قرنق «زول» خطير..مؤسس حركة أنيانيا 1 جوزيف لاغو: إسرائيل زوّدت متمردي جنوب السودان بالسلاح قبل « أديس أبابا ».. أتوقع عودة الجنوب والشمال إلى دولة موحدة

محمد الأسباط – جوبا

جدد قائد أول حركة تمرد ضد حكومات الخرطوم (أنيانيا 1) الفريق جوزيف لاغو، دعوته حكومتي شمال السودان وجنوبه إلى ضرورة التوافق على اتفاقات تسهم في تعزيز التواصل بين الدولتين، وكشف لاغو في حوار مع «الإمارات اليوم» في جوبا عن تفاصيل جديدة في علاقة حركته المتمردة بإسرائيل، كما تطرق إلى معلومات جديدة تخص ملابسات وتداعيات صفقة تهجير اليهود الاثيوبيين، المعروفين باسم الفلاشا عبر السودان.. تالياً تفاصيل الحوار:

– متى بدأت علاقة حركة التمرد الجنوبية «أنيانيا 1» بإسرائيل؟

– بدأت علاقتنا عبر المخابرات الإسرائيلية بواسطة مسؤول في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأوغندية «كمبالا»، وكنا نلتقي في سيارة «لاندروفر»، بصورة دورية، حيث بدأت تلك العلاقة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق «ليفي كشكول»، وقبل انطلاق المفاوضات تولت «غولدا مائير» رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وطلبت دعوتنا إلى إسرائيل، ونُقل عنها قولها «احضروا هذا الولد إلى إسرائيل بأي ثمن، وفوراً»، وانطلقت رحلتي إلى اسرائيل من كمبالا إلى جزر القمر، وبقيت هناك ثلاثة أيام أتدرب خلالها على توقيع شخص من جزر القمر يحمل ملامحي، وسافرت بجواز سفر مزور من هناك إلى تل أبيب.

– وماذا حدث في إسرائيل؟

— فور وصولي المطار استقبلني ضباط من الجيش الاسرائيلي، وأخذوني من المطار مباشرة إلى وزارة الدفاع، حيث خضعت لدورة تدريبية مكثفة، استمرت أسبوعاً خصصت لتقنيات حروب العصابات، وبعدها التقيت رئيسة حكومة إسرائيل آنذاك «غولدا مائير»، ومن بين ما قالته لي «إن في بلادكم نيلاً ومياهاً وفيرة للزراعة».

وكانت مجمل اللقاءات تتمركز حول سبل مدنا بالسلاح، وكان الإسرائيليون حذرين في ذلك، نسبة لأن الدول المحيطة بالسودان لا ترغب في التورط في عمليات نقل السلاح، فاقترحت عليهم تجربتنا في الكونغو التي كنا ننقل السلاح عبرها من خلال الاسقاط الجوي، ووجد المقترح قبولاً من قبل الإسرائيليين الذي شرعوا بعد ذلك في وضع الخرائط، ووصلتنا امدادات السلاح خلال أقل من شهر، بسرية تامة.

– ألم تكن الخرطوم على علم؟

— لم تعلم الخرطوم بأمرنا إلا بعد حدوث تفوق في موازين القوى لمصلحتنا، لكن الزمن بين تسليحنا من قبل إسرائيل وانطلاق مفاوضات اديس ابابا التي افضت الى تحقيق السلام وايقاف الحرب كان قصيراً، لم يزد على ستة أشهر.

– الآن بعد استقلال جنوب السودان وانفصاله عن الشمال ما مشاعرك؟

— أنا سعيد باستقلال جنوب السودان الذي جاء بعد سنوات طويلة من المعاناة وأعداد كبيرة من الضحايا، لكنني أتوقع رجوع الجنوب والشمال إلى دولة موحدة وقوية، فألمانيا عادت دولة موحدة وقوية بعد (40) عاماً من الانفصال بين غربها وشرقها.

– متى وكيف خرجت من الجيش السوداني الذي كنت جنرالاً عاملاً فيه؟

— الجيش السوداني اخذ الطابع العنصري في عهد عبود (1958 – 1964) وبدأ بتنفيذ أجندة سياسية ضد الجنوب، وقبلها قامت القيادة العامة في الخرطوم بتسريح الفرقة الاستوائية واستبدالها بفرقة شمالية، لذا قررت الخروج من القوات المسلحة وتأسيس جناح عسكري لأول حركة تحرر في جنوب السودان، هي انيانيا 1 (معناها السم القاتل)، فمهمتي كانت صعبة، وقتها ليس لديها سلاح، وقد قمت بالاتصال بقدامى المحاربين من جنود الكتيبة الاستوائية، وبدأنا التدريب.

