طلاب الجامعات والمخدرات

طلاب الجامعات والمخدرات

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
28 يونية 2010

اطلعت على التقارير ووالمقالات والأعمدة والبحوث المنشورة وخلاصاتها التى وردت بعدد من الصحف اليومية عن المخدرات وانتشارها فى الأعوام الأخيرة، وما يهمنى منها كأستاذ جامعى متفاعل مع طلابه منذ العام 1982م وكمتخصص فى علوم السموم ، والمخدرات تقع ضمن السموم الاجتماعية، ماجاء فى هذه الاحصائيات بأن حوالى 10% من طلاب الجامعات يتعاطونها.

السموم الاجتماعية بصفة عامة غالية الثمن بدأ من الخمور والبنقو وانتهاءا بالمورفين والكوكائين. الطلاب شريحة من شرائح المجتمع لكنها أكثر وعيا من بقية الشرائح. سيقول علماء الاجتماع وعلماء النفس بأن الطلاب بحكم سنهم ومراهقتهم شريحة حساسة وتمر بكثير من لحظات الضعف..الخ، ونتفق معهم فى ذلك، لكنها فى نهاية الأمر شريحة واعية وتوجد فى وسط لايتوفر لبقية الشرائح وهو الوسط الجامعى بما فيه من نظم واشراف وانضباط وتفاعل بين الطلاب من عدة جهات والأساتذة ، ناهيك عن وجود الجنس الآخر الذى يفرض شئ من الانضباط على الشباب. كما أن الجامعات مجتمع محصور وتقريبا يعرف كل منهم الآخر وفيه تنتشر الشائعات ان وجدت بسرعة سريان النار فى الهشيم.

المستوى المادى للطلاب ، على الأقل طوال السنوات العشر الأخيرة متدن للغاية لدرجة أن أغلبهم لا يستطيع دفع رسوم التسجيل، بل لايستطيع شراء الكراس أو كتاب جامعى لايتعدى سعره ست جنيهات. أغلبهم يتناول وجبتين فى اليوم احداهن حوالى منتصف النهار (فطور- غداء) حتى يتجنب الغداء والثانية بعد المغرب (غداء- عشاء). الوجبة لاتتعدى ساندوتش فول أو فاصوليا والوجبة التانية عدس بالقراصة أو الخبز أو فتة ماء الفول وماء الجبنة. أما الشاى والقهوة والبارد فهى رفاهيات. أغلبهم لا يتعامل مع وسائل المواصلات ويعتمدون على مايطلق عليه الأحباء فى مصر (أتوبيس 11).

فى السابق كنا نرى بعض الطلاب يتعاطى السجائر والبعض الآخر الساعوط، وبعض ثالث كلاهما. بل كان بعض الطلاب يتعاطى الخمر الذى كان يتوفر داخل الجامعات نفسها بواسطة أشخاص يعملون داخل الجامعة. كان الكثير من هؤلاء الطلاب أكبر سنا منا نحن أساتذتهم فى ذلك الزمان. أما حاليا فان أغلبية الطلاب بالجامعات الحكومية لم يكملوا طفولتهم بعد وفجأة وجدوا أنفسهم بالجامعات. صغار سنا وحجما، لكنهم بحمدالله يتحملون مسؤولياتهم بكل الجدية، خاصة الطالبات. أما الطالب الذى يوفر له أهله مايكفيه ويفيض فمن الصعب عليه أن يميز نفسه عن زملائه بل يشاركهم مالدية ويشاركهم بؤسهم أيضا. نحن لانتحدث عما يجرى بالجامعات الخاصة التى تعتمد على أبناء وبنات المغتربين أو الأثرياء. فنحن لا نعرف عنهم شيئا كثيرا، لكن نظن فيهم خيرا، فهم سودانيون وأبناء سودانيين.

عليه نقول لأهل طلابنا وطالباتنا أن يناموا مطمئنين ولم تسجل حالات تعاطى مخدرات بالرقم المذكور، وطوال تواجدى بجامعة الجزيرة جاءنى طالب واحد فقط معترفا بأنه مدمن بنقو منذ أن كان بالمدرسة المتوسطة، وينطبق ذات الشئ على كل أبناء الحى الذى يعيش فيه بالمدينة، وطالبنى بالنصح والمساعدة فى التخلص من هذا الادمان، وقد كان والحمدلله.

الطالب الحالى لايملك مايدفعه لمثل هذه الأشياء بما فيها السجائر. ثانيا الوعى الدينى بين الطلاب مرتفع جدا. العلاقات بينهم قوية بدرجة لاتسمح لهم بالتسكع ولايوجد لديهم أوقات فراغ. الانفتاح مابين الطلاب والطالبات له ايجابيات حيث يود كل منهم أن يبدوا فى أحس وأبهى

صورة، ولا يوجد بينهم ماكان يوجد بين جيلنا نحن من أولاد وبنات من تعقيدات وخجل مبالغ فيه.

كما توجد بعمادة الطلاب مجموعة من الأخصائييبن الاجتماعيين تلعب دورا رئيسيا فى حل كل أو جل مشاكل الطلاب: اجتماعية، مادية، أكاديمية أو صحية.

عليه لا تنسوا أن طلابنا هم سلاحنا للمستقبل. لا نظن أن مستقبلنا سيديره 10% من المدمنين، ولا توجد هذه النسبة فى أى من دول العالم. لا أظن أن نسب المتعاطين بالسودان ككل تتعدى 0.5%، فلماذا تكون النسبة وسط طلاب الجامعات 10%. مبالغة، اليست كذلك؟

لا ننسى أن الكثير من الناس، خاصة الشباب عندما يسال ماذا تعمل، يقول طالب جامعى. فى الحقيقة الأمر هو عاطل ولايريد أن يقول ذلك لمن سأله. ينطبق ذات الشئ على كثير من البنات اللائى يمارسن الدعارة أو يبعن الخمور البلدية عندما يسألهم السائل أين تعملين أو من أنت تدعى بأنها طالبة بجامعة كذا ، وهو كذب أدى الى الاساءة لسمعة الطالبات الجامعيات.

الاحصائيات مهمة، لكن لابد من التأكد من الشخصية، أى وجود بطاقة شخصية وبطاقة جامعية حديثة سارية المفعول. أيها الآباء وأيتها الأمهات، نرجو أن لاتهزكم مثل هذه البيانات فأبناؤكم وبناتكم بخير وفى أيد أمينة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..