انفصال "الجنوب"..ومن سيكون التالي؟ دارفور أو غيرها. كيف يتم التفريط في ثلث السودان بكل هذه البساطة؟ا

أماني محمد

ما حدث في السودان من انفصال للجنوب أشبه بتمزيق قطعة من القلب ورميها لعتمة القادم. فعندما كنا صغاراً قيل لنا إن السودان سلة غذاء الوطن العربي، وإنه أكبر دولة عربية، وإن الشعر هناك والحنين هناك والبطولات هناك!

لماذا يتعرض السودان لهذا السيناريو؟ الغريب أن البعض تعامل مع الحدث، وكأن ليس في الأمر أكثر من انفصال!

هل سيعود السودان سلة غذاء للوطن الكبير فعلاً ؟ هل ستأتي الخيرات من السودان بعد طول انتظار؟ هل كانت الوحدة الوطنية هي العائق الوحيد أمام ازدهار هذا الوطن الكبير؟!

يالها من خسارة سيتم دفع ثمنها عاجلاً أو آجلاً، وعندما يتم البحث عن استدلالات فإن هناك إجابات جاهزة لدى سودان الشمال، من بينها: لم نكن نتعامل معهم بإنسانية؟

البعض يتحدث عن اضطهاد الأقلية التي كانت أمثلتها التاريخية كثيرة ومتعددة ، ونتج عنها الانفصال والحروب الأهلية.

ومن سيكون التالي؟ دارفور أو غيرها. كيف يتم التفريط في ثلث السودان بكل هذه البساطة؟ وكأن لا مأساة حلت على الأمة وأحزانها الكثيرة.

حتى وإنْ كانت المؤامرة منظمة وقاسية يبقى الوطن وطناً، والحب له لا يتجزأ.

وكأن التاريخ حكاية علينا أن نعيشها وننتظر ما سيحدث بعدها، وأن نؤجل كل تفاعلات أفكارنا وموافقتنا من تقسيم وطن وتفتيت قوته إلى درجة أن يتحول الوطن إلى أجزاء وأوهام وكابوس مكلل بالسواد.

لمثل هذا يموت القلب كمداً، والخوف كل الخوف أن ينعى الوطن الكبير ليصير تاريخاً وأثراً بعد عين.

السودان وطن تُحاك المؤامرات ضده منذ أمد بعيد، ولم تعد فلسطين تكفي كضحية أولى، بل تتوالى الضحايا بلا نهاية… علينا فقط أن نحسب الساعات!

ويتساءل البعض: لماذا تحولت الميادين إلى ساحات اعتصام وغضب وشهداء تتوالى صورهم كأيقونات شهود بأنهم رأوا واعطوا كل ما يمكن أن يعطوه؟! ولماذا بعد كل هذه السنين تأتي الكارثة بمنتهى الهدوء والصمِت المطبق من الجميع.

نعم هي مؤامرة لكن لم تأت من الخارج بل تمت صناعتها من خلال التنازلات دون علم. وهذه التنازلات قد تؤدي إلى نزيف متواصل. فإلى متى سيبقى هذا النزيف متدفقاً وحاراً وصعب أن نصف آثاره القادمة ولو بعد حين.

ربما كانت النجاة في التغيير، وربما تأتي مع رياح التغير، لكن الأهم أن تأتي قبل فوات الأوان، وليس بعد فقدان المزيد من الأوطان، ومزيداً من الأحلام، التي ذهبت مع الريح في ليلة معتمة لتقول لصغارنا: كان السودان أكبر بلد عربي … واحسرتاه !

جريدة الاتحاد

تعليق واحد

  1. الاخت كاتبة المقال
    ليست هي التنازلات التي ادت لانفصال الجنوب وانما القناعات هي التي اوصلت الشعبيين الي محطة الانفصال ــ خلال الستين سنة الماضية وهي فترة الحكم الوطني للبلاد تاكد بما لايدع مجالا للشك ان مشكلة جنوب السودان هي سبب كل البلاوي الي حاقت باهل السودان ولم تنفع في معالجتها كل الاتفاقيات التي كانت مثل المسكنات لمريض السرطان ـ ولعل السبب في ذلك هو رفض الاخوة الجنوبيين لكل السبل والطرق والوسائل التي اتخذها الشمال والشماليين لتوطيد اواصر الاخوة والترابط الاجتماعي وكانت علاقة يفقد فيها احد الطرفيين بالاخر ويعتقد انه مستعمر له وان شعوب اخري في كينيا ويوغندا هي الاقرب له ـ والانفصال هو فرصة للاخوة الجنوبيين لتقييم علاقتهم القديمة بالشمال بعد ان يحتكوا بشعوب اخري ويختلطوا معها وعندئذ يعرفوا الفرق بين التعايش مع الشماليين في الماضي ومع المجتمعات التي اختاروا قربها بعد الانفصال وسوف ياتي يوم يطلب فيه الاخوة الجنوبيين الوحدة مع الشمال ـ وعندها يكون حق الاستفتاء لمواطني الشمال والذين سوف يصوتون برفض الوحدة بنسبة 100%

  2. أختي الكاتبة أراكي تتحدثين بنفس اللهجة ذاتها التي أدت وستؤدي إلى تقسيم السودان إلى دويلات لا حول لها ولا قوة وهي اللهجة العروبية المفروضة فرض دون مراعاة للغالبية وليست الأقلية غير العربية كما يشير إليها البعض ومن ثم مشكلة فلسطين التي لا ناقة لنا ولا جمل فيها، أما بالنسبة لما تسميه تنازلات فهذه لا تعتبر تنازلات تنازل عنها المؤتمرجية أو الشماليين طوعاً وإنما هذه حقوق أخذت بالقوة وستؤخذ طالما هناك أصحاب عرفوا أن هؤلاء القوم ليسو سوى صعاليك قدموا منذ أزمانٍ بعيدة ونهبوا وسلبوا وفعلوا الأفاعيل بهم كل ذلك باسم الإسلام، لكن أيتها الكاتبة لم يعد الأمر كما كان في السابق أبداً أبداً أبداً ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

  3. الأخ أبو علي والله أنا شايف غير الغطرسة والتكبر مافي حاجة حا تودينا في ستين داهية، بالله قلت حا يأتي اليوم الذي يطلب فيه الجنوبيين الوحدة ويصوت الشمال بنسبة 100% برفضهم، والله أنا خائف إنه لغاية اليوم داك ما يكون في حاجة اسمها شمال السودان أصلاً وحا تشوف يا أبو علي كلامي دا ،،

  4. بعد انفصال الجنوب المرشح القوى للانفصال هو الجزيرة التى كانت عماد السودان والسودانين جميعا تم بيعها بابخس الاثمان وتدمير المشروع ارخص مشروع فى العالم صدقونى اهل الجزيرة بنفصلوا وحاتكون احسن دولة فى العالم وعاصمتها مدنى الحضارة والتاريخ طبعا الكل بستغرب لكن لكن دة الواقع ناس اتشردت ومشروع تم بيع كل شى فيه واصبح رمادا وخرابة حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ياعلى عثمان طه ومن معك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..