البرلمان.. دراويش لاقو مداح..!

يوسف الجلال

من باب حُسن الظن، أو من نافذة النيّات الحسُنة، أجدني ميّالاً – في بعض المرات ? إلى تبرئة ساحة نواب البرلمان من بعض تصرفاتهم الخرقاء. وأحياناً ? كثيرة – لا أخفي تعاطفي مع بعض المداخلات الشتراء، انطلاقاً من أن المعايير التي جاءت بأكثرية النواب إلى قبة البرلمان، ليست مستقيمة ولا عادلة، وأنها نتاج اعوجاج كبير في الممارسة السياسية، ونتاج لوضع طارئ تعيشه البلاد منذ أزمنة سحيقة. لدرجة أن بعض الذين يستكثر عليهم المنطق، المرور قبالة المجلس الوطني، نابوا عن الشعب تحت قبة البرلمان، في أزمنة الطوارئ السياسية..!
ولكل هذه النقائص الفطرية التي تزيِّن ديباجة بعض النواب، أجدني ميالاً لالتماس الأعذار لهم، خاصة أن بينهم من تعوزه المعرفة الكافية. فكيف ترجو منهم أن يتداخلوا بصورة ذكية، أو أن ينظروا بزاوية متفردة..؟!
وبناء على ذلك كلِّه، ظل كثيرون يتصالحون مع الترهات القادمة من البرلمان. لكن بعد أن أضحت مداخلات النواب تحفل بـ “شطحات” مثيرة للشفقة والسخرية معاً، أصبح من غير المنطقي غض البصر والقلم عن الهرج البرلماني، ولا سيّما بعد أن أضحت الخزعبلات البرلمانية فوق حدود المعقول وفوق المحتمل..!
انظر إلى نواب البرلمان تجد أنهم تسابقوا، لوضع مقترحات – رأوا أنها ملائمة – لإنهاء الضائقة المعيشية الطاحنة، التي تُمسك بخناق البلاد والعباد. وهذا أمرٌ جيدٌ ابتداءً، ولكن من يتفحّص تلك المقترحات والحلول سينزع عنه حالة التعاطف مع الأفكار البرلمانية، وسينقلب إلى النقيض تماماً، بحيث يتحول إلى ناقد لتلك الأفكار، وإن تهندمت بلبوس التعاطف مع الشعب..! فليس من المنطقي أن يعكف قادة البرلمان لتشخيص الحالة الاقتصادية المأزومة، تمهيداً لكتابة ورقة للحل. ثم من بعد ذلك كله يتفاجأ الناس بأن مقترحات النواب لحل الأزمة الاقتصادية تأتي على شاكلة النقاش التبسيطي الذي يدور في الملجة وسوق العيش..!
نعم فقد تبارى النواب، أمس، لإظهار مقدراتهم في طرح الأفكار البهلوانية والرؤى التبسيطية، لمشكلة بالغة التعقيد متعلقة بمعاش الناس. وهنا يكفي الإشارة إلى أن بعض النواب حصروا الضائقة المعيشية في تغيير الثقافة الغذائية، وقالوا إنها بسبب التجاء الناس إلى أكل الخبز، وبناء على ذلك تفتقت عبقريتهم وطالبوا المواطنين بالعودة إلى “الكسرة والعصيدة”..!
وكعادته في اجتراح الأفكار المثيرة، فقد طالب الدكتور الحاج آدم، بحرمان الموظفين من الدعم الاجتماعي، على اعتبار أن الموظفين “كاتلين الجدادة وخامِّين بيضها”، وقال: “أي زول ما داير يقعد في الوظيفة يمشي سوق الله أكبر دا”.. ولعل ذلك ما جعل إحدى الموظفات الحكوميات تنبري له بما يُغنينا عن الإسهاب..!
أما بالنسبة لأزمة المواصلات فقد طالب النائب محمد أحمد الشائب بإلزام الدستوريين بترحيل المواطنين معهم في السيارات الحكومية، من باب فضل الظهر..! بينما انبرى نائب آخر، هو خليل الصادق، وطالب بفرض رسوم على الأجانب بالسودان..! وظني أن تلك المقترحات الفطيرة، هزمت الفكرة التي عكف عليها البرلمان طوال الفترة الماضية، والخاصة بكتابة وصفة لحل الأزمة الاقتصادية، بالاشتراك مع بعض المختصين. ولكن من يذهب إلى التاريخ القريب، سيجد أن ذات النواب الذين رفعوا عقيرتهم الناقدة للوضع الاقتصادي الحالي، هم أنفسهم الذين صفَّقوا لقرار رفع الدعم الذي أضرَّ بالبلاد والعباد والاقتصاد..!
قناعتي، أن المصيبة ليست في أن تتناسل تلك الأفكار العجيبة من قبة البرلمان، وإنما المشكلة في أن تأخذ الحكومة بتلك الأفكار، وتقوم بتحويلها إلى برنامج عمل..! وإذا حدث هذا فليس هناك وصف أليق من أن يُقال “دراويش لاقو مداح”..!
صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. بس الدراويش كان لاقو المداح كدي …كدي.. بيكونوا زاهدين من الدنياورأيهم هم شاقين طريقهم في عشان الله..الا الجماعة ديل ما دايرين يفوتوا قبة البرلمان وفوق دا كمان الحكومة عاملا ليها هلولة ومصرين يمثلوا بيهم الشعب.
    نان يا اخوانها مافي جماعة تانين يرفعوا التقارير ويقولوا للريس الفأس وقعت في الراس؟

