وعن الحبيب محمد فلنرق هذا المداد

وعن الحبيب محمد فلنرق هذا المداد
حسن اسماعيل
[email][email protected][/email]
ونحن من أسرة محظوظه وجد راعيها زمنا كبيرا ليقص (لعياله ) مع فناجين شاى الصباح كل قصص السيرة النبويه .. قصة قصة ومشهدا مشهدا ، حتى اذا قرأنا بعد ذلك كتب التاريخ وجدنا طعم كل قصة رطبا كما هو، ثم اذا ما وجدا نغما نشاذا فى بعض الكتب الحادة والمنحرفه فرزناه كما يفرز صبى طعم حجر الملح المخبوء فى رغيف خبزه بكل يسر فيلفظه … ويواصل !!! وحتى اذا ما تحلقنا بعد ذلك فى مجالس التعصب اندهشنا للذين يفرقون بين على وأبى بكر اندهشنا وتحسسنا موقع الرجال .. فالصديق فوق رأسنا والفاروق فوق عنقنا وعلى وعثمان فوق أكتافنا عليهم الرضوان
وكانت اللوحه التى تكتمل كل يوم فى أذهاننا عن النبى محمد عليه أفضل الصلاة و السلام عنوانها المخطوط تحتها بحروف من نور هو (عبقرى الرحمة ) .. نعم لم يغير هذا العنوان كل صيحات الصائحين وهتاف الهاتفين …. كل قصة من قصص هذا الكريم كانت تصب فقط فى بحر العنوان هذا .. كل حركاته وسكانته ، سلما أو حربا ،دعوة أو جهادا ، هجرة أو فتحا ، كانت تتحرك كلها فى اتساق تحت هذا المعنى (عبقرى الرحمه )!!
يعود (ميسرة ) ذاك الغلام المملوك للسيدة خديجه وقد بعثته لخدمة (محمد) ـ ص ـ فيعود وهو يصفق يديه عجبا ويقول :ـ والله لا أدرى من منا كان فى خدمة الآخر !! وقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يقتسم معه كل مهام وواجبات الرحله !! رجل يبتدر حياته بازاحة الشوك والأذى عن قارعة طريقه وقد ألقاه خصومه ليلا ثم يبتهل بالدعاء :ـ اللهم أغفر لقومى فانهم لايعلمون ،نعم تخرجه قريش من مكه فيصعد فى تلالها مودعا باكيا وهو يقول والله أنك أحب بلاد الله الى قلبى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ماخرجت … حتى اذا أظهره الله ونصره وعاد الى مكة فاتحا دخلها ولحيته تلامس ظهر جواده تواضعا وشكرا
وتدين الدنيا للرجل عليه الصلاة والسلام وتدنو ساعة الرحيل فيقف فى المسجد النبوى عقب الصلاة ثم يكشف ظهره ويقول فى صوت حان :ـ أيها الناس من كنت أخذت منه مالا فهذا مالى فليقتد منه ، ومن كنت قد ضربت له ظهرا فهذا ظهرى فليقتد منه .. ثم قبل أن يجلس يبرز من اصفوف رجل يدعى أن نبى الرحمة قد جلد ظهره ذات يوم .. والنبى يرفع ثيابه حتى يقتص المدعى .. ويضج المسجد بالبكاء وينهض على الكرار وابناءه ليفدوه فيردهم .. حتى اذا حبست الأنفاس عانق الرجل الحبيب المصطفى قائلا أردت أن يلامس جسدى جسدك الشريف فيحرمه الله على النار ……
وبعد أكثر من الف وأربعمائة عام تكتشف أوروبا وأمريكا وكل الدنيا أن حب الرجل لايزال أخضرا فى القلوب ومضيئا للنفوس ، وتبحث أوربا والغرب والذين لايعلمون فى كل تراث البشريه حبا كهذا … ولكن ….
كيف نعبر عن حبنا لرسول الرحمة بفتح باب القتل وسفك الدماء هكذا مشرعا بجنون ؟ عبروا عن حبكم لمحمد (ص) وعن غضبكم له بمزيد من عبقريات الرحمة والرد الحسن ، وتوسعة طرق المعروف والحسنى ….. عذرا سيدى المصطفى مما فعل هؤلاء ومما سيفعل هؤلاء .