الفانتوم.. ثورة جديدة في عالم التصوير.. التقنية في خدمة الخيال

الخرطوم – منهاج حمدي
إلى وقت قريب كان التقاط صور الأماكن المرتفعة يعتمد على تاكتيكات وخبرات وفنيات المصورين، بجانب استخدام الحس وتسخير الخيال في الحصول على أجمل اللقطات وأصعبها، وبرع أناس يتوفرون على قدرات شخصية وخبرات عملية مشفوعة أحيانا كثيرة بعوامل الحظ والصدفة في تقديم الأفضل.
ومع التطور التكنولوجي المستمر دخلت طائرات (الفانتوم) بقوة إلى عالم التصوير خلال الفترة الأخيرة، لتشكل ثورة جديدة للإنتاج التلفزيوني، حيث كانت المشاهد العامة من المناطق العالية تحتاج للتصوير من على متن طائرة بما يجعلها بالغة التكلفة، وابتكرت شركات متخصصة عدداً من الطائرات بدون طيار محملة بكاميرات ما يتيح للهواة والمنتجين والصحافيين إمكانات غير مسبوقة في عمليات الالتقاط.
حل نسبي
في السياق، يقول المخرج ومدير التصوير إبراهيم سائحون لـ (اليوم التالي): يقف المصور على قدميه وخياله ملتصقاً بالأرض وعيناه أيضا تحلقان ويدور ويمضي في الاتجاهات الجغرافية المحيطة برأسه وحيدا حاسرا يتخيل حينها. وأضاف: جاءت الفانتوم والدرونز كحل نسبي لرؤية وتصوير الأشياء كلها من عدة زوايا، مما أطلق العنان للمصورين والمخرجين والمنتجين وحتى الهواة من تنفيذ حركات ولقطات بكاميرا الدرونز لم يكن بالسهل التقاطها، الأمر الذي عاد بأعين وزوايا جديدة على حقل الـ tv production. وأردف: التجريب المرير أصبح سمة لأغلب المستخدمين لهذه الطائرات، خصوصا إذا كان هذا التجريب لا يخرج عن إطار مكرر، حيث أصبحت اللقطات متشابهة في وقت قريب جدا لإصدار الفانتوم والدرونز في عارض مُرضٍ يسعى إلى الاستخدام فقط دون الالتفات إلى ماذا تريد وكيف تريده. واستطرد: من السهل جدا التحليق، ومن العسير أن ترى ما بين المباني والطرقات والأشجار والسهول والإنسان في أرض أضحت في شاشة الدون كأنك ممسك بصفحتين من جريدة أنت وحدك من تقرر ماذا تقرأ.
جمال السودان بالفانتوم
يواصل سائحون حديثه قائلاً: جميلة هذه الحمى التي تفشت في الأوساط الاجتماعية، وأعني حمى (الفانتوم) و(الدرونز)، وهي عبارة عن إشارة – أعني هذه الحمي – إلى التطور والمواكبة، فقط إن تم استخدامها بالطريقة المثلى التي تعكس السودان والجمال، ليس فقط من الأعلى، ولكن من أبواب متعددة ترسخ للاختلاف والتنوع البصري لدينا. وأضاف: نحن ورثنا صورة سودانية رثة وقديمة وبالية حتى صور استقلالنا التي تعرض كل رأس سنة كتاريخ متوافق مع تاريخ ما يسمى بخروج الاستعمار البريطاني مشوهة ومهزوزة وغير محترفة ، وتحسها غير ناضجة كفاية لمثل هذه المناسبة، لذا يجب أن نعيد إنتاج وتقديم السودان عبر صور ثابتة كانت أو متحركة بشكل جديد، فلتساهم الفانتوم في هذا البناء الصوري فقط، وطالب سائحون بوضع قوانين وتصاريح لتنظيم العمل. وقال إن الفانتوم والدرونر لا تزالان ممنوعتيْن ويمكن مصادرتهما.
إمكانيات كبيرة
المصور والمخرج عاطف الحاج قال لـ (اليوم التالي) إن دخول أي تقنية جديدة لعالم التصوير يقدم الفائدة ويوسع مدارك المصور. وأضاف: الفانتوم إضافة جديدة للمصورين وهي تمنح الجميع أبعاداً كبيرة، وقللت من استخدام (الكرين). وأردف: سعر الفانتوم بالنسبة للجودة والتقنية مناسب، لكنه ومع إمكانيات المصور صعب جداً. وكشف عاطف عن أسعار الفانتوم التي تترواح ما بين (20- 25) ألف جنيه سوداني. واستطرد: تحلق الفانتوم على مدى (كيلو) (ألف متر)، وهو مناسب للغاية لتصوير الأماكن المرتفعة

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..