  2. والله الواحد ما زعلان على شيء إلا على الشعب السوداني المات وشبع موت.!! الله يرحم رجال السودان جيل إكتوبر وأبريل.

  3. عندما تكون هنالك ديمقراطية حقة وحريات كافية سنجد هنالك برلمان منتخب يراقب ويحاسب ويجترح الافكار والبرامج التى تنفع الناس وتمكث فى الارض الا ان الحكومة زبد يذهب جفاء والبرلمان نفايات بشرية خطرة على صحة ومال ومعيشة الغلابة والمسحوقين فهذا البرلمان المخجوج المجوج هو حصيلة تزوير لارادة الشعب ولهذا تجد تحت قبته النطيحة والمتردية والموقوذة وما اكل السبع ويكفى ان احد الاعضاء لديه تربيزة قمار بمنزله ويقول بان لعب الكوتشينة افضل من حضور جلسات البرلمان ويشهد الله هنالك مراة عضو بهذا البرلمان والدتها لديها انداية والبيرق فى السماء ومن عجائب الانقاذ وعصابة هى لله ان العضوة غير المحترمة تم الان ترفيعها الى عضو مجلس الولايات لانها تقدم خدمات غير جليلة او كريمة ليلا لعصابة الرقاص ولانها دائما متعودة متعودة على راى عادل امام فى مسرحية شاهد ما شافش حاجة فان العصابة دائما ترشحها فى انتخابات الغش والخج والضحك على الدقون ولعن الله تجار الدين ودليلنا ما ذكره المرحوم ياسين عمر الامام بانه لايستطيع ان يدعو احد ابناءه او احفاده للانضمام للحركة الاسلامية بعد العرض السيىء الذى قدمته عصابة الرقاص منذ ان جثمت على صدر السودان وجعلته يعود القهقرى بمتوالية اذهلت كل البشرية بتسارعها ونتائجها المدوية

  4. أولاً: عضوية البرلمان لاتحتاج إلى الأهلية العلمية ومادامت كذلك من العدل أن أن يلام العضو على شرط لم يكن موجود أساساً عندما نال هذه العضوية؟ ثانياً: لماذا تكون عضوية البرلمان سهلة لهذه الدرجة لكل من هبة ودبة؟ وثم يطلب من برلمان هكذا عضويته أن يأتي بحلول لإصلاح معاش الناس ويناقش إستراتيجيات هو خالي عنها فاقد الشيء لا يعطيه.

  5. (هم) الاكثريه التى باعت اخلاقها وضميرها والتى اصلا على استعداد ان تعرضها لمن يدفع ( شايله ضميرها ماشيه السوق ) هم على قناعه أن كل من اتى بتصريحات مشاتره وغبيه ولا تحترم عقول الناس او كلما كان يجيد اللعان والالفاظ السوقيه .. يجده يتبوأ مكانا عليا فى هذا النظام ..!! انظر الى حديث رئيسهم وكل قادتهم و( إذا عرف السبب بطل العجب ) او كما قالوا ..!!

  6. ليتهم كانو فى نقاء الدراويش او بساطة المداح .
    هؤلاء اوغاد لاقو حراميه ومنتفعين .
    وكل طواقم الانقاذ عباره عن عصابات لا يهمهم كيف يعيش الشعب بل الافضل الا يعيش .

  7. اتحدى اي منكم ان لم يكن مؤتمرا وطنيا ان يذكر اسم نائب دائرته
    نحن لا نعرفهم وهم لا يعرفوننا ولم ننتخبهم حيث فاطع الشعب السوداني الانتخابات الفائته فمن اين اتى هؤلاء؟
    اعضاء البرلمان هؤلاء هم اعضاء حزب المؤتمر الوطني في الصباح هم في البرلمان وفي المساء هم في دار المؤتمر الوطني وهم يرون صباح ومساء من يقابلهم من الشعب السوداني يرمقهم بنظرات الاستحقار والشك والريبة ويقطب عن جبينه من رائحتهم النتنة التى افرزها الفساد فينظر اليهم كومة من الزبالة المتحركة وتتلو شفاه الشعب اللعنات عليهم وتسال الله ان يزيحهم فهم كابوس ابتلي به الشعب السوداني لا بارك الله فيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..