– متى بدأت الحركة معاركها العسكرية ضد نظام الخرطوم؟

— أول معركة بيننا وبين الجيش كانت في سبتمبر 1963 في طريق «ياي، مريدي»، وكنت أحمل «بانقا»، ولدينا فقط ثلاث بنادق قديمة هي «فوروفو، موريس مارتيني، أبولافتة»، حصلنا عليها من المواطنين، لكن بعدها استفدنا من المشكلات التي وقعت في الكونغو، وتم طرد جيش السابا «قوات لوممبا»، وكثير منهم جاء الى السودان وقام ببيع أسلحته، وأيضاً أفادتنا الحرب بين العرب وإسرائيل كثيراً في جانب التسليح.

– ما أهداف «أنيانيا 1»؟

— هدفها تحرير جنوب السودان، باعتبار أن السياسيين الجنوبيين كانوا قد طالبوا بحكم فيدرالي، إلا أن الشماليين رفضوا.

– مقاطعاً.. متى رفضوا؟

— يا ابني مشكلة جنوب السودان بدأت منذ عام 1947م، وقبل هذا التاريخ كان نظام الحكم في جنوب السودان يختلف عن شماله، الجنوب كان قريباً من شرق إفريقيا في توجهاته، والشمال كان أقرب الى مصر، وكلاهما تحت الحكم الانجليزي، وتم توحيدهما في عام ،1947 وهذا كان اكبر خطأ، وقتها طالب الجنوبيون بحكم ذاتي إقليمي، مقابل بقائهم ضمن السودان الموحد، لكنّ الشماليين رفضوا المقترح.

– لكنّ القادة الجنوبيين كانوا جزءاً من مؤتمر جوبا عام 1947؟

— ما تم في مؤتمر جوبا هو تعليمات ووصايا، ليس هنالك تداول أو نقاش، كل ما تم هو أن الانجليز جاءوا لإبلاغ الجنوبيين بأن بريطانيا قررت أن يكون السودان موحداً، وهذه الوحدة بدأت قسرية واستمرت هكذا الى يومنا هذا، والشماليون كانوا من وراء إصرار المستعمر على توحيد السودان بالقوة، لانهم كانوا أقرب الى المستعمر من الجنوبيين.

– لماذا اتجهتم إلى حمل السلاح بدلاً عن التفاوض في أعقاب الاستقلال؟

— القادة الجنوبيون السياسيون القدامى في تنظيم الاحرار تحدثوا كثيراً مع الشمال، وطالبوه بحكم فيدرالي يراعي الحقوق الثقافية والدينية لشعب الاقليم، لكن الشماليين «رأسهم قوي»، ولا يستفيدون من التجارب، لذلك لم يكن امامنا إلا حمل السلاح والقتال.

فالسياسيون الشماليون سلموا الفريق عبود السلطة بغرض قهر الجنوب ومنعه من المطالبة بالحكم الفيدرالي، وبدلاً من أن يتم حل قضية الجنوب سلمياً من داخل البرلمان، فضّل الشماليون الحل العسكري، لذلك سلموا عبود السلطة، لذا فقد الساسة الجنوبيون الأمل في الحوار السلمي.

– ما أسوأ فترة حكم بنسبة للجنوبيين؟

— بعد الانقاذ، أكثر فترة قُتل فيها الجنوبيون كانت فترة حكومة محمد أحمد المحجوب، فحكومة المحجوب هي التي وجهت باغتيال الزعيم وليم دينق، وتم تنفيذها بواسطة قوة أتت من الشمال ونصبت كميناً للزعيم وليم دينق في طريقه من رومبيك الى تونج.

– هل شاركتم في مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965؟

— نعم، ذهب وفد من الحركة برئاسة أقري جادين، وفشلت المفاوضات، ولو وافق الشماليون حينها على مطالب الجنوبيين التي قدمت في مؤتمر المائدة، لتم حل المشكلة، فمطلب الجنوبيين كان الفيدرالية.

– كيف ذهبتم إلى أديس أبابا عام 1972؟

— الحكومة في الخرطوم هي من طلب التفاوض، وقامت بالاتصال بمندوب الحركة في لندن ماندونق قرنق، بوساطة سفير السودان لدى بريطانيا، وقرنق أبلغنا بأن الحكومة تريد أن تدخل معنا في مفاوضات، قلت له إذا كانت الحكومة قد اعترفت بقضية الجنوب، فليس لدينا مانع، وقبل ذلك بفترة قال الرئيس السابق جعفر نميري إن المواطنين في جنوب السودان يختلفون عن مواطني شمال السودان ثقافياً وعرقياً، لذا لديهم الحق في المطالبة بالحكم الاقليمي، وهذا الحديث هو الذي فتح باب المناقشات، وأنا قلت إن السياسيين قبلي كانوا يطالبون بهذا، لذلك وافقنا على المفاوضات برئاسة رئيس الحزب الفيدرالي أزبوني منديري، وهو من قدامى السياسيين في الجنوب، بجانب جوزيف أوديقو، وبعد مفاوضات طويلة تم التوقيع على الاتفاقية.

