العصيان المدني : الابداع الثوري لا يتوقف

عثمان احمد عثمان

ذهاب الانقاذ امر محتوم لا سبيل الي تفاديه مهما فعلت من حيل تعيسة و مكر السيء، ذهابها ليس بأمر أو تخطيط من جهة معينة بل سيكون بارادة شعب لا يعرف المذلة و الإهانة و لن يقبل سخرية حزب و حكومة حسبت نفسها فوق كل سؤال أو حساب.
تركز وهم طغمة الانقاذ في التصدي للمعارضه الحزبية سلما و عنفا و حسبت ان الأمر ينتهي هنا، لكنها لم تدرس تاريخ الانتفاض السوداني و لم تعرف ان الشعب يبدأ التغيير ثم تلحق به المعارضة و هذا أمر طبيعي في طغمات دموية تنكل بالمعارضين و تنعمل علي قلعهم من الجذور.
لماذا يجب أن تذهب طغمة الانقاذ غير مأسوفا عليها و معها جيشها الجرار من (المصلحنجية) و شذاذ الأفاق الذين يدافعون عن افاعيلها بالباطل و علي الباطل.
لماذا يجب ان تذهب طغمة الانقاذ و كل مؤسساتها الظاهرة و الخفية الماسونية الطابع ؟ و بنظرة عجلي الي أفاعيل طغمة الانقاذ منذ اليوم الأسود 30 يونيو 1989نجد انها قد احدثت خراب سياسي و اقتصادي و اخلاقي علي مستوي الوطن و هو ما يحتاج الي عقود من الزمن لإزالة آثاره و بعضها لن يزول ابدا و بعضها يحتاج الي الجهد الجهيد.
? ذهب ثلث الوطن بفعل سياسات رعناء خرقاء لم تجلب سلما و لا دينا و استقرارا
? المسئولية المباشرة عن مقتل مئات الألوف من السودانيين غير في الجنوب مما ترك جراح ستظل غائرة في الضمير السوداني
? السياسات الاقتصادية التي عززت الانشطة الطفيلية و ما تبعها من ثقافة مماثلة حطت من قدر الانتاج و افقرت قوي المجتمع الحية و تعفنت الخدمة المدنية و العسكرية و تردي العمل السياسي و الدبلوماسي و استشري الفساد الي مستويات مذهلة مع انعدام العدالة و حماية المفسدين بواسطة فقهاء السلطان و رجال القانون.
? التمكين و ما أدراكما التمكين هو السرقة التي تتم بإشراف السلطة و يتم دون حياء او خجل ابعاد ( الما معانا) مهندسين و أطباء و إداريين و من الجبش و الشرطة و الأمن و إحلال منعدمي الكفاءة و الفاسدين مكانهم دون اعتبار لحاجة الوطن و المواطن.تجد احدهم تم تعيينه فوق رؤوس الجميع في الشركة او المؤسسة و بعد ذلك تجده في مجلس ادارة تلك الشركة اة المؤسسة او البنك بوجود يضاعف تكلفة عمله لما يحدثه من خراب.
? زادت وتيرة الاحاسيس العرقية و القبيلية لما لمسه ابناء الوطن من اختلاط العرق بالدين بالسلطة فتولد مزيج تسلط يمكن ان يجد مكانه بامتياز وسط الفاشية و النازية و الستالينية و بذلك وضعت الانقاذ الوطن علي طريق التشظي و التحلل الجيوسياسي.
ذهاب الانقاذ بذلك يصبح من الشروط الضرورية لبقاء السودان بحدوده و شعوبه الحالية و استمرارها لن يعني الا تلاشي الوطن بالكامل فقد ذهب الجنوب و ليس هناك ما يمنع ذهاب اجزاء أخري و قادة الانقاذ يهرفون بان الوطن في خطر و ايراد الامثلة العبيطة عن سوريا و ليبيا و اليمن و الامر الصحيح هو ان استمرار الانقاذ هو ما سيقودنا الي حال تلك البلدان بوضعها الراهن مع اننا في حروب ضروس منذ مجيء الانقاذ و ستستمر حتي زوالها ان شاء الله.
و ذهاب الانقاذ من الشروط الضرورية لاصلاح الاقتصاد الذي تحولت موارده الي املاك خاصة لقطيع الانقاذ المدني و العسكري,تجدهم يتحدثون عن الفقر و دعم الفقراء بإمتنان و سؤء أدب كأنهم لا يتعيشون علي دم هذا الشعب و موارده التي حولوها الي شاهق العمارات و المزارع و عقارات في ارجاء العالم و شهادات جامعات لأبنائهم من جامعات الكفر, لو ان الواحد خيرته بين الجنيه و الدولار (من خزينة الدولة) لأختار الدولار بابتسامة صفراء و لو خيرته بين السوق الرسمي و الموازي لبيع ما حازه حراما لأختار الموازي,لا مانع لأهل الانقاذ من بيع أي اصول صالحة يمتلكها الشعب في الداخل او الخارج ثم يتحدثون عن تحرير الاقتصاد، هل لهم ضمير و هم الواحد فيهم بسبب منصبه الدستوري يمتلك عدة سيارات مصروفها علي الدولة و علاجها و سفره و ضيافته ثم بعدها يتحدث المتخم منهم ان مرتبه لا يكيفه تخيل ذلك لو كان لك عقل, و يتظاهر بانه لا يعرف ما هي حالة المدارس و المصحات و الشفخانات و حال النفايات و الصرف الصحي و السطحي. يمتنون علي الشعب بالاقمصة و الهوت دوق و البيرقير تخيل رحمك الله,
لفشلها الذريع و لأنها أوصلت الناس الي ما لا يطاق صار حال الانقاذ انها ذاهبة لا محالة و هم في قرارة نفسهم يعيشون الفشل يوميا و يعيشون يوم ذهابهم و يتحسبون لمثل هذا الحال لذلك تجدهم قد دبروا امرهم و امر أهلهم و هم يعلمون يقينا ان دوام الحال من المحال و ما أفسدوه شرط اصلاحه الاول ذهابهم.
عثمان احمد عثمان

[email][email protected][/email]