حنتوب وافاق المعرفة فى سوابق الأزمان

حنتوب وافاق النعرفه فى سوابق الأزمان

الطيب السلاوي
[email][email protected][/email]

سعدت ايما سعاده وابتهجت ايما ابتهاج بمشاهدة جلسة تليفزيونية جمعت بين مجموعة خيرة من كرام الرجال ألأوفياء من خريجى مدرسة حنتوب تذاكروا خلالها فى نشوة وفرحة غامره شيئا مما اختزنته عقولهم النيره عن معهدهم العريق ومرتع صباهم الفريد .. حنتوب التى جمعت بينى وبينهم دراسة فى صباي الباكر وعملا فى اسعد اايامها (عام العيد الفضى) ومشاعر واحاسيس على مر ا ألأيام رغم تباعد الزمان واختلاف الظروف … بعدد السنين والحساب ومما جاء على السنتهم عن تواريخ تخرجهم فى ذلك الصرح التعليمى الشامخ تبين انهم كانوا جميعا ممن سعد الكثيرون من زملاء دربى من االمعلمين “بزمالتهم” فى حنتوب كانوا همو من الجالسين وابناء جيليى ومن سبقونا من المعلمين هم الواقفون امامهم يبادلونهم المعارف والخبرات فى عملية اشبه ما تكون ب “Give and Take – خد وهات ”
تحدث اولئك ألأخوة الكرام عن كل ماهو جميل وبهيج وشائق عن حنتوب .. احاديث لا شك انها قد ايقظت الشجون لدى الكثيرين من خريجى حنتوب الأوائل واثارت طيب الذكريات فى نفوس ووجدان كل من كانت له صلة بتلك البقعة الطاهره على مدى الثمانية واربعين عاما من عمرها كمدرسة ثانويه قبل ان “يميل ميزانها وتافل شمسها” كما حدث من قبل لكلية غردون التى كانت اوفر حظا منها.. اذ كان من نتاج ميلان ميزانها وافول شمسها فى عام 1946 ان “برزت من قرابها وادى سيدنا وانبرت من عرينها حنتوب” .. ولكن “حنتوبنا” ذهبت ولن تعود واضحت صورا وذكرى . والحديث عن حنتوب لا ينتهى ولا يمكن ان يتوقف ..ما التقى اثنان ممن كانت لهما بها صلة الا وكانت هى ثالثتهما .. تلكم الكوكبة الخيرة من خريجيها وعلى مدى اكثر من ساعة من الزمن قالوا عنها الكثيرالمثير ..ذكريات “صادقة وجميله” لماض كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الأشراق – ولو ترك مخرج البرنامج لهم العنان ولم يقيدهم بزمن محدود – يقينى – لبقى المشاهدون فى اماكنهم الى ساعة نشر هذا المقال..
اعجبنى كثيرا ما جادت به قرائحهم عن حنتوب كمبدا وفكره وخبرات وتجارب اجيال تأصلت فى اعماق النفوس .. بيئة تربوية ليس لها حدود او اسوار.. مكان رحب للأنطلاق الذهنى والمعرفى والوجدانى يوحى للدارسين فيه بآفاق المستقبل المشرق ويسعد المعلمين بانهم باقون على مرالسنين بين من وصفهم امير الشعراء “كاد المعلم ان يكون رسولا” وفى منظومة من قال عنهم التربوى ألأمريكى “هنرى آدامز Teachers affect eternity,infinity and beyond; it is next to impossible to ascertain when or where that effect comes to an end .المعلمون يؤثرون فى اللانهائيه والأبديه وما بعدهما ومن العسيران نعلم اين ومتى يتوقف ذلك التاثير . اشاد المتحدثون بجهود معلميهم تدريسا وهداية وارشادا .. ذكروا فيمن ذكروا ربان السفينة الماهر.. المعلم الفذ والمربى الفاضل المستر لويس ويلش براون – ناظر حنتوب لمدة تسع سنوات متعاقبه الذى آثر البقاء مع طلابه متساميا عن ترقية كانت مستحقة له..وهو الذى ترك من الأثارألأيجابيه والبصمات الخالدات فى كل ركن من اركان الصرح الشامخ الذى احبه وافتتن بالعمل فيه – يقينى انه ما كان يحمل فى اى لحظة اثناء فترة بقائه فى كلية غردون وحنتوب الا كل احاسيس ألأبوة الرحيمة للصغار من طلابه ومشاعرالأخوة الكريمة لكبارهم ولزملائه المعلمين و معاونيهم من العاملين على حد سواء .. كما ورد على لسان احد المتحدثين اسم معلم الأجيال هاشم “افندى” ضيف الله -عليه فيض من رحمة الله – الذي وصف حنتوب ووادى سيدنا انهما فى السودان تمثلان الصرحين التعليميين العريقين : هارو .. وأيتون فى بريطانيا .. وما تطلع ذلك الشيخ الى انتقال ابنه للدراسة فى حنتوب من بعدعلمه بتخرجه فى جامعة الخرطوم الا دليلا على مكانة حنتوب فى النفوس والوجدان..الشكر اجزله والتقدير اوفره للأخوة الأفاضل على تذكار”ابى ضياء واخوته “- الصول محمد محمود (شاويش محمد) امد الله فى ايامه ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه .. ولعله من بين ما استقر فى نفوس ابناء حنتوب على مر الزمان مما اكتسبوه من معلميهم ذلك ألأحساس بتواضع العلماء اذ لم يذكر الأستاذان الجليلان/ البروف كرار احمد بشير العبادى انه يتولى منصب مدير الجامعة الأهليه واكتفى بقوله “انه يعمل فى ادارة الجامعة الأهليه” مثلما اكتفى البروف عبد الملك محمد عبدالرحمن بذكرموقع عمله الحالى انه يعمل استاذا فى كلية العلوم ولم يشر الى انه كان مديرا لجامعة الخرطوم وهو الذى يعتبر من خيرة واميز من تولوا ذلك المنصب..
المرحوم خليل فرح كان يمنى نفسه ويسال الله ان يمنحه “قدله حافى حالق فى الطريق الشافّى الترام” ..وقد سالنا ونحن ادرى ماذا يتمنى ابناء حنتوب ان يسعدهم به الزمان.. عبورالنيل الأزرق(قطعة بحر) على الرفاص “هدهد” بقيادة عبدو محمد نور ؟.. قدله جوّ قميص ابيض ورداء كاكى عبر ميدان “ألأثيلاتيكس” الذى كانت تتوسطه الحرازه انطلاقا الى (قراوند ون)؟ فشمالا عبر ودعدلان وضيف الله الى ابى عنجه مرورا بالنجومى ثم الى جماع فابى لكيلك فدينار وقوفا وبكاءا على اطلال دقنه (التى احترقت واضحت اثرا بعد عين)وصولا الى قاعة الطعام مرورا بابن العوام؟ ماذا عليكم اذا انطلقتم الى المدخل الرئيسي للمدرسه ووقفتم تحت البرج ثم نظرتم الى اعلاه وضبطتم ساعاتكم؟ ودلفتم الى وقفة امام الجرس واطلعتم على كلمات المستر بريدن داخل اطارها الزجاجى؟.. وعدتم الى قصيدة المرحوم الأستاذ الهادى أدم التى صاغ فيها ما جاء فى رسالة المستر بريدن عن الجرس : طالما لف بصداه البحارا00 يحفز الجند يمنة ويسارا
كلما دق جاوبته جنود00 تاخذ المجدعنوة واقتدارا هاهو اليوم بعد حرب عوان 00 يبتنى للسلام فى الأرض دارا
ولعلى اختصر لكم ألأمر : ماذا ترون فى “هرولة” -“جكة كنترى ريس” اختراق للضاحيه حول الصرح العظيم لتكتمل الصوره الفتانه ونردد مع سفير النوايا الحسنه الاستاذ الكابلى ونقول: يا ربنا يا قادريا واهب كل شيء نادر تجمعنا كمان مره ومره مع ألأحباب فى حنتوب “تتنزل”علينا البهجه و”تنداح” بيننا المسره ؟
ورحم الله كل من انتقل الى دار الخلود والقرار من اهل حنتوب ومن معلميها الأبرار وطلابها يجنون الخلد وألأجر من رب غفور كريم …وامد الله فى ايام من لا يزال ينتطر ..
اخوكم وزميلكم الطيب السلاوى من الولايات المتحده ..