. الإمارات اليوم

تعليق واحد

  1. مطالب الجنوبيين كانت فقط الفيدرالية وهى حكم أنفسهم بأنفسهم من دون هيمنة المركز انه مطلب كان قاسيا فى تلك الايام لكن عاديا فى هذه الايام

  2. جوزيف لاقو سعيد بالإستقلال وفي نفس الوقت يتوقع أن تحدث الوحدة كما حدثت بين الألمانيتين ولو بعد40 سنة ، أنا أتوقع أن الجنوب بعد هذه المدة يصبح أربعة دول والشمال كذلك ، ثم تتوحد هذه الدويلات الثمانية مرة أخرى لتشكل الولايات المتحدة السودانية طبعاً في هذا التاريخ أمريكا تكون إدمرت مثلها مثل روسيا وأصبحت دولة ضعيفة ، ونعمل لوتري لأخوانا الأفارقة للقدوم إلى هذه الولايات المتحدة الجديدة والمساهمة في بناء هذه الدولة الفتية ..

  3. 1- يا جوزيف لاغو ، هذه كلّها حجج واهية ، لا يمكن أن تبرّر تدمير إقتصاد السودان ؟؟؟

    2- يا جوزيف لاغو ، هذه الحجج ، لا يمكن أن تبرّر وصولكم إلى السلطة عبر البندقيّة ؟؟؟

    3- يا جوزيف لاغو ، من هم القادة الجنوبيون السياسيون القدامى في تنظيم الأحرار ؟؟؟

    4- يا جوزيف لاغو ، من هم الطبّاط الأحرار الذين نفّذوا إنقلاب مايو المؤدلج يساراً ؟؟؟

    5- يا جوزيف لاغو ، لماذا تحوّلت مايو العسكريّة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ؟؟؟

    6- يا جوزيف لاغو ، هل الحريّة عند العساكر تعني الإطاحة بالدولة المدنيّة الديمقراطيّة ؟؟؟

    7- يا جوزيف لاغو ، المحجوب كان قويّاً ، وتصرّف تصرّفاً دستوريّاً من أجل الوحدة ؟؟؟

    8- يا جوزيف لاغو ، عبدالله خليل كان قويّاً ، وتصرّف تصرّفاً دستوريّاً من أجل الأرض ؟؟؟

    9- يا جوزيف لاغو ، عبّود كان عبقريّاً ، عندما ربط الجنوب والشمال بالسكك الحديّة وبالأساطيل النهريّة ؟؟؟

    10- يا جوزيف لاغو ، النميري كان عبقريّاً عندما حاول بناء شبكة الجنوب الكهربائيّة ، و لكنّك لم تسمح ببناء تلك الشبكة ، عندما كنت أنت حاكماً للحنوب ؟؟؟

    11- يا جوزيف لاغو ، أرجو أن تفهم أنت والفلاسفة من أمثالك ، أنّ التجارب السياسيّة السودانيّة عموماً ، قد علّمت السودانيّين ، أنّه ليس مُجدياً للسودان والسودانيين ، أن يحكم الجنوبيّون جنوبهم ، وأن يحكم الغرباويّون غربهم ، وأن يحكم الشرقيّون شرقهم ، وأن يحكم الشماليّون شمالهم ، وأن يحكم الوسطيّون وسطهم ؟؟؟

    12- يا جوزيف لاغو ، أرجو أن تفهم أنت والعساكر من أمثالك ، أنّ التجارب السياسيّة الجنوبيّة خصوصاً ، قد علّمت الجنوبيّين والشماليّين معاً ، انّ الجنوب تحكمه خصوصيّة مجانيّة ذكيّة وقويّة ، لا يُمكن الإطاحة بها أونطجيّاً وبلطجيّاً وزلنطحيّاً ، ولا مُبرّر للإطاحة بها ، والبديل عنها مُكلّف ، وغبي وزلنطحي وبلطجي وأونطجي ؟؟؟

    13 – عاشت الخصوصيّة السودانيّة العبقريّة ، ذات الأبعاد الأخلاقيّة المُستمدّة من القيم والمثل والأعراف السودانيّة المثاليّة ، التي طالما أيّدتها الكتب والرسالات السماويّة ؟؟؟

    14- عاش السودان حرّاً ، مُستقلاّ ، موّحداً ، قويّاً ، عبقريّاً ، غنيّاً ، برغم أنف البلاطجة والربابيط والحراميّة والكذّابين والأفّاكين والدجّالين والمجرمين ، الأنانيّة والأنيانيا والثعابين ؟؟؟

    15- سوف يبقى السودان للسودانيّين الملوّنين الطيّبين الكريمين المضيافين الصابرين ، وسوف يبقى النيل للنيليّين ، برغم أنف الدخلاء العملاء المكّاراين الحاقدين ، الذين نزحوا إلى وادي النيل ، من منطقة مالي ، ومن جزر القمر ، ومن بلاد الواغ واغ والّلغلاغ ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..