من يحملون (البُقَج) ليس بينهم باقان!ا

بشفافية

من يحملون (البُقَج) ليس بينهم باقان!!

حيدر المكاشفي

٭ بمنطق اللواء الدكتور محمد العباس، الخبير العسكري المعروف، الذي تنبأ بأن السيد باقان سيكون أول لاجيء جنوبي بدولة الشمال حال إنفصال الجنوب، مستنداً على فرضية أن الجيش الشعبي تستحكم عليه عقلية القبيلة، ووفقاً لهذه العقلية سيحكم سيطرته على الجهاز التنفيذي وتبعاً لذلك فإن السيد باقان سيكون أول المتضررين بإعتباره من قبيلة الشلك، ولن يبق أمامه سوى التوجه الى الشمال كلاجيء جنوبي، بالمنطق هذا نفسه واذا صدقت نبوءة اللواء الدكتور، فإن اللاجيء باقان هذا الذي ذكره لن يكون بأية حال من الاحوال هو باقان أموم، الامين العام الحالي للحركة الشعبية، بل سيكون باقان آخر من عامة الشلك وغمارهم، وذلك لسبب بسيط هو أن باقان أموم متهم عند أنصار هذا المنطق بأنه قد أثرى واغتنى أثناء الحرب وبعد السلام، ويملك أرصدة دولارية ضخمة بالبنوك الاوروبية ومنازل فاخرة في كبريات المدن العالمية، دعك عن العلاقات التي بناها مع دولتي الجوار كينيا ويوغندا، وبنى معها قاعدة استثمارية كبيرة لشخصه ولخاصته، فكيف لرجل بكل هذا الثراء أن يترك كل هذا النعيم اذا ما ادلهمت الخطوب بالجنوب ويركله برجله ثم يحمل (بقجته) على رأسه ويتجه شمالاً يطلب اللجوء؟، الواقع اذا لا قدر الله وقع سيناريو الفوضى وعم الخراب الجنوب فإن آثار هذا الدمار قبل أن تمتد الى دول الجوار والتي هى الآن تتهيب ذلك وتتأهب له، تكون هذه الآثار قد تمددت واستشرت قبل ذلك في الشمال، ولهذا لن يكون باقان وشيعته فقط من قبيلة الشلك هم الذين سيحملون (بقجهم) على رؤوسهم ويضربون في الارض طلباً للنجاة، بل أن أهل سودان ما قبل الانفصال كلهم موعودون بمصيرٍ مماثل، فالسودان كله الآن ليس بعيداً عن الاسباب التي تدفع الى اللجوء، بل هو قريب جداً منها وعلى بُعد خطوات من الصوملة والافغنة والعرقنة وهلمجرا من حالات احترابية وفوضوية اذا ما استمر البعض من الطرفين في دفع البلاد (شمال وجنوب) بقوة نحو الهاوية والمحرقة.
الحروب الاهلية والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي والأمني وانتهاك حقوق الانسان وتهميش بعض الجماعات العرقية أو الدينية أو السياسية، وازدراء المعارضة والعنف السياسي والظروف الاقتصادية والبيئية الضاغطة واحتمالات التدخلات الخارجية، هذه كلها وغيرها من الاسباب الدافعة الى اللجوء، فهل يا ترى نحن بمنجاة منها في ظل ما نشهده من ملاسنات ومطاعنات ومناورات ومماحكات من هذا الجانب أو ذاك، وحول قضايا غاية في الحساسية والأهمية والخطورة؟.
صحيح أن سيناريو الخلافات البينية والصراعات القبلية بل وحتى صراع المطامع والمطامح الشخصية ليس مستبعداً حدوثه بالجنوب، ولكن الأصح أن لا يكون ذلك مدعاة للشماتة على طريقة جحا حين قيل له يا جحا النار شبت في منزل جارك فلم يأبه أو يكترث، وقال لهم ما شأني بها ما دامت بعيدة عن داري؟، وعندما قيل له وصلت الى دارك، قال ليس مهماً ما دامت بعيدة عن حجرتي، وما زالوا يحذرونه من النار المندلعة وهو لا يهتم حتى اندلعت في ثيابه التي يرتديها. إننا بالحق أمام قضايا مفصلية بعضها شديد الخطورة وبعضها قنابل موقوتة، وكلها تحتاج الى بصر ومباصرة وحكمة وسداد ومقاربة وتسديد، فإما عبور بسلام أو سقوط مدوٍ.

الصحافة

تعليق واحد

  1. انا شمالى عشت فى الجنوب فترة طويلة احتكيت بمجتمعاتهم اعرف بهم من اى شمالى اخر ولى اسرار منذ الحرب دائرة الانفصال رغبة الدينكا ليستعمروا القبائل الاخرى واى جنوبى يقولك الدينكاوى استعمارى اكتر من الشمالى

  2. يا مهدي كونك شمالي و عشت في الجنوب دي مفهومة ، أما كونك تعرف الجنوب أكثر من أي شمالي فهذه غير صحيحة … قل : أعرف الجنوب أفضل من كثيرين … و لا تنسى أن شكار نفسو إبليس ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..