الناس والنظام صراع القيم المعاني والاخلاق

د. يوسف حسين

الديكتاتوريات ذليلة وان انتفخت بالعنجهية واستعراض القوة القاهرة هو الهزيمة بعينها، والديكتاتور دوما يعيش حالة من الوضاعة والانحطاط العميق فهو يدرك مقدار ما ارتكب نظامه من جرائم حقيرة ،ويعرف تماما حجم الموبقات التى يعتاش عليها نظامه ،ويعيش واقعا من الزيف والنفاق والحوجة للتظاهر بالقوة والرجولة ،والحسم وسداد الراى احيانا ، والممالأة والمداهنة احيانا اخرى ، لكن حقيقة الديكتاتور انه فى جوهر وجدانه يتردى فى اسفل اودية المذلة وفقر الروح والضمير والفصام الاخلاقى ،نعم فذات الديكتاتور ألمنتفخ فى خطابه للشعب يمن عليه يوما و ويسخر منه يستهزئ به بذخيرته من ساقط القول والفكر يوما اخرا ، ويهدد ويتوعد ويتلو الكذبة فوق الكذبة دون اعارة ادنى درجة من درجات الاحترام لامة كاملة ، ويعقب كل ذلك برقصات تسلسلت من جلسات السمر الخاصة الى ارفع منبرسيادى لمخاطبة الامة ، ذات الديكتاتور الذى يُحْشَد له البسطاء بعشرات الالاف فى هجير الظهر ،وتغلق من اجله الطرقات ويدوس موكبه على الناس ، واخوته وحاشيته ومدير مكتيه على اعراف وتقاليد وانظمة الدولة والمجتمع ، ذات الدكتاتور الذى يفترض تمثيله للكبرياء الوطنى للامة ،ذات الديكتاتور المنتفخ العظيم بكل تلك االسيرة الذاتية المغموسة فى التكبر والتجبر يتلاشى انتفاخه ويتقزم من الصغار والمذلة امام من يرجوهم احسانا ونصرة. ولا شى اكثر ايضاحا من صورة البشيرمتماهيا فى الجلوس بجانب طفل ال نهيان ، على نفس المقعد كتلميذ غريب فى مدرسة جديدة عليه فالمشهد يختصر ويشرح كل ما يمكن ان يقال.
تلك القيم والنمط الاخلاقى للدكتاتور وللنظام يتم استنساخها على مستوى افراد النظام اينما كان موضعهم اسفل او اعلى الهرم ، وفى تركيبة جميع مؤسساته واروقته .. وحين تبلغ الدكتاتوريا ت مرحلة النهاية يكون خطابها وسلوكها وجميع افعالها هى الحاامل الاول لرايات السقوط و المبشر الاكبر بزوال وجودها الوشيك
– ايضا هنالك ومن مدخل اخر هذا المنحنى الجديد للصراع بعد السابع والعشرين من نوفمبر، بعد ان تيقن الشعب من قوته وعزته وقواه الحية وبعد نقاش مستفيض فى كل مرفق وبيت وشارع لايزال دائرا وتتالى نتائجه المدهشة ، تجسدت حرب القيم والعدالة الاجتماعية والفضيلة النافعة للناس ، فى حياتهم والتى مارسها شباب السودان طوال سنين عديدة فى مبادرات انسانية جسدت الوجدان السليم لهذا الشعب شارع الحوادث نفير صدقات الخ … كما جسدوها خروجا ضد الظلم ونصرا للحقوق فى الشارع الرافض لسياسات النظام المهلكة طوال تاريخ النظام منذ مجيئه و حتى سبتمبر العظيم والمظاهرات ضد رفض بيع جامعة الخرطوم
من الان هنالك معادلة جديدة فكل ما ياتى به النظام من افعال وقرارات سينقلب ضده خصوصا بعد ان حيدت ورقة الاتهام باستخدام العنف والتخريب من الناشطين والمناهضين للنظام . ان تَراجَع النظام فهو مهزوم ويسرع بميعاد هزيمته الكبرى، وان تعنت فهو لايمت بصلة للوطن ولا اناسه،وسيرسرع ايضا بسقوطه ، ثم ان الانهيار الاقتصادي الطاحن مستمر فى فعل افاعيله وسيزود كل يوم مسار الثورة بمزيد من الغضب والرفض ، و سيحشد مزيد من الثوار والرافضين فى صف الثورة الاشمل فى تاريخ السودان جميعه.
. الان كل الامور تعود الى نصابها فلامكان لنقاش مع النظام ورهطه حول طبيعة الاجراءات الاقتصادية تخفيفا او الغاءا، فالاساس هو عدم شرعية النظام الذى اصدر تلك القرارات باكمله ، وليس الاجراء فى ذاته .ولامكان لنقاشات انصرافية يتعامل فيها النظام مع كل الشعب على اساس انهم مجموعة من مستحقى الاحسان او الدعم ، فالاصل والمنطق والحق الذى لاحق غيره ان اللص الغاصب القاتل مرتكب ا جرائم لابادة الذى استولى على الدولة والموارد مكانه محاكم الشعب النافذة العدالة والاحكام وليس مكانه مطلقا كرسى الحكم الذى اتخذه منصة لاحسانه الزائف ومساوماته الرخيصة و التى يحاول ان يجعلها سقفا لطموح امال الشعب باجمعه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا القزم عندو وش يرجع بعد مشاهدة الفورملا سباق السيارات وام كبس بتزعرد وسبعه رجال بى بوكسيين رافعنها للمعتقل ،

  2. هذا القزم عندو وش يرجع بعد مشاهدة الفورملا سباق السيارات وام كبس بتزعرد وسبعه رجال بى بوكسيين رافعنها للمعتقل ،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..