النفرة والنهضة الزراعية: الأهداف والآلية والنتائج

النفرة والنهضة الزراعية: الأهداف والآلية والنتائج

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
5/10/2011م

المشاريع الزراعية مثلها مثل الكائنات الحية قابلة للشيخوخة لكن هنالك العيد من الطرق تجعلها تستعيد شبابها وعافيتها، بل تصبح أعلى إنتاجية عما كانت عليه. الدليل أمامنا واضح في كل الدول العربية التي تزرع مسحات محدودة ومعروفة منذ آلاف السنين. بل تزرع قطعة الأرض عدة مرات في العام مع فترات راحة ما بين كل عروة وأخرى لا تتعدى 3-4 أسابيع. فلنأخذ مصر كمثال. فهي تزرع مساحة ثابتة لا تتعدى 5.5 مليون فدان منذ أن عرفت الزراعة حوالي 7000 عام. كل ما حصلت عليه بعد السد العالي واستصلاح بعض الاراضى الصحراوية ومشروع توشكا لم تتعدى المساحات المزروعة الرقم أعلاه والذي يغذى حوالي 84 مليون نسمة مع تصدير بعض المنتجات واستيراد غيرها. إنتاجية الفدان مقارنة بإنتاجيته في السودان لا تقل عن 2-3 أضعاف رغما عما نقوله من أن أراضينا لا زالت بكرا وأن أراضيهم أنهكت تماما نتيجة الزراعة المستمرة!!!

لو سألنا أنفسنا: على ماذا كان يعتمد اقتصاد السودان بعد تأسيسه كدولة فى العام 1921م بواسطة الحكم التركى؟ وكيف كانت مكونات السودان تؤمن معيشتها قبل السودان الحديث بما فى ذلك الجنوب ودارفور و كردفان الكبرى والنيل الأزرق..الخ؟ لم تكن هنالك مشاريع مروية أو بترول أو صناعات أو أى من المستحدثات الفنية والتقنيات وغيرها.

الإجابة ببساطة كانت من الزراعة التقليدية والثروة الحيوانية ومنتجاتها الخام مثل الجلود والصمغ العربى وحب البطيخ وغيرها. ثم أدخلت الزراعة المروية بالجزيرة ثم النيل الأزرق والنيل الأبيض (الطلمبات) والزيداب. ثم امتداد المناقل في وحلفا الجديدة عهد عبود. وبعدها جاءت مشاريع السوكى و الرهد ومصانع السكر ومزارع القصب ومشروع سوبا غرب ومشروع السليت..الخ مع إدخال التحديث في بعض المناطق التقليدية مثل جبال النوبة والقضارف وسمسم/ ودخلت بعض الشركات للاستثمار بمساحات واسعة مثل مشاريع الشيخ مصطفى الأمين، والهيئة العربية، والمشروع الكندى، وحاليا بعض شركات جنوب أفريقيا بالنيل الأزرق ، وغيرها بولاية بالجزيرة مثل زايد الخير ومناطق شرق النيل و بالشمالية لمستثمرين سعوديين وقطريين و كويتنين وغيرهم. قريبا ستخل الصين بكل ثقلها ومصر والهند واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا بكل مدخلاتها، و غالبا عمال متمرسين ولديها خبرة واسعة من الفلبين وتايلاند وبنجلاديش والهند

ما نريد أن نقوله عزيزي المواطن هو أن الزراعة التقليدية هي التي حملت السودان حتى ما قبل الإنقاذ، وتحملت كل مشاكله كدولة مستقلة جديدة. كما ساهمت الزراعة المروية والمعتمدة على المدخلات لم تزد الإنتاجية كثيرا وتعدد المشاكل الإدارية والمالية وسادت الفوضى وتأخرت المرتبات وترك المزارع حواشاتهم وحيواناتهم أو تخلص منها بالبيع نتيجة اليأس التام من قدرات الوزارات والسياسات.

في منتصف الستينات من القرن الماضي قدم البنك الدولي قرض طويل المدى وبسعر فائدة ضئيل نسبيا لإعادة تأهيل مشروع الجزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..