الهشابة حاج علي.. السرطان على الأبواب

في العام 1992م تم اكتشاف أول حالة إصابة بمرض السرطان في قرية الهشابة حاج علي جنوب محلية القطينة، غير أن المرض الذي انتشر بشكل مخيف وخفي في الوقت ذاته بدأ يحصد الأرواح وأن كان ذلك في أوقات متفرقة، وبلغ عدد الوفيات حوالي (35) حالة وفاة وفقاً لاحصائيات غير رسمية، والحالات الوحيدة التي رصدتها الأجهزة الرسمية حتى الآن هي لخمسة أشخاص بينهم شاب في مقتبل العمر يشتبه في إصابتة بالمرض، ولكن أسرته لاتملك المال اللازم لنقله للخرطوم لإجراء الفحوصات، وتفتقر قرية الهشابة حاج علي والقرى المحيطة بها، التي يقدر عددها بنحو ست،لأبسط مقومات الصحة، ويقول مواطنون: إن كل حالات الإصابة في الهشابة التي يتم تشخصيها في المركز الصحي لا تتجاوز الملاريا والتايفويد، ويقول موسى خالد عبد الكريم، وهو رجل في عقد السادس، إنه ظل يعاني من مرض كان مجهولاً حتى نهايات العام 2013م، ويؤكد: (مشيت قابلت الأطباء في الخرطوم قالوا لي: عندك حمى مالطية وبديت آخد في العلاج)، ويضيف: (ما بقيت كويس وكنت باخد في العلاج لغاية ما سافرت القاهرة وعملوا لي فحوصات شاملة واتضح لهم أني مصاب بأورام خبيثة في الكلى)، ويقول إنه أجرى عملية جراحية لاستئصال الكلية بعد أن بدأت الأورام الخبيثة في الانتقال للحالب، غير أن موسى اكتشف أنه مصاب بالسرطان في الرئة أيضاً ولايزال يتابع علاجه في القاهرة، وموسى، هو واحد من خمسة أشخاص تم تسجيلهم رسمياً من قبل السلطات الصحية بالولاية مصابين بالسرطان، فيما أكدت وزارة الصحة بالولاية اهتمامها بما يجري في الهشابة وقدرتها على التدخل، ويقول المدير العام للوزارة موسى الماجري: ( سوف نرسل فريق طبي مختص لإجراء مسح ميداني في المنطقة)، ويؤكد: ( هنالك أسباب كثيرة لانتشار مرض السرطان وسنتقصى عنها)، ويشير إلى أن الوزارة تولي اهتماماً بكل البلاغات التي تصلها عن الأمراض، ويضيف: (وفرنا أجهزة ومعدات طبية لمركز صحي الهشابة في إطار سياسات الوزارة الرامية للتوسع في التغطية الصحية تنفيذاً لموجهات الخارطة الصحية).

التيار