برلماني ..محلية تندلتي للمعاناة أكثر من وجه..لابد من فتح تحقيق في حادثة غرق مركب خور أبو حبل

ولاية النيل الأبيض تعاني من مشاكل كثيرة في جوانب الصحة والتعليم ومياه الشرب، وخاصة محلية تندلتي التي كثرت بها الصراعات والقضايا، ومنها الحديث عن حادثة الاعتداء على مواطن من قبل المعتمد، والتي صرح فيها الوالي أنه سيقوم بتشكيل لجنة تحقيق.. وقبل أيام قليله تعرض مركب للغرق بالمحلية مما تسبب في وفاة عدد من الأشخاص، ولمعرفة المزيد عن الحادثة أجرت الصحيفة حواراً مع عضو المجلس الوطني دكتور أحمد صباح الخير رزق الله الذي حمل حكومة المحلية وولاية النيل الأبيض مسؤولية حادث غرق المركب الذي راح ضحيته (24) شخصاً بينهم (19) طفلاً لمعرفة المزيد معاً لمضابط الحوار
حوار :عمر الكباشي
*حدثنا عن تفاصيل حادثة غرق مركب تندلتي التي راح ضحيتها (24) شخصاً؟
– أولاً معاناة مواطني محلية تندلتي كثيرة وكبيرة لا سبيل لهم للذهاب لمزارعهم إلا بعد اجتياز خور أبوحبل، فقام شخص بترحيل المواطنين بمركب بواقع جنيهين وثلاثة للشخص، دون إجراء أي فحص على المركب من الجهات المختصة للتأكد من صلاحيته لنقل الركاب، وأهلنا في تندلتي (ماناس بحر ولا سباحة)، والمأساة الكبيرة أن المحلية قامت بالتصديق لهذه المراكب للعمل في حمل الأسماك بعد الصيد، وتم استغلالها لنقل الركاب بدون رقابة، ويتم ترحيل أكثر من ثلاثين شخصاً في المركب الذي خمولته أكثر خمسة أشخاص فقط، وكان هؤلاء المواطنون ذاهبين للقيام بالحصاد في مزارعهم

*من يتحمل نتيجة هذا الحادث الذي راح ضحيته أبرياء ؟
– هذا ما تحدثنا عنه بالضبط وأنا أحمل المسؤولية كاملة لحكومة الولاية، ولابد من عمل تحقيق في الحادثة لأن المركب يعمل بمولد “جنريتر” وعندما وقعت الحادثة كان على متنها ركاب غالبيتهم من الأطفال، وحينما وصل المركب إلى منتصف الخور حدث تسريب للمياه، وأدى ذلك لغرق المركب، ولعدم معرفة الركاب السباحة تفاقمت المشكلة وحتى أفراد الدفاع المدني ليس بينهم من يسبح، رغم أن رئاسة الولاية يوجد بها مائة سباح
* أنتم كنواب بالبرلمان متهمين بالتقصير تجاه دوائركم؟
– نحن تحدثنا كثيراً في البرلمان وما زلنا نتحدث وقمنا بزيارة لأسر الفقداء، وأصابانا الحزن الشديد، هل تعلم أن من بين الأسر التي فقدت أقاربها يوجد رب أسرة فقد أولاده الثلاثة، وكان يسمع استغاثة أولاده طلباً للنجدة لكنه ظل عاجزاً عن انقاذهم لأنه لا يجيد السباحة، ولا يوجد سباحون من الدفاع المدني، وعندما اشتد به الحزن وتقطع قلبه على فلذات كبده قرر أن ينزل للماء رغم عدم إجادته للسباحة، ففضل أن يموت مع أطفاله، ولكن تم منعه من قبل الحاضرين، واثناء عملية الإنقاذ تم العثور على جثة غرقت قبل أربعة أيام من وقوع الحادثة لشخص مجهول الهوية

