أخبار السودان

هذه عينة من سذاجة علماء السلطان!.

حسن الجزولي

* تناقلت الصحف إقتراح السيد جلال الدين المراد القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الاسلامي، بضرورة ” إشراك 5 وزراء شيوعيين في الحكومة المقبلة، بجانب 5 وزراء آخرين صوفية، بسبب استشراء الفساد، وتزايد حالات الاعتداء على المال العام”. وبرر ذلك بزهد وبعد الشيوعيين والصوفية عن المال العام، وابتعاد الشبهات عنهم. وقال موضحاً أنه لا شيء يمنع الشيوعيين من المشاركة في السلطة، لأنّ حزبهم مسجّل وقانوني. وأضاف “المؤتمر الوطني له علاقة مع الحزب الشيوعي الصيني، ولم يمنعهم المنهج الصيني مع إقامة علاقات معهم”. وقال”للأسف، الشيوعيين مساكين، حاسبناهم محاسبة الكفار، وهم يُصلوا معنا في المساجد”. وانتقد جلال المراد عدم تقدير الحكومة للعلماء كونها تضعهم في الكراسي الخلفية.
* دعونا نفصل!.
* فحول ضرورة إشراك هذه القوى التي اعترفتم بنزاهتها وعفتها وحرصها على صيانة المال العام وبعدها عن الشبهات، فبدلاً من (إشراكها معكم)، أوليس من الحكمة والضرورة بمكان أن تسلموهم كامل السلطة و(تطلبوا الله)؟، لماذا (فقه الكنكشة) لماذا تودون المحاصصة معهم في الامساك بزمام السلطة طالما اعترفتم وبلسانكم أن الفساد وعدم الاستقامة الأخلاقية والدينية تنخر في أجساد كوادركم التي أدارت البلاد ردحاً من الزمن ثم تركتها جيفة ناشفة، أم يا ترى – وعلى منوال ملاعب كرة القدم – تودون تطعيم (فريقكم) بلعيبة تضمنون بهم تسديد الأهداف؟!. أهذا هو فهمكم لمبدأ (التعددية)؟!.
* ثم أضاف يقول ” لأنّ حزبهم مسجّل وقانوني”. ولنفترض أنه مسجل؟ إيـه يعني؟!،، يبدو أن فضيلة جلال الدين يعيش في وادي آخر عن واقع حال الأحزاب (المسجلة) ولا يعلم أن (التسجيل) لا يحول بين الأحزاب المسجلة وبين قمع النظام وأجهزة أمنه ومنعها دون وجه حق ممارسة أنشطتها حتى داخل دورها، في تعدي صارخ وبغيض وخطير على الحريات العامة التي تمشدقوا بالأمس القريب بالتزامهم توفيرها ضمن الحديث (الكبار كبار) الذي صرفوه في (مخرجات) حوارهم.
* وبخصوص أن المؤتمر الوطني له علاقة مع الحزب الشيوعي الصيني، ولم يمنعهم المنهج الصيني من إقامة علاقات معهم، غريبة يا مولانا! ،، غريبة أنك لم تفهم بعد كيف بحزبكم يقيم علاقات مع حزب الشيوعيين الصينيين في حين أنه يضن بها لـ (كفار الوطن)؟!، أولا تدري ما يجمع منهج (المؤتمر الوطني والانقاذ) مع منهج (الشيوعي الصيني)؟!، وأنت أحد أعضاء أكبر مؤسسة (لعلماء البلد) الأجلاء؟!. والمفترض فيكم أن تفهموها وهي طايرة؟!. غريبة.
* وحول “مسكنة” الشيوعيين الذين حاسبتوهم مع أنهم يصلون معكم في المساجد، نتسائل هل الشيوعيين وحدهم الذين حاسبتوهم في هذا البلد الأمين محاسبة الكفار، مع أنهم يصلون معكم في المساجد؟!، وأنتم الذين وبمجرد أن تسيدتم زمام السلطة شققتم مجموع السودانيين لشقين، شق لكم كإنقاذيين تمثلون ديارالاسلام ولا أحد يشارككم ذلك سوى بعضاً من مشايعييكم، وشق آخر لمجموع الشعب السوداني يمثلون ديار الكفار، أولئك الذين تحسدونهم حتى ولو أن أحدهم نطق بسيرة الله ورسوله في فمه؟!، هذا من جانب ومن الجانب الآخر، فإن كان القياس بالاستقامة هو الصلاة معكم بالمسجد، فما الذي حدى بكوادركم للشطط في عدم الاستقامة ونهب المال العام والاختلاس والأتيان بكل نواقض الاسلام وهم الذين يسكنون سكنة دائمة في مساجد الله ورسوله الكريم! ،، أين تكمن علتكم يا ترى؟!.
* وأما حول انتقاد فضيلته عدم تقدير الحكومة (للعلماء) كونها تضعهم في الكراسي الخلفية، فنستغرب، أي تقدير “للعلماء” ينتظره (علماء السودان) وهيئتهم من حكومة الانقاذ والمؤتمر الوطني أكثر من ذلك، فلقد وضعتكم فوق مستوى كافة (المتعلمين) في هذا البلد درجة أصبحتم فيها تعتقدون أن (العلماء) هم وحدهم الذين تضمهم (هيئتكم الموقرة) ولا (عالم) آخر يعلو صوته صوت (علمكم) ،، ومثاله هذه الهرطقة التي (تصرحون بها حول النزاهة وضرورة توسيع مواعين الحكم للشيوعيين والمتصوفة وأمثالهم بهذه السذاجة)!.
* وفي آخر النقاط نتشفع له سبحانه وتعالى بأن يحفظ هذا البلد الأمين من علماء السلطان وسوءاتهم التي لا يستحون منها!.
_______
* عن صحيفة الميدان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أحل الله الغنائم لهذه الأمة، ولم يحلّها للأمم السابقة؛ لأن الله عز وجل علم ضعفنا وعجزنا فطيَّبها لنا.
    1- قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [69]} [الأنفال: 69].
    2- وَعَنْ جَابِر بن عَبْدِالله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أعْطِيتُ خَمْساً، لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أمَّتِي أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأحِلَّتْ لِيَ المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وَأعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً». متفق عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..