كمال حامد : ندمت لأنّني وافقت على المُشاركة في لجنة تسيير نقابة الصحفيين 1989م

شعرت بالظلم عندما سَرقوا مني قناة النيلين
الشيخ عبد الله عبد الماجد هو من شجّعني وأخذ بيدي
لو رجع بي الزمان إلى الوراء فلن أفعل أكثر ممّا فعلت
حوار: نوح السراج
تصوير: عبد الله ود الشريف
سعدت والله أيّما سعادة بإجراء هذا الحوار مع الهرم الإعلامي الكبير الأستاذ كمال حامد، لأنه واحد من مبدعي بلادي الذين تركوا بصمات واضحة في كل المجالات التي عملوا بها سواء على مستوى البرامج التلفزيونية أو في حقل التعليم أو الصحافة أو الإعلام عموماً، ولا ننسى أنه أسّس وأصدر صحيفة الجريدة سياسية 1986 ورياضية 1990، هذا غير الإشراقات الكثيرة في مسيرته الإعلامية عبر كتاباته في الكثير من الصحف السودانية (الميثاق ? الأيام ? السوداني الدولية ? أخبار اليوم ? الانتباهة ? المونديال ? الموسم)، هذا فضلاً عن كتاباته في الصحف السعودية، ولأنه مبدع أصيل يحمل كل الصفات الجميلة وأهمها احترام المواعيد.. كان في الموعد وفي الساعة التي حدّدتها له بعد أن وجّهت له دعوة لزيارتنا بمقر الصحيفة لإجراء هذا الحوار.. ولأنه كريم مثل أهله وعشيرته العطبراويين جاء إلينا يحمل في حقيبته نسختين من كتابه الأول ? كمال حامد نصف قرن بين القلم والمايكروفون ? 1966 ? 2016، فأهدى النسخة الأولى لرئيس التحرير الباشمهندس عثمان ميرغني، وأهدى الثانية لشخصي الضعيف، ولم يقف الإهداء عندنا فقد سبقه إهداء ما يقارب الـ 1000 نسخة لأصدقائه وزملائه بالعمل الصحفي والإعلامي كافة، وكلمة حق تقال إن أمثال كمال حامد لم يتبق منهم في هذه الدنيا إلاّ القليل، فمن غير المعقول أو المقبول أن لا يُستفاد من تجاربهم الثرّة في مجالات الإعلام والتعليم، وشخصية كمال حامد في الحياة عموماً، طيبة، متواضعة وزاهدة.. لكنه عندما يمسك القلم يتحوّل الى شخص آخر مُختلف تماماً، وربما تظهر بعض الشراسة في كتاباته لأنّه اشتهر بالدفاع عن الحق، فهو يكتب بأمانة وتجرُّد وضمير لا يخشى في الحق لومة لائم.. الحديث عنه يطول ولا أريد والله أن أتوقّف عن الحديث عنه، ولكن من خلال هذا الحوار الذي أسميته (أول وأول) ستجدون فيه الكثير مما لا تعرفونه عن الهرم كمال حامد.. فإلى مضابط الحوار:-
أول تاريخ في الذاكرة؟
تاريخ ميلادي بعطبرة 26/7/ 1949.
اول من تنبه لموهبتك في مجال الإعلام؟
الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد متّعه الله بالصحة والعافية شجعني وأخذ بيدي، وكنت وقتها مراسلاً لصحيفة (الميثاق) التي كان يرأس تحريرها، وتشرّفت بالكلمة المُعبِّرة التي خطّها قلمه ووضعتها كمقدمة لكتابي الذي صدر قبل أشهر.
أول مهنة في الإعلام؟
بدأت محرراً بقسم الأخبار بتلفزيون السودان عام 1969، حيث عُيِّنت بما كان يُعرف بالإدارة العمومية، واشتهرت بين الناس ببند العطالة، وكان الحل الناجع لمشكلة البطالة في السودان، وهذا المشروع من عبقريات المرحوم الشريف حسين الهندي، وكان وقتها وزيراً للمالية.
أول مرتب تقاضيته من وظيفة؟
مبلغ 18 جنيهاً، وكان كافياً جداً، ومنه كنت أرسل لأهلي بعطبرة، وامتلك دفتر توفير بالبوستة.