? كم عدد الناجين وكيف تم إخراجهم؟
تم إخراج (6) فقط من جملة (30) شخصاً، المصيبة أن عدد المتوفين كان (24) شخصاً، بينهم أكثر من (19) طفلاً، ويوجد ثلاثة مراكب تعمل في هذا المجال، وقبل هذه الحادثة تعرض (10) أشخاص للغرق بنفس الطريقة
*هنالك حديث عن أن تندلتي بها مشاكل أخرى في الصحة والتعليم؟
– نعم تندلتي تعاني من إهمال في الصحة والتعليم، وأكبر مشكلة بها هي المياه، ومستشفى تندلتي لايوجد بها اخصائي عيون ولا أسنان، وغرفة العملية غير جاهزة، وبها مشكلة وحضرت للمستشفى طبيبة أطفال لم توفر لها الخدمات فتركت العمل، مستشفى تندلتي يتوسط طريق كوستي الأبيض، ويقدم خدماته لمواطني تندلتي بالإضافة للعديد من المواطنين القريبين من المحلية، كما أنه يستقبل حوادث المرور فلا يعقل أن يستطيع هذا المستشفى الوحيد أن يقدم خدماته بالصورة المطلوبة لأكثر من (200) ألف نسمة هم قاطنو تندلتي وما يجاورها، لأن المستشفى يعاني من نقص في جهاز رسم القلب ومجالات الأشعة والموجات الصوتية، لايوجد لدينا قسم حوادث بالمستشفى رغم الوعود التي قطعها الوالي ووزارة الصحة، رغم أن تندلتي هي أكبر محليات ولاية النيل الأبيض
*ماذا عن المياه وهل حقيقة بها تلوث؟
– السد الذي أنشيء على خور أبي حبل أصبح مصدراً للتلوث، وبه أشخاص يسبحون وآخرون يحضرون لصيد الأسماك، وهذه المياه تذهب مباشرة للمواسير دون أن تتم تنقيتها، والجهات المختصة أوقفت “الشب”، وسكان تندلتي يعتمدون على الزارعة والرعي، والحكومة تقوم بأخذ رسوم على القنطار حوالي (70) جنيه كرسوم زكاة، و المزارع خسران والذي يقوم بشراء المحصول خسران، ويوجد كساد في الأسوق، ووزير المالية قال إن قطاع الثروة الحيوانية هو المصدر الوحيد الثابت وغير المتذبذب طوال السنوات الماضية، ووجهت له سوالاً عن ماذا فعلوا لدعم المزاراعين والرعاة؟ وفي فترة الصيف يحدث العطش في تندلتي وتكثر الصراعات وحوداث قتل بسبب المياه، مما جعل الكثيرون يخرجون من مناطقهم لمناطق أخرى
* أين كان معتمد المحلية عندما غرق المركب ؟
– عند وقوع الحادثة المعتمد لم يكن موجوداً، وهذا المعتمد منذ تعيينه لم يمكث ليومين في تندلتي، وهو في حالة ترحال دائم، لهذا الرقابة في المحلية ضعيفة، وحادثة الاعتداء على المواطن التي قيل أنه قد شكل لها مجلس تحقيق لم تظهر نتائجها حتى الآن، ونعتبره تسويفاً وتخديراً، ومن الممكن ألا يكون قد حدث تحقيق في الحادثة أصلاً، وفي مثل هذه الحوادث مفترض ان يستقيل المسؤول
* أين حكومة الولاية مما يحدث؟
حكومة الولاية غير موجودة والوالي حضر في اليوم الرابع لتقديم واجب العزاء، وأنا اطالب المعتمد بالاستقالة والوالي بفتح لجنة تحقيق في الأمر لأن الذين ماتوا “ليسوا غنم” وأقول له الدورة المدرسية لا تمنعكم من القيام بواجبكم، والأطفال الذين ماتوا كان من المفترض على الولاية أن تعلن الحداد عليهم، وأقول إن الانسان في الولاية أصبح بلا قيمة، وأطالب مجلس الولايات بتحقيق فوري وعاجل في هذا الأمر، واستدعاء الوالي، وإذا لم يحدث تحرك ساقوم بواجبي كنائب عن هذه الدائرة، وأرفع طلب استدعاء لوزير الداخلية للتوضيح لأن الدفاع المدني يتحمل جزءًا من هذا التقصير

*ماهي حقيقية بيع أراضي بيوت الموظفين لصالح الدورة المدرسية ؟
– الدورة المدرسية أصبحت شماعة وأخذوا من كل شخص في الولاية مبلغ مالي (نحن عايزين نعرف الدورة المدرسية دي كم تبلغ ميزانيتها) والأموال التي تم جمعها من الناس أين ذهبت؟ نحن يهمنا انسان الولاية وليس مهرجان الدورة المدرسة لدينا مشاكل في التعليم تتمثل في عدم الإجلاس “عندنا طلبة قاعدين في الواطة” كما أنه يوجد نقص في كمية المعلمين ونحتاج الى (720) معلماً، والحكومة الولائية أجرت معاينات لـ(500) معلم وتم تعيين خمسين فقط منهم، وبعض المدارس تعمل بالمتطوعين اللذين عملوا بها حتى وصلوا درجة المدارء بها، والبنية التحتية للمدارس متدنية وفي تندلتي المأساة تأخذ أكثر من وجه

*هنالك حديث بعودتكم إلى ولاية شمال كردفان بعد عدم حصولكم على الخدمات؟
نتيجة التهميش الذي تواجهه المحلية من رئاسة ولاية النيل الأبيض، لامانع لدينا من العودة الى شمال كردفان، على الأقل ستجد تندلتي لديهم الرعاية والاهتمام والتقدير، وهم يشابهونا في القضايا التي تعترضنا
تكثر الحوادث في طريق الخرطوم كوستي ما السبب
تندلتي لايوجد بها ولا واحد كيلو أسفلت، وفي زيارة الوالي كاشا للمحلية هتف المواطنون مطالبين بسفلتت الشوارع، فما كان من كاشا إلا أن قال لهم محليتكم “وسخانة بالكوش” قوموا بنظافتها أولاً ثم طالبوا بالأسفلت، وهذا كلام غير مقبول من الوالي، تندلتي كانت أفضل المحليات بالولايات من حيث النظافة..

اخر لحظة