«ضع كتابا وخذ كتابا» مبادرة لإعادة القراءة في الخرطوم

الخرطوم: صلاح الدين مصطفى
عندما تمر بأحد أحياء الخرطوم تشاهد صندوقا خشبيا صغيرا مكتوبا عليه (ضع كتابا وخذ كتاب) صاحبة هذه الفكرة هي ملاذ حسين خوجلي التي بدأت بمكتبة أمام منزلها ثم إنتشرت المكتبات الصغيرة في العاصمة والولايات.
تقول ملاذ إن هذه الفكرة موجودة في 80 دولة حول العالم وبدأت في عام 2009 وتضيف:” قبل ست سنوات تواصلت مع مبتكري نظام المكتبة المجانية وتمكنت من تشييد واحدة أمام منزلي ولإقناع أهل الحي والترويج للفكرة،أقمت حفلة صغيرة دعوت فيه الجيران فوجد الموضوع رواجا كبيرا لأن هتالك العديدين الذي يملكون كتبا مكدسة في البيوت “.
الإهتمام بالأطفال ركن أساسي فيه هذا المشروع حي يتم تخصيص درج لكتب الأطفال ويتم التأسيس بالعون الذاتي ويسهم أحد نجاري الحي في تشييد المكتبة بحسب مواصفات البيئة والأجواء السودنية ،المكتبة الوحيدة امتدت الآن ل35مكتبة في العاصمة والولايات.
وتقول ملاذ إن المشروع يهدف لأستعادة القراءة للشعب السوداني من خلال توفير الكتاب أمام أعين الجميع وتقول بأن الموضوع بسيط للغاية حيث يوجد مسؤول عن كل مكتبة مهمته ليست رقابية حيث يقوم بحث الناس على إرجاع الكتب والتبرع بكتب أخرى ويضع ارشادات توضح طريقة استعمال المكتبة.
الهدف الآخر لهذه الطريقة في إدارة المكتبة كما تقول ملاذ هو استعادة الثقة في التعامل مع الممتلكات العامة ،وذلك من خلال جعل المكتبة ملكا للجميع وتضيف بأن نسبة فقدان الكتب ضئيلة ويقوم آخرون بتعويض ما يتم فقده وتبقة المكتبة مفتوحة طوال الأربع وعشرين ساعة لتلبي رغبات الجميع.
المكتبة المجانية أوحت بالمكتبة المتجولة وترى ملاذ حسين أن الكتاب يجب أن يكون في مكان تجمع الناس مثل الشواطيء وشارع النيل و الساحة الخضراء في الخرطوم حيث يتواجد الشباب لساعات طويلة وتضيف:”طرحت الفكرة عبر برنامج تلفزيوني وصفحة المشروع عبر الفيس بوك فتبرع أحد السودانيين (بتكتك)وهو شاحنة صغيرة تجرها دراجة بخارية .
وتعدد صاحبة الفكرة فوائد المكتبة المتجولة في الوصول لساحات تجمع الشباب وللمدارس وتقول إن المرحلة الثانية هي توفير مكتبة متجولة بأمدرمان والخرطوم بحري ومراكز الشباب وتحلم بوجود حافلات كبيرة تحمّل بالكتب وتطوف بالولايات المختلفة وتقدم من خلال هذه الجولات العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية.
الفكرة التقطتها وزارة الثقافة وتعهد الوزير الطيب جسن بدوي بإنشاء ألف مكتبة مجانية في كل ولايات السودان وتقول ملاذ:” طرحت الفكرة على الوزارة فتمت الموافقة عليها وكان قيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب مؤخرا فرصة كبيرة لدعم المكتبات بالكتب وأقيم نفير كبير تبرع من خلاله الناشرون بعدد كبير جدا من الكتب وذلك بعد اقتناعهم بالفكرة”.
مستقبل هذا المشروع تراه ملاذ في بقيام مكتبة عامة في كل حي بالسودان وإعادة مفهوم المكتبة والكتاب في الأحياء والأندية والمساجد والساحات وإعادة المقولة التاريخية (الخرطوم تقرأ).
“القدس العربي”
[email][email protected][/email]