أول نقطة تحوُّل في حياتك؟
عام 1975 حينما اغتربت للعمل في المملكة العربية السعودية وبقدر ما أخذت مني الغربة الكثير، إلاّ أنّني لا أنفي أنني استفدت مادياً من فترة الاغتراب.
إذاً أول وظيفة عملت بها هناك؟
عملت في وظيفتين معاً، موظفاً بإحدى الشركات، وصحفياً متعاوناً بالقسم الرياضي بجريدة (عكاظ) السعودية.
أول عهد لك في الصحافة عُمُوماً؟
كنت مُراسلاً لعدد من الصحف من عطبرة، وكان ذلك في منتصف الستينات إلى أوائل السبعينات من القرن الماضي.
أول صحيفة عملت بها بصورة رسمية؟
صحيفة (الشرق الأوسط) منذ عددها الأول الذي صَدَرَ بتاريخ لا يُنسى 7/7/1977م، حيث كنت أعمل في القسم الرياضي، وتجوّلت بين مكاتبها في جدة والدمام والرياض، وفي الخرطوم كنت مديراً لمكتب الصحيفة بالسودان والقرن الأفريقي.
أول صحيفة ترأست تحريرها؟
صحيفة (الرياضية السعودية) التي صدرت عام 1987، وهي أول صحيفة رياضية بالسعودية تُطبع في أكثر من موقع وتوزع 500.000 نسخة في اليوم.
أول مرّة دخلت فيها تلفزيون السودان؟
تجربتي في تلفزيون السودان كانت على مرحلتين، سُميت الأولى سنة أولى تلفزيون عام 1969 عندما كُنت مُحرِّراً بقسم الأخبار، أما المرحلة الثانية سنة تانية تلفزيون كانت بعد أن عدت من السعودية وعُيِّنت بمجلس إدارة التلفزيون، ورئيساً للجنة الاستشارية للبرامج الرياضية، ثُمّ مديراً لإدارة الرياضة لعشر سنوات، ومؤسساً لقناة النيلين الرياضية.
أول لحظة ندم عشتها؟
لم أعش ندماً بمعنى ندم، ولكن واجهتني عقبات تجاوزتها والحمد لله؟
أول مرّة شعرت فيها بالظلم؟
حينما سَرقوا مني قناة النيلين التي اعتبرها أحد أبنائي، ولم يحافظوا عليها ولم تؤدِ رسالتها التي انطلقت من أجلها خدمةً للرياضة والرياضيين.
أول تجربة عملية فاشلة؟
آخر تجربة لي في مجال الرياضة، عندما عُدت بعد توقف وتولّيت رئاسة تحرير صحيفة (الموسم) عام 2015، وكان الفشل، لأنّ الزمن لم يعد ذاك الزمان، وكذلك الوسط الرياضي والقارئ الرياضي.
أول مرّة تمّ تكريمك فيها؟
سبحان الله لم أُكرّم في السودان، ولكني كُرِّمت في الخارج، فقد كرّمتني صحيفة (الشرق الأوسط) ومنحت جائزة (هشام ومحمد علي حافظ للتميز الصحفي) عام 1985، أخيراً كرّمتني اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد إذاعات الدول العربية خلال دورة ريو دي جانيرو الأخيرة في البرازيل، وللأسف معظم صحافتنا السودانية لم تشر إليهما لا من قريب ولا من بعيد، وعلى الرغم من أنّ تكريمي كله كان في الخارح، إلاّ أنّني أعتز كثيراً وأتشرّف بالتكريم الذي أجده من الشارع والقُـــــرّاء والمُشاهدين والمُستمعين، وهذه هي عظمة الشعب السُّوداني.
أول سفرية للخارج؟
كانت إلى مصر عام 1969 بالقطار والباخرة، كانت زيارة خَاصّة وربما لا تصدق إذا قلت لك إنّ مُنصرفات تذاكر السفر كانت فقط جنيهيْن و60 قرشاً، لأنّها كانت بتصاريح تمنحها السكة الحديد لأبناء العاملين فيها داخل السودان مجاناً وسكك حديد مصر بنصف القيمة.
أول أمنية تحقّقت وأخرى لم تتحقّق؟
الحمد لله تحقّقت أمنيتي بأداء فريضة الحج، أما الأمنية التي لم تتحقّق فهي إعداد مركز للتدريب الإعلامي.
