ختان الإناث.. جهود لإعلان السودان خالٍ من الظاهرة.. دراسات وبحوث

الخرطوم – زهرة عكاشة
تظل مخاطر ختان الإناث إحدى الهموم التي تؤرق مضجع القائمين على أمر الطفولة، ولاسيما أضراره بالغة الخطورة على حياة الطفلات، فهو عادة وتقليد درج ممارسته في سن الطفولة لكن تستمر آثاره مدى الحياة، لذلك نجد جهوداً تبذل للتخلي عنها نهائياً.
المجلس القومي لرعاية الطفولة وعدد من الشركاء على رأسهم منظمة اليونسيف وإدارة التنمية الدولية البريطانية، لم يهدأ لهم بال إلا بعد توقف تلك الاعتداءات التي تمارس على الطفلات قسراً، منتهكين حقوقهنّ في الحفاظ على أراوحهم وأجسادهم سليمة معافية من الأمراض والتشوهات.
تبادل المعرفة
لتعزيز وتوسيع قاعدة المعلومات والمعرفة وتطوير الخطط الاستراتيجية، كان لابد من الاهتمام بالدراسات والبحوث لعدم وجود استرايجية قومية في هذا الشأن، بالرغم من وجود مراجعات مكتبية متعلقة بختان الإناث في السودان، لذلك عقدت مجموعة العمل القومية للأعراف الاجتماعية، في أكتوبر (2015) مؤتمراً ناقشت فيه تبادل المعرفة بشأن النساء والفتيات في السودان، عقب ذلك تكفل برنامج (سودان خال من ختان الإناث) بإجراء (6) دراسات، وفي 21 نوفمبر الجاري تداعى المهتمون بأمر الطفولة في السودان من جامعات وأطباء ومجلس طبي ومنظمات دولية ومجتمع مدني، لمناقشة دراسات وبحوث ختان الإناث بقاعة فندق كورنيثا التي أعدت للاستناد عليها كأسس معرفية وبراهين علمية، في إطار دعم الاستراتيجية القومية للتخلي عن ختان الإناث خلال جيل (2008 ? 2018)م، وبرنامج سودان خالٍ من ختان الإناث الذي تم تـأسيسه في (2013)م، كبرنامج قائم على الشراكة على مدى خمس سنوات مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونسيف وإدارة التنمية الدولية البريطانية، بهدف خفض نسبة (3%) من انتشار ختان الإناث بين الفتيات والنساء، وكذلك خفض نسبة النساء الذين يريدون استمرار الممارسة إلى (10%)، والتزام (1400) مجتمع بالتخلي الجماعي عنه.
تحليل متعمق
دراسة التحليل المتعمق باستخدام المسوحات الصحية الأسرية في السودان (2006) و(2010) والمسح العنقودي متعدد المؤشرات (2014)، حول ختان الإناث قدمها الأستاذ عيسى أبكر من الجهاز المركزي للإحصاء، بعد أن كشفت المسوحات عن نسبة الممارسة التي بلغت على المستوى القومي (86,6%) وفي ولاية الخرطوم (87,5%)، قال: “يجب التعامل مع هذه الممارسة على أنها مخاطرة وليست ظاهرة، وبحسب المسح العنقودي متعدد المؤشرات قدرت نسبة انتشار الممارسة وسط البنات في سن (0 ? 14) سنة (31,5%)، و(86,6%) بين النساء في سن الإنجاب من (15 ? 49) سنة، وتفاوت النسبة في الولايات، حيث بلغت في ولاية وسط دارفور (45%) إلى (98%) في شمال كردفان، ونحو ثلث الولايات في السودان تنتشر فيها الممارسة بنسبة (94 ? 98%)”، ومن خلال المقارنة وجد الأستاذ عيسى تفاوت في نسبة الممارسة بين الولايات تترامح بين (71,5%) و(99,3%) وأشار إلى أن هناك (13) ولاية تنتشر فيها نسبة الممارسة من أصل (18) ولاية بنفس المعدلات، ونفت المسوحات أي ارتباط بين المعرفة بختان الإناث والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم أو حجم التعليم، وأوضحت أنه يحدث في أغلب الأحيان في الفئة العمرية من (5 ? 9) سنوات.
