بين الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم وعجلة التغيير

بين الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم وعجلة التغيير

ياسر عباس محمد الرضي
[email][email protected][/email]

نحن كمسلمين حقا علينا نصرة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ولكن نصرته لا تكون إلا بإتباع سنته وإتباع شرع الله سبحانه وتعالي. فالنبي صلي الله عليه وسلم هو أحب إلينا من أنفسنا وأمهاتنا وآبائنا والناس أجمعين. فهو قدوتنا ورمز هذه الأمة. نعم حقا علي المسلمين أن يخرجوا في مسيرات ومظاهرات تندد بما فعل هذا النكرة اليهودي وحقا علي المسلمين أن يغضبوا علي من أساء الي نبيهم محمد صلي الله عليه وسلم لأنها إساءة لكل المسلمين ولكن أن نقوم بقتل السفراء وحرق السفارات في بلداننا المسلمة فهذا لعمري هو الغباء بعينه وهذا منافيا لتعاليم ديننا الحنيف. لماذا؟ لأن بيننا وبين هؤلاء الكفار ميثاق وعهد ووقعنا عليه فلابد لنا أن لا ننقض الميثاق والعهد الذي بيننا وبينهم. وحقا علينا كذلك أن نعطيهم الأمان في بلداننا المسلمة كما هم يحافظون ويأمنون كل سفرائنا وسفاراتنا في بلدانهم. وهم رسل لبلدانهم والرسل(أي السفراء) لا يقتلون. والله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز يقول (ولا تزر وازرة وزر أخري). أما مايفعله كثير من المسلمين اليوم فهو إساءة بحد ذاتها للإسلام وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين. بالله عليكم تصوروا لو قام هؤلاء الكفار بمهاجمة وحرق سفاراتنا في بلدانهم ردا وإنتقاما لما يفعله المسلمين من حرق ومهاجمة لسفاراتهم في بلداننا المسلمة. ماذا نحن فاعلون؟ أهكذا يكون الحل؟ وهل بهذه الطريقة البربرية نكون قد نصرنا نبينا محمد صلي الله عليه وسلم؟ لا يا مسلمون !!!. وكما يقول المثل (عينك في الفيل وبتطعن في ضلوا). الفيل هو أمريكيا بكل مؤسساتها وجيشها العرمرم والفيل هم الاوربيين والفيل هم النصاري واليهود والكفار. والله سبحانه وتعالي يقول (وكان حقا علينا نصر المؤمنين). ولكن للنصر موجبات وشروط لابد لنا نأتي بها كاملة غير منقوصة كما أتي بها آبائنا وأجدادنا السابقون فاذا أتينا بها فحري علي الله ان ينصرنا عليهم.
أما شعوري تجاه المواطنين العزل الذين قتلوا أمام السفارة الأمريكية فهو عمل جبان بكل ماتحمل الكلمة من معني ولكن أولا لابد من معرفة القتلة هل هم القناصون الأمريكان أم هم أفراد الشرطة والأمن؟. فلابد من التحقق من هذا الأمر ثم علي أولياء الدم أن يأخذوا حقوقهم كاملة وأن لا يقدموا أي تنازل لهم مهما كلفهم الأمر حتي يعلم هذا النظام الفاسد والظالم وأسيادهم الأمريكان أن دماء المسلمين ليست رخيصة بل هي غالية عند الله سبحانه وتعالي.
و كما أنتم تعلمون وكل الشعب السوداني يعلم نحن نعيش تحت ظل نظام فاسد وظالم بكل مؤسساته المدنية و حتي العسكرية لا خير في أحد منهم الا من رحم الله. فهذا النظام بني أساسه ليس علي التقوي والخوف من الله سبحانه وتعالي كما يتفوهون ويرددون من شعارات زائفه قد حفظها الصغير والكبير معا بل بني أساسه علي الغش والكذب والنفاق علي الناس وعلي الله سبحانه وتعالي. فلا أستغرب بل ولا أتعجب من أفعال هذا النظام وزبانيته من قتل وتصفية وتعذيب كل من يقف ضدهم وكل من يعارض ويقول لا. هذا النظام همه الأول والآخير أن يظل حاكما لهذا الشعب الذي ظلم وظلم نفسه.
نعم هذا الشعب ظلم وظلم نفسه !! لماذا أقول هذه العبارة؟ ظلم من هذا النظام الفاسد الذي أخذ حقوقه وأكل أمواله بالباطل وظلم نفسه لأنه لم يخرج عليهم ويأخذ حقوقه ولو بالقوة إلا فئة قليلة. نعم ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وهم يستفذون هذا الشعب ويستخفون بعقول الناس كما أستفذ فرعون ليبيا شعبة فكان مصيره أن أنقلب عليه شعبه وذهب الي مذبلة التاريخ. تمعنوا معي قول الله سبحانه وتعالي (لايغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم) فما هو التغيير؟ التغيير هو إزاحة الشئ من مكانه والتغيير هو إستبدال الشئ بشئ خيرا أو أحسن منه والتغيير هو أيضا ترك المعاصي والمنكرات والفواحش وكل شئ يبعدك من الله. فالتغيير ليس قاصرا فقط علي ترك المعاصي والمنكرات بل هو الأتيان بشئ أو أي عمل جديد تحبه أنت وترتاح اليه نفسك ويقبله ويحبه الناس ويسيرون عليه وأهم من هذا كله أن يقبله الله سبحانه وتعالي. فالثورات التي قامت في مصر وليبيا وتونس واليمن هي تغيير من وضع أسوأ وأخذي الي وضع أفضل أستشهد من أجله أناس كثر وعاشوا من أجل هذا التغيير وآمنوا به فغيروا ما بانفسهم فغير الله ما بهم.
أما ما حدثنا به نبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم في التغيير فهو في قوله(من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). فهناك ثلاث خيارات أو مواضع ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم في هذا المضمار كل حسب إيمانه. فإما أن تغير بيدك فهذا هو المطلوب وتكون من أصحاب الإيمان القوي. وإما أن تغير بلسانك وتكون من أصحاب القلوب والإيمان الوسطي وإما أن تغير وتنكر بقلبك وتكون من أصحاب القلوب والإيمان الضعيف. والله إن لم نقدم شئ الي الله سبحانه وتعالي أو عمل نتقرب به الي الله سبحانه وتعالي لن يفعل الله لنا شئ. فلابد لنا أن نقدم أرواحنا وأنفسنا رخيصة لله سبحانه وتعالي جل في علاه كما قدمها أهل تونس ومصر وليبيا واليمن فغيروا مابأنفسهم فغير الله ما بهم.
وهنا يستحضرني مثل ألماني يقول المثل:(von Nichst kommt Nichst) من لا يفعل شئ لا يأتيه شئ. فلابد للإنسان أن يجتهد ويعمل ويكد وأن يقدم عمل حتي يجني ثمار ما قدم وهذا يعتبر أيضا تغيير أي من حال الي حال. فالدين الإسلامي هو دينا (دينماكيا) وهو مصطلح فيزيائي أي دين حراكي دين يدعوا الي التجديد والتغيير والحركة ولا يدعوا الي الجمود والإنكسار والإنهزام. فالدعوة الي الله سبحانه وتعالي هي نوع من أنواع الحركة فإذا ظللت قابعا لا تحرك ساكنا فكيف تدعوا الي الله وإذا ظللت جامدا ولا تقبل أي جديد من مستجدات هذا العصر حتي تجد له ما يناسبه في كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم أو تحسنه بما يلائم مجتمعاتنا أوعاداتنا وتقاليدنا فكيف تكون من أصحاب الدعاة الي الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..