أول مُباراة علّقت عليها؟
سبحان الله المريخ والأهلي جدة في جدة عام 1979 وفاز المريخ بهدفي المرحوم سامي عز الدين وعاطف القوز وهدف الأهلي أحرزه طلال صبحي.
أول لجنة تنفيذية شَاركت فيها؟
نقابة الصحفيين عام 1989 في بداية عهد ثورة الإنقاذ، وتقلّدت منصب الأمين العام، وكان الأستاذ عبد العظيم عوض رئيس النقابة الأمين العام الحالي لمجلس الصحافة والمطبوعات، وكان من أبرز أعضاء اللجنة الإخوة الزملاء إبراهيم الصديق ? صلاح عمر الشيخ ? المرحوم عبد المنعم قطبي – المرحوم حسن عز الدين – معاوية أبوقرون وآخرين.
أول قرار اتخذته وندمت عليه؟
المُوافقة على المُشاركة في لجنة تسيير نقابة الصحفيين عام 1989، على أمل بوعد إعادة مقر النقابة المُصادر وإطلاق سراح ثلاثة من الزملاء يوسف الشنبلي ? سيد أحمد خليفة وطه النعمان، ولم أُوفّق في تحقيق ذلك.
أول دمعة حُزن حرى نزلت على مَن؟
وفاة جدي الذي كان يتولاّني برعايته منذ عام 1963؟
أول عربة امتلكتها؟
كان ذلك في المملكة العربية السعودية 1976، عربة ماركة (مارك تو) واشتريتها بأربعة آلاف ريال سعودي، كان يُعادل هذا المبلغ بالسوداني 500 جنيه لأنّ الجنيه كان وقتها يساوي 8 ريالات سعودية، الآن الأربعة آلاف ريال تساوي أكثر من 16 مليون جنيه سوداني ? سبحان الله.
أول لحظة صدق عشتها في حياتك؟
حياتي كلها صدق، وذلك نابعٌ من تعاملي مع الآخرين والتربية التي نشأت عليها والمدرسة العطبراوية التي لا تعرف المجاملة والخداع والتعامل بوجهين.
اشتهرت بآرائك الصريحة والجَريئة حول اداء القنوات الفضائية والأحداث الرياضية والممارسة الصحفية، إذاً ما هو أول قرار ستصدره لو تمّ تعيينك في المواقع التالية:
رئيساً لنادي المريخ؟
سأتقدم باستقالتي، لأن الظروف لا تسمح بعمل رياضي سليم، والمؤسسية مرفوضة والمناخ خانقٌ وقاتلٌ.
رئيساً للاتحاد العام لكرة القدم؟
سأوقف النشاط والمشاركات الخارجية والتعاقدات، وأعيد صياغة اللوائح بما يفرض على الأندية قيام فرق سنية كشرط أساسي أقيم لها المنافسات وأعود للدوريات المحلية.
مديراً للتلفزيون؟
سأغلق الباب أمام كل من أتى بالشباك من غير أهل الجهاز، واستخدم القانون لوقف بث مواد التلفزيون لكل من هَبّ ودَبّ، كما سأعيد صياغة القنوات الخَاصّة وأبعد كل عاطل عن الإبداع لإفساح المجال لأصحاب المواهب، وأمنع التدخلات الخارجية حتى الوزارة المَعنية.
لَو تَمَّ تعيينك وزيراً للإعلام؟
اجتهد بتوفير فرص الاستفادة من المُتقاعدين المُفيدين كما فعل الأستاذ صفوت الشريف في مصر حينما قال (ما عنديش إعلامي كبير يقعد في بيتو).
لو تَمَّ تعيينك رئيساً لاتحاد الصحفيين؟
أقف عند الواقع بوجود أكثر من 8 آلاف صحفي في السودان، وألغي كل شهادات القيد الحالية، واستخرج لمن يستحق بعد دراسة وافية دون مُجاملة للكبار والصغار، ثُمّ سأتقدم باستقالتي بعد ذلك.
أول تجربة عَاطفية فاشلة عشتها؟
في عطبرة عام 1970 وعمري آنذاك 21 عاماً.. فأتى ابن عمها واختطفها مني.