تعليق واحد

  1. بحق انه صرح عظيم لا يعرفه الا من انتمي اليه.. وتلقي التربية والتعليم بها
    كان بها اساتذة قامات ..وكانوا رجالا للعلم بحق وحقيقة
    كانت منابرها الثقافية والسياسية والاجتماعية في غاية الابداع
    وكانت منافساتها الرياضية في قمة الروعة … وملاعبها الغناء تشهد علي ذلك
    والان تم تمديركل جميل بها … لا ادري الشعوب تبني وتحافظ علي الجميل
    لديها..
    ونحن ندمر كل جميل لدينا.. هل هناك عقدة من البعض تجاه هذا الصرح العالي
    حتي تم تدميره بهذه السرعة
    وقد كانت للنيل شامه .. والهدهد علامه …
    ليس لدينا الا البكاء علي الاطلال ..
    كل من تخرج منها يحفظ لها الود والتقدير ..
    ودائما في ترديد ذكريات جميلة لن تنسي

  2. الحب والتقدير لكل اساتدتناالاجلاء
    فحنتوب ليست كبكبة وانما هى منارة ودوحة سامقة حبها يجرى فى دمائنا
    ولعنة الله على ساس ويسوس
    كانت برلمانا طلابيا لكل ربوع وطننا الحبيب التحصيل الاكاديمى الموسيقى المسرح المتطور الرياضة السباحة وكل المناشط
    نتدكر ونترحم على عم هبانى وودالمقلى مصطفى حرس عم عبده ودكان عم صديق ومااروعهم جميعا وبلا استثناء
    والتحية مرة اخرى لاستادنا الجليل السلاوى ومتعك الله بالصجة والعافية

