنه أيلا و ثلته اللاهية!!!!

    باب الغيرة دا وين؟؟؟
    كان ولاتنا لا يتحركون و يبتكرون الا بالغيرة !!!!
    أعوذ بالله

  5. ياخى اهل البركل وما جاورها ما عايزين مهرجان كضب ولاحاجة الفيهم مكفيهم اول حاجة البلح سعرة في الأرض والإنتاج في الأرض والسد بدل ما يعينهم عايز اعانة كل اهل المناصير وامرى اصابهم من الترحيل غم وهم كبير انتاج صفر ونقص في العلاج وموت أطفال خدج وعقارب وثعابين وندرة في الماء وهناك الكثير ما يجعلهم لا يستمتعون ولا يستفيدون من مهرجان غرضه سياسى لا اكثر

  6. طبعا نيتك في هذا المقال خبيثة.. والكلام منك غير مقبول بسبب انك احد المستفيدين المستنفعين من النظام ومصاهرة النظام .. وفكرة مهرجان البركل تختلف تماما عن فكرة السياحة والتسوق التي يقوم بها محمد طاهر ايلا وتختلف عن فكرة مهرجانات الفنون الاخرى..لأن فكرة مهرجان البركل كما اعتقد فكرة التراث والثقافة والاثار

    يمكن ان ينصب نقدك على ما يؤدي الى تطهيرها من دنس البروقراطية والديوانية وان تكون لجنة متخصصين لا لجنة منتفعين ولجنة قومية لا لجنة مؤتمر وطني وابعاد كافة المنتفعين من الفكرة..

    ويمكن ان نقبل كلامك ونقول يجب ان لا يكون اسم المهرجان مهرجان البركل وانما مهرجان السودان للثقافة والتراث والاثار ويعقد سنويا في كل منطقة مثلا يعقد في البجراوية السنة القادمة وفي كرمة السنة التي بعدها وفي حلفا وفي سنار وفي مدني وفي كل مكان توجد به قطعة اثار حتى لو كانت قبة فكي شيخ طريقة اما الغاء الفكرة من اساسها فهذا لا يصب في مصلحة الثقافة ولا التراث

    يمكن ان تركز بان يكون المهرجان دائم وله بنية تحتية ومعارض جاهزة وتطوير المعارج بحيث يصبح مهرجان سنوي لإفراغ النفث الحار ونترك الناس واصحاب الفنون والابداع ليبدعوا وليخرجو انقاثهم الحارة.

    ممكن ان نقبل حديثك اذا قلت ان تحدد اللجنة الجهات التي يعقد فيها المهرجان لمدة عشرة سنوات حتى تعطى الجهة التي سيقام فيها المهرجان الفرصة لإصلاح حالها بشباب اهلها والولاية لإصلاح بنيتها التحتية المؤدية الى مكان المهرجان مثل اختيار الدول التي تستضيف كأس العالم سنوياً..

    اما الانتقاد من اجل الانتقاد من شخص موبوء بالفساد لأنك من سكان كافوري وفي عمارة كبيرة حدادي مدادي ؟ من اين لك هذا…

  7. اقتباس ( طوال وجود السيد محمد طاهر إيلا في البحر الأحمر لم أكن من المشمولين بدعوات حكومته لفعاليات مهرجاناته على تعددها.. ورغم ذلك وفي أكثر من مناسبة كتبت مشيدا بالتجربة)

    الرد: والله ايلا غلطان المفروض كان يدعوك لبورتسودان والنزول في فندق الميناء على حساب المواطن الغلبان يعنى في الخرطوم في كافوري وعايز كمان دعوة للذهاب الى بورتسودان بالطائرة والنزول في الفندق ثما الاشادة بالمهرجان؟؟؟؟

    يا ناس البركل: قدموا الدعوة اليه ؟ ما هي الحكاية بقت مأكلة فقط الصحفي يدعي ثم يكتب امال ناس الهندي عز الدين ديل شايلنها تقيلة كدا ليه

    على رأي المثل اكرم البطن تستحي العين …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..