أول فنان استمعت له وفي أيّة أغنية؟
الفنان حسن خليفة العطبراوي لارتباطنا به وكان رفيق والدي، ويكفي أنه غنى في زواج والدي وسمايتي وفي ختاني وإخوتي وفي زواجي وفي ختان ابني وكان يتمنى أن يغني في زواجه، كنت أحب أناشيده ومن بينها (لا لا لن يكون)، وعلى فكرة هذا النشيد لا أعرف لماذا لا تذيعه الإذاعة.
أول مسرحية شاهدتها؟
أول مسرحية لم أشاهدها، لكنني كنت مُشاركاً فيها بالتمثيل (بلد ناس فاطمة) تأليف عمر الحميدي وإخراج عثمان أحمد حمد (أبو دليبة)، وشارك في المسرحية من المُمثلين إبراهيم حجازي ? مُحمّد عثمان عيسى ? نادية أحمد بابكر ? مُحمّد عثمان المصري ? عمر الخضر، عُرضت بالمسرح القومي حينها كنت طالباً بمعهد الموسيقى والمسرح قسم الدراما منتدباً من وزارة التربية والتعليم.
أول برنامج قدمته؟
(3 × 1) كان يُوثّق لعظماء في مجالات الرياضة، أول حلقة كانت مع الأستاذ عمر عبد التام والكابتن زكي صالح والإمبراطور حسن أبو العائلة والحكم عبيد إبراهيم رحمهم الله جميعاً، ومن ضيوف البرنامج الآخرين استضفت الدكتور كمال شداد والصحفي الفلسطيني عبد الباقي عطوان.
أول قرار ستتخذه لو رجع بك الزمان الى الوراء؟
أنا أحمد الله كثيراً أن كل مراحل حياتي كانت مُوفّقة، ولو عاد بي الزمن لن أفعل أكثر مما فعلت حتى الآن.
أول صدفة في حياتك؟
اختياري للعمل في هيئة الاذاعة البريطانية الـbbc عام 1994 ? 2012 كنت في زيارة لأصدقائي من السودانيين بلندن، وعرضوا عليّ الدخول في اختبارات لاختياري مشروع مراسل، والحمد لله وُفِّقت وعملت معهم 18 عاماً وكانت أجمل صدفة.
أول أبنائك ذكر أم أنثى؟
ذكر ? (مهند) وهو صحفي يعمل بالمملكة العربية السعودية، وهو مولود في 21 أكتوبر 1979م، تليه دكتورة (رؤى) وهي أستاذة جامعية بجامعة شندي، مولودة في 25 مايو 1981، ثم ابني (محمد) مهندس في المملكة العربية السعودية وهو مولود في 21 أكتوبر 1984، ولدي غيرهم دكتورة (رنا) وهي طبيبة تعمل بالسعودية و(رشا) محامية تعمل بدولة الإمارات.
التيار
هكذا هي نهاية الانتهازية والا مبدائية … كلنا قلنا دعونا نعيش وفي النهاية اكلناها في راسنا
ياالاتبراوي أبعد نهائيا عن الرياضة عشان صحتك. خصوصا من المريخ. وما تنسى ناس اتبرا بوقف رياضي
صغير لشبابها.
يا ابني جننتنا بي .. هرم هرم .. خلينا نقرأ الحوار ونحكم ..
وتجي يا كمال حامد بعد 27 سنة تقول ندمت على أنك دخلت نقابة الصحفيين المعينة من سلطة الانقلاب .. وفي ذاك العام وزعت الأراضي السكنية لصحفيي الإنقاذ وللمتسلقين في أفضل المواقع .. إيه يفيد الندم .. لو كانت الإنقاذ في أحسن حالاتها ما كنت تبرأت منها .. ولكنك رأيت أهل الإنقاذ يبرؤون فتبرأت مثلهم استعدادا للنظام الذي سيرثهم
لكم أفخر بأني تتلمذت على يديك
ولم أصدق حين تقابلنا في أحد المطارات أنك تذكرني
فالمعهود أن الطالب يذكر أستاذه ، أما الأستاذ فذلك مما أدهشني وأفرحني
يعافيك أيها المبدع
هرم قامة اسطورة زعيم قيادي سياسي ديني
كلمات فارغة من شعب بيحب التفاخر الفارغ
ممكن تورينا يا هرم انجازاتك شنو في الاعلام يا هضبة؟