  3. سلام عليك يا اساتذى. حرك مقالك هذا فى ذكريات قديمة ترجع الى المرحلة الثانوية عندما كنا طلاب بوادي سيدنا.سعدت كثيرا بما كتبت ويا ريت لو تكتب عن ذكرياتك بوادى سيدنا الثانوية. وشكرا

  4. الاخ الطيب السلاوى تحية طيبة. لماذا نظام التعليم والقانون ونظام العمل والانتاج فى كل المجالات الزراعية والحيوانية والطبية والسكة حديد الخ الخ الخ ايام المستعمر احسن من ايام الحكم الوطنى؟؟؟ مع ان القانون والدستور كانا علمانيان لكن اخلاق المجتمع وتمسكه بدينه احسن من الآن خاصة حكم الاسلامويون هؤلاء؟؟؟؟بعد الاستقلال ابدلنا المستعمر الاجنبى بمستعمر من بنى جلدتنا واقصد الانظمة العسكرية والشمولية(يسارية او يمينية او دينية) لان فى الديمقراطية مهما حصلت اخطاء والطائفية وهلم جرا الا ان المواطن كان حرا وتوجد سيادة قانون وقضاء مستقل وصحافة حرة وبرلمان منتخب ومنظمات مجتمع مدنى وحق التظاهر الخ الخ الخ!!! والديمقراطية ما كانت مثالية فى السودان لكن العسكر والعقائديين لعنهم الله لم يتركوا لها الفرصة لتنمو وتتعلم من اخطائها وتصير ثقافة مجتمع وحكم!!!وكلما جلست شوية سنين يقطع عليها العسكر او الشموليين التجربة لتاتى بعد سنين طويلة من الكبت لتبدأ من جديد!!!لعنة الله على العسكر والعقائديين المنافقين الكذبة الما عندهم وطنية بمليم وبيفتكروا معارضيهم خونة وهم الخاينة والعمالة تمشى على قدمين وما يدروا بذلك لانهم جهلة ومغرضين مع انهم متعلمين لكن القلم ما بيزيل بلم!!!!!

  5. حنتوب صرح تعليمي شامخ قل ان يجود به الزمان. جئت اليهافي بداية ستينات القرن الماضي وانا شافع يافع من ضواحي كسلا من اب فقير يعمل عامل دريسة في السكة الحديد في احدي المحطات الخلوية والتقيت فيها بزملاء في مثل سني يمثلون كل طبقات المجتمع السوداني حينذاك فقيره وغنيه فصرنا سواسية في نظر الجميع وربطتنا صداقات وصلات رائعة ما زالت باقية حتى يومنا هذا. وتعلمنا على ايدي اساتذة افاضل قل ان يجود الزمان بمثلهم وعلى راسهم الاستاذان حسن احتد الحاج (الحجاج) واللرقم الضخم هاشم صيف الله رحمهم الله رحمة واسعة يعاونهماساتذة اجلاء اذكر منهم ممحمد عبدالباقي -ومحمد محمد علي نمر و احمد عبدالله ومحمد عبدلغفاروعبدالعظيم والتوم ومحمد الشيخ مدني وعبدالفتاح المغربي ومستر اسبيد ومستر تينتون ومستر ماكنزي و حمدالنيل والهادي ادم ومصطفى طيب الاسماء وصلاح محمد الامين وعبدالقادر ابوطاقيةوابوكموزه واسماعيل يس وتوفيق وهواري وكثيرون ممن لم تسعفني الذاكره بذكرهماالان. اطال الله في عمر من كان حيامنهم ورحمه الله لمن فارقنا. كانت حنتوب جامعة بمعنى الكلمة وكل كلمات الدنيا لا تعبر عن ما ما اكنه لهاوما تعلمته فيها خلال اربعة اعوام من اثرى سنوات عمري وابهجها واحلاها. شكرا استاذنا السلاوي فلقد هيجت فينا احليى واطيب الذكريات في هذا الزمان الردئي ومتعك الله بالصحة والعافية

  6. تحياتي استاذ الطيب السلاوي اخي ونسيبي الذي اعتز بكتاباته واتمني ان ان يصدر لك الكتاب الثاني بعد ان اصدرت كتابك الاول كانت لنا ايام وتحدتت فيه عن المرحلة الوسطي في مدني وهو سفر جدير ان يقرؤه اهل التعليم اليوم ليراجعوا امرهم ويصلحوا الخراب الذي عم التعليم عسي ان يعيدوا التعليم سيرته الاولى وان يهتموا بالتعليم الحكومي الذي هو اس الوحدة الوطنية وان يوقفوا انتشار التعليم الخاص الذي اصبح تجارة واستثمار لك تحياتي وكل المعلمين الاحياء منهم واللذين مضوا وتركوا غرسهم يانعا علي مدي الدهور والايام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..