السودان…سايكس بيكو آخر !

د. سحر الفيصل المجالي
يبدو أن قدر الأمة العربية فرض عليها أن تمر بمراحل مفصلية في تاريخها، البعض من هذه المحطات ايجابياً، ويترجم لصالح الأمة ووحدتها ودورها، والبعض الآخر يمثل مخططات نُفذت في غير صالحها ومن أجل تقويض أركان وجودها.
وإذا كانت إتفاقية «سايكس- بيكو» سنة 1916، والتي صادق عليها مؤتمر «سان ريمو» عام 1921، جاءت لتقسيم المشرق العربي بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي، والإتيان على طموحات الأمة العربية في الوحدة والحرية والحياة الأفضل ومشروعها النهضوي والوحدوي، الذي عبر عنه مشروع الحسين بن علي. والتي نتج عنها تقسيم المشرق العربي،ممثلاً بالهلال الخصيب، إلى خمسة دول، وقبل ذلك تم تقسيم الجزيرة العربية وتجزأتها إلى ثماني دول. فإن تقسيم السودان يعتبر «سايكس- بيكو «2011. وسيكون له تداعياته الكارثية على واقع الأمة ومستقبلها.
ولا نريد هنا الخوض في الأسباب التي أدت إلى ذلك التراجع في المد القومي وانحساره حتى إلى نقطة متأخرة عن خطوط الدفاع الأولى. إلا أننا لا بد وأن نشير إلى العديد من الأسباب التي أدت إلى هكذا نتيجة، وقادت إلى ما آل إليه الحال في سوداننا وسلة غذائنا، هو إخفاق النظام الرسمي العربي، في تحديد أهداف الآخر الذي يتربص بنا، أرضاً وشعباً وعقيدة وحضارة، والذي يدير شباكه المختلفة والمتشابكة وغير الأخلاقية في تحديد مصيرنا. بالإضافة إلى عدم إدراك الأنظمة السياسية للمخططات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد أقطارنا العربية، وتحويل مقدرات الوطن السياسية والإقتصادية والعسكرية للدفاع عن الأنظمة السياسية- غير الديمقراطية، والتي اتخذت من استمرار وجودها في السلطة أسمى الأهداف الوطنية والقومية، وجعلت من مفهوم الوحدة العربية ألد أعدائها، وهو الذي يعتبر الأساس في الدفاع عن الأمة ووجودها.
وإذا ما نظرنا إلى الواقع السوداني، فإننا نجد بأن السياسات الرسمية العربية، ساهمت بشكل أو بآخر، في الوصول إلى هذه النتيجة الكارثية لإقليم يمثل من الأهمية الإستراتيجية والأمنية والإقتصادية والديمغرافية مالا يمكن للأمة التضحية به. فقد أدى إلى ذلك المصير، غياب توزيع التنمية وبشكل عادل على أجزاء الوطن السوداني، و محاولة سلب الآخرين ثقافتهم وعقيدتهم والتي تعتبر من المحظورات في ديننا الإسلامي، بالإضافة إلى تركنا، نحن العرب، السودان لمصيره الذي ساهمنا بشكل أو بآخر بضياعه…وأي فتى أضعنا…!!! .
لقد خذلنا السودان، وساهمنا بوأد وحدته، هذا الوطن الذي يمثل الشريان الحيوي لآمن وغذاء وصمود الأمة . بل هناك من « تآمر» عليه وساهم في تقطيع أوصاله، كما فعلنا بالعراق والجزر العربية الثلاث، طنب الكبرى و طنب الصغرى وأبو موسى … وقبلها عربستان وإقليم اوزو وسبته ومليلة….والحبل على الجرار .
إن تقسيم السودان يمثل «سايكس.. بيكو» آخر في تاريخ الأمة، فقد أصبح الأمن القومي العربي بين فكي كماشة الاحتلال الصهيوني من جهة و الطموحات الصفوية من جهة أخرى. كما أصبح أمننا المائي والغذائي مهدد بطريقة قد تقود الأمة إلى نمط جديد من الإستسلام لأعدائها … استسلاماً موجعا أ كثر من وجود «إسرائيل» نفسها… !!!
اعتقد بأن على العرب، خاصة مصر المحروسة، بقيادتها الوطنية- القومية الجديدة، أن تقود الأمة العربية إلى خارطة طريق جديدة وجدية من أجل إنقاذ الأمة العربية وأولها السودان.
الرأي
يادكتورة مين ينقذ مين كل دولة عربية لديها مصابها المكفياها والعرب لم يولوا ادنى اهتمام للسودان عندما كانت الدول اكثر استقرارا والان كل دولة غارقة وتحاول انتشال نفسها واستعادة استقرارها
أولاً شكراً لاهتمامك ..
ثانياً أملاً كبير في ثورات الربيع العربي بتصحيح الوضع للأفضل ..
كما نتمنى أن تشملنا ثورات هذا الربيع ..