معالم وملامح..فاشر السلطان.. رمز العزة والكرامة

رسمها: عمر الكباشي
تقع مدينة الفاشِرْ في غرب السودان على ارتفاع (700) متر ( (2296قدماً فوق سطح البحر على مسافة (802) كيلومتراً ( (498ميلاً غرب العاصمة الخرطوم، وقد كانت محطة انطلاقة للقوافل في العصور القديمة تحولت بمرور الزمن إلى سوق للمحاصيل الزراعية ويعتمد اقتصادها على المنتجات الزراعية بشكل أساسي وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، وتمتاز بالطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة وطيبة أهلها وتدينهم والتزامهم بالتعاليم الإسلامية وحفظ القرآن الكريم، وأيضاً يشتهرون بالكرم والشجاعة والتعاون والتكاتف فيما بينهم، ويشكلون نسيجاً اجتماعياً متماسكاً ومترابطاً وبها تباين من القبائل المختلفة.
*التسمية
اختلفت الروايات وتعددت حول معنى الفاشر منهم من قال إنها تعني مجلس السلطان، وتم الاستدلال بالأغنية التراثية التي تقول في (الفاشر الكبير طلعوا الصايح) أي مجلس السلطان، والرواية الأخرى تقول إن الفاشر اسم الوادي الذي قامت على جانبيه المدينة بمعنى الفاخر. وهنالك رواية تقول إنه كان يوجد ثور اسمه الفاشر كان يحمي المنطقة التي قامت فيها نواة المدينة ويمنع أي شخص من أن يغدو إليها، ويطلق عليها فاشرأبو زكريا نسبة إلى الأمير زكريا والد السلطان علي دينار الذي كان له فضل كبير في تطويرها.
*تاريخها
حكم سلاطين الفور الفاشر لفترة امتدت ما يقارب الخمسة قرون من سنة 1445 وحتى1916 م وكان أولهم السلطان سليمان سولونق، وآخرهم هو السلطان علي دينار، وكانوا يديرون السلطنة في بداية عهد حكمهم من جبل مرة، إلا أن السلطان عبد الرحمن الرشيد الذي خلف السلطان تيراب في الحكم وجد أن من الصعوبة بمكان إدارة السلطنة التي ترامت أطرافها من منطقة جبل مرة فقرر نقلها إلى منطقة تتوسط السلطنة ووقع الاختيار على منطقة وادي رهد تندلتي الواقعة في السهول الشرقية من دارفور لإقامة فاشره (قلعته)، فيها خاصة وأن المنطقة تسهل فيها فلاحة الأرض وتربية الحيوان، وبدأ السلطان الرشيد في تشييد أول قصر له على الضفة الشمالية من الوادي ومن ثم تم بناء منازل الحاشية والحرس وسرعان ما توافد الناس إلى فاشر السلطان وكانت الفاشر نقطة انطلاقة للقوافل التجارية التي تمر عبر درب الأربعين (الطريق الذي يستغرق أربعين يوماً)، والذي كان يربط السودان بمصر لنقل العاج وريش النعام وأخشاب الأبنوس من غابات وسط أفريقيا إلى الأسواق المصرية، وتعود محملة بالحرير والأقمشة والورق والآنية.
*الحكم التركي المصري
تم احتلال الفاشر في العام1821 م بعد غزو محمد علي باشا للسودان ودحر جيوش السلطنة الزرقاء واحتل عاصمتها سنار، ثم اتجهت جيوشه غرباً وتوقفت في مملكة المسبعات على حدود سلطنة دار فور، وكان من الصعب على سلاطين الفور التعايش مع الحكام الجدد لممالك السودان والذين كانوا يسيطرون على طريق القوافل المتجهة نحو مصر عبر الفاشر، فدخلت جيوشهم بقيادة السلطان إبراهيم قرض في قتال من جهة الجنوب مع قوات الزبير باشا رحمة الموالي للأتراك والذي تمكن من دحرهم في معركة منواشي، بينما دخل الجيش التركي مدينة الفاشر من جهة الشرق زاحفاً من الخرطوم عبر كردفان، وبذلك خضعت مملكة الفور وعاصمتها الفاشر لحكم الأتراك.
*الثورة المهدية
احتلت قوات المهدي مدينة الفاشر في العام1884 م، ولكن تمت استعادتها بعد هزيمة خليفة المهدي عبد الله التعايشي في معركة أم دبيكرات في العام1890 م، على يد القوات البريطانية المصرية وتم تسليم السلطان علي دينار مدينة الفاشر في 1909 م، وبقي فيها حتى عام1916 م عندما وضعت قوات الحكم الثنائي نهاية لذلك.
*ميزات
تمتاز الفاشر عن بقية المدن السودانية بالتباين في الظواهر الطبوغرافية من أرض صحراوية إلى شبه صحراوية تتخللها تلال منخفضة وكثبان تعرف باسم القيزان، وتلال وأودية وخيران وبها بحيرة الفاشر ووادي قولو الذي يقع في الناحية الغربية للمدينة على بعد 16 كيلو متراً من وسط المدينة ويشكل أهم مصدر لتزويدها بالمياه.
*معالم المنطقة
شهدت الفاشر تطوراً عمرانياً كبيراً في عهد السلطان علي دينار الذي اهتم بالعمارة فيها وأنشأ بها قصره والمسجد الجامع، فشكل معلماً معمارياً بارزاً في المنطقة خلال تلك الحقبة، وهو الآن متحف يتبع للهيئة القومية للآثار والمتاحف، وأيضاً يوجد بها السوق الكبير وآبار حجر قدو وتشتهر بالمقولة الشعبية المأثورة بالمدينة إن من شرب من مياه آبار قدو لا بد أن يعود إليها مرة أخرى، بالإضافة لسوق المواشي وسوق أم دفسو وفيه تباع الفواكه التي تجلب من منطقة جبل مرة والمنتجات المحلية التقليدية مثل الكول والمرس وعسل الجبل والسمن الطبيعي.
*التمثيل القنصلي
كانت توجد قنصلية ليبيا ولكن بعد الثورة في ليبيا تم إغلاقها والآن لا يوجد أي تمثيل دبلوماسي بالمدينة.
*النشاط الاقتصادي
يعتمد معظم السكان على الزراعة والرعي ويقومون بزراعة القطن والذرة والسمسم والتمور والموز والمانجو والأرز، ويقومون بتربية الماعز والأغنام والأبقار.
*النقل والمواصلات
تم ربط المدينة بشبكة من الطرق، منها طريق الجنينة، طريق الفاشر نيالا وطريق أم درمان التي تمر بالكومة وأم كدادة وتربط الولاية بشمال كردفان والنيل الأبيض والخرطوم، وهذا الطريق يسمى طريق الإنقاذ الغربي.
*التعليم
تم تأسيس جامعة بالمدينة في عام1990 م وسميت بجامعة الفاشر، تم افتتاحها رسمياً في عام1991 م، بالإضافة لعدد من المدارس الحكومية والأهلية على مختلف مراحلها.
*أحياء الفاشر
تضم الفاشر حوالي تسعين حياً سكنياً من مختلف الدرجات والمستويات من حيث دخول السكان والتخطيط الحضري والبيئة العامة.
*السكان
بلغ عدد سكان الفاشر في العام 2006 قرابة (264,734) شخصاً قياساً بـ(178,500) في 2001، ويرجع السبب في ذلك إلى النزاع المسلح الذي شهده الإقليم.
[email][email protected][/email]