اختلاف الأجيال
وأشار إلى أن مشاركة الكادر الطبي في الممارسة زادت من (55,6%) إلى (76%) بين النساء في الفئة العمرية من (15 ? 49) سنة، وأن التحليل متعدد المتغيرات أظهر مكان الإقامة والتعليم والعمر عند الزواج وحالة ختان الإناث، وموقف رفض ختان الإناث بالنسبة للأمهات عوامل لها تأثير كبير، وتنطوي على مخاطر أكبر في أن تختن البنات، ولفت إلى أن هناك بعض المؤشرات تبين انخفاض الممارسة في الولايات التي بها برامج للتخلي عن الممارسة، كما نجد أن الفتيات اللائي يعشنّ في المناطق الريفية أكثر عرضة للختان بنسبة (20,7%) من المناطق الحضرية. وخلصت مقارنة أستاذ عيسى إلى أن الممارسة انخفضت بنسبة (22 و25%) بين الفئات العمرية (15 ? 29) سنة والفئة العمرية من (30 ? 34) سنة على التوالي مقارنة بالفئة العمرية من (0 ? 14) سنة، وقال إن الاختلاف كبير لدى الأجيال الشابة مقارنة بالأجيال الأكبر، وإذا تم المحافظة على هذه الفروقات أكد إمكانية التخلي عن ختان الإناث تماماً في (2040)م، وعزز من احتمال انخفاض نسبة الممارسة وسط الأمهات الشابات اللائي يتمتعنّ بمستوى تعليمي جيد أو تزوجنّ في سن أبكر. وأوصى بضرورة وجود بيانات خاصة بسمات كل ولاية لتقييم التدخلات والسوحات المستقبلية، متضمنة الاأصول الإثنية والهجرة، بالإضافة إلى تكثيف التدخلات الخاصة بالتخلي التي تستهدف الأجيال ذات الاتجاهات المنخفضة في الممارسة.
منهج مدارس القابلات
أما الدراسة التي حملت عنوان “دراسة أساسية حول المعرفة والمواقف والاتجاهات والممارسات للقابلات بشأن ختان الإناث قبل التحاقهم بالمنهج الجديد لمدارس القابلات بولايتي كسلا والخرطوم”، التي قدمتها بروفيسور نفيسة بدري من جامعة الأحفاد هدفت للخروج بأدلة ضرورية وإدخال ختان الإناث في منهج مدارس القبالة ومستقبل أبعاد الممارسة من قبل القابلات المدربات، العينة العشوائية شملت (308) طالبة في السنة الأولى لتقييم المعرفة والمواقف والإدراك تجاه الختان وأظهرت النتائج أن (87%) تلقين التعليم الأساسي أو الثانوي و(16%) فقط تلقين تدريباً له علاقة بالختان، و(6,8%) عرفوا ختان الإناث بشكل صحيح و(69,8%) أفدن بوجود أنواع مختلفة منه، لكنهنّ يجهلنّ تعريف منظمة الصحة العالمية له، وأرجعت (58%) منهنّ الممارسة للتقاليد، بينما كان تقليل الرغبة الجنسية (34%) والدين (27%)، ويرى (89,9%) ضرورة توقف الممارسة، فيما ترجح (55%) التخلي عنها في القريب، وخرجت الدراسة بأن هناك حاجة إلى معارف إضافية لتغير الاعتقاد الخاطئ السائد.
الصحة وكليات الطب
دراسة أساسية حول تدريس الممارسات التقليدية الضارة وختان الإناث ضمن منهج التدريب الأساسي لمدارس الصحة وكليات الطب في السودان، التي قدمتها دكتورة سارة مصطفى أبانت نتائجها إتمام مراجعة ثمانية وعشرين منهجاً طبياً من جملة واحد وثلاثين، وإجراء مقابلات مع (64) مشاركاً، اتضح أن (16) من (31) منهجاً (51,6%) بها محتويات عن ختان الإناث يتم تدريس معظمها في السنة الرابعة والخامسة من خلال مواد طب المجتمع، التوليد وأمراض النساء وطب الأطفال، وكانت مراجعة المناهج الدراسية والمقابلات غير كافية بشأن توفير المعلومات الكاملة عن عدد الساعات والأساليب المستخدمة لقياس المعرفة بختان الإناث، لذلك لابد من إعداد مواد تعليمية تتسم بالحساسية تجاه الإطار الثقافي والاجتماعي مع عدد ساعات واضحة وأساليب قياس من المفترض الانتظام فيها كجزء من دراسات الصحة العقلية.
تحليل وتوثيق
كما قدمت أيضاً د. ليلى النيل دراسة مراجعة مكتبية للمواد الإعلامية المتاحة والمتعلقة بالمعلومات والثقافة والتواصل بشأن ختان الإناث في السودان، تحليل وتوثيق الإعلانات الجماعية للتخلي عن ختان الإناث في السودان، كما قدمت د. فائزة حسين دراسة إجراءات صنع القرار بشأن ختان الإناث داخل الأسر من مختلف الخلفيات والخبرات والمواقف في ولاية الخرطوم.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..