اللقيط حاله أفضل

هناك فرق – اللقيط حاله أفضل

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

“الإنسان الحقيقي ليس خروفًا، وليس كلب حراسة .. ليس أو ذئبًا أو راعيًا .. إنه ملك يحمل مملكته معه ويتقدم” .. نيكوس كازانتزاكيس ..!
في سابقة قضائية حديثة – لم تنشر بعد في مجلة الأحكام ? واستناداً على قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، تظلمت سيدة قبطية منفصلة عن زوجها من تعنُّت الإجراءات الإدارية الخاصة باستخراج جنسية سودانية لأطفالها (لأغراض الدراسة) بعد رفض والد الأطفال الحضور لتقديم الطلب- أو حتى إرسال ما يثبت موافقته خطياً – كما يستوجب الإجراء .. فبماذا حكم القضاء السوداني؟! .. قالت المحكمة في معرض ردها على الدعوى إن المحاكم السودانية لا سلطان لها على وزارة الداخلية ولا يحق لها أن تتدخل في إجراءاتها الإدراية .. وهكذا حرم مواطن سوداني من أثبات أنه كذلك لمجرد أن القانون “أعمى” ..!
من عجائب القانون السوداني أن طلب استخراج الجنسية السوانية لأي قاصر موقوف على إجازة الأب بحضوره الشخصي ? إن كان داخل السودان – أو بإرسال موافقة خطية مختومة من سفارة السودان حيث يقيم ? إن كان خارجها – .. وليس من حق الأم المطلقة – أو المنفصلة عن زوجها – أن تتولى إنجاز هذه المهمة إنابة عن أطفالها القُصَّر ? على ما في تعثُّرها من عنت ومشقة ? وإن حضرت بنفسها، وإن لجأت إلى عدالة القضاء السوداني ضد جور الأب .. فهل يعقل ذلك ..؟!
والأكثر إدهاشاً أن حال الطفل اللقيط ? فيما يختص بمرونة استخراج الأوراق الثبوتية ? أفضل من معلوم النسب بموجب قانون الجنسية السوداني الذي ينص على أنه (يعتبر سودانياً بالميلاد حتى يثبت العكس، الشخص القاصر الذى وجد أو يوجد مهجوراً من والدين مجهولين) .. بينما تنص إجراءات ذات القانون على حرمان معلوم النسب الذي تتقدم والدته لطلب الجنسية في غياب والده .. فتأمل ..!
أين منظمات حقوق المرأة في هذا البلد؟! .. أين المنافحات عن قضاياهن؟! .. أين وزارة الرعاية الاجتماعية من هذا الظلم المبين الذي تكتوي به آلاف النساء المطلقات في بلادنا كل يوم ؟! .. هل تتخيل مثلاً أن قاضية مُهابة الجانب، يحتكم إليها السودانون في مختلف القضايا، ويضعون مصائرهم بين يديها، فيكون حكمها واجب النفاذ، لكنها رغم ذلك لا تستطيع استخراج جنسية لأطفالها دون إذن الأب .. ؟!
يا أهل الحل والعقد، هذا القانون الجائر ليس من الإسلام في شيء، هو يتنافى مع حقوق المرأة في الإسلام، بل ويخالف قوانين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. نحن نتحدث عن حق المرأة المطلقة في استخراج جنسية لأولادها القُصَّر دون أن يكون ذلك موضوع انتقام وتصفية حسابات من قبل أبيهم .. وقبل ذلك نتحدث عن حق الإنسان في إثبات انتمائه لوطنه .. فهل يعقل أن يكون حال اللقطاء? بموجب تلك القوانين – أفضل من حال أولاد الأسر ..؟!

صحيفة الرأي العام

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عنوان المقال صادم ومجرد من الانسانية….

    كأني بك تريدين ان تقولي (اللقطاء) هم من اختاروا ان يكونوا هكذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    مقاربة أو مقارنة لا تمت للاخلاق بصلة

    “الإنسان الحقيقي ليس خروفًا، وليس كلب حراسة .. ليس أو ذئبًا أو راعيًا .. إنه ملك يحمل مملكته معه ويتقدم” .. نيكوس كازانتزاكيس

    (لا تعليق)

  2. فهل يعقل أن يكون حال اللقطاء? بموجب تلك القوانين – أفضل من حال أولاد الأسر ..؟! سبحان الله . ؟؟ هل يعقل ؟؟؟ ماذنب هذا اللقيط حتي يعقل له ام لايعقل له ؟؟ وهل يعقل ان نطلق عليه لفظ لقيط ؟؟ حتي القانون يااستاذة لم يطلق عليه لفظ لقيط ؟؟؟ الم تجدي في قاموس الفلسفة اليونانية كلمة افضل من لقيط ياارسطو ؟؟

  3. عجيبة!!!
    الاخت هذه انصحها بالذهاب لكسلا، فهنالك من اسهل الاشياء أن تحصل على الجنسية ، سوداني والا ما سوداني ما مهم!!! فليس من الغريب أن اصبحت كسلا بلدا للارتيريين ، وغيرهم… قال الجنسية قال!!!
    ستة من الذين ترشحوا في الانتخابات التشريعية المهزلة السابقة على مقاعد المجلس التشريعي للولاية كانوا ضباطا في جيش التحرير الاريتري( يعني ارتريين عديل)، وبعد ده تنافسوا على مقاعدنا التشريعية بجنسية سودانية تكلف في احسن الاحوال 200 جنية لاغير!!! نصيحتى لها اتركي هذا البلد الذي لا يحترم فيه الانسان…

  4. والأكثر إدهاشاً أن حال الطفل اللقيط ? فيما يختص بمرونة استخراج الأوراق الثبوتية ? أفضل من معلوم النسب بموجب قانون الجنسية السوداني الذي ينص على أنه (يعتبر سودانياً بالميلاد حتى يثبت العكس، الشخص القاصر الذى وجد أو يوجد مهجوراً من والدين مجهولين) .. بينما تنص إجراءات ذات القانون على حرمان معلوم النسب الذي تتقدم والدته لطلب الجنسية في غياب والده .. فتأمل

    اللقيط .. اتحرم من أشياء إنسانية كثيرة .. ومأساته أكبر من التامل فى هكذا (ميزة ) وهى ابسط الحقوق له من الدولة التى ولد فى كنفهادون سبب جناه

  5. ذكرت الاستاذة في ما كتبت (من عجائب القانون السوداني أن طلب استخراج الجنسية السوانية لأي قاصر موقوف على إجازة الأب بحضوره الشخصي ? ) الكلام دا من متي..؟ انا موجود هنا في السعودية والاولاد مشوا طلعوا الجنسية كل واحد قبل الامتحانات وواحدة وهي عمرها 11 سنة والاخري ذات ال9 سنوات كل الكان مطلوب جنسية عمهم او عمتهم لإثبات النسب وطلعت الجنسيات…. دا نجر منك ولا تسخينة للمطلقات يرجعوا لي رجالهم عشان الاولاد وكدا

  6. عنوان المقال غير موفق تماما يا استاذة منى .. بعدين قانون الاحوال الشخصية تجاة المرأة كلو مجحف و هاضم لحقوقها ليس فى استخراج الجنسية فقط .. و طبعا ده قانون ذكورى الشخصية اسلامى الهوى و القوانين ..و مجهولى الابوين هم مسئولية الدولة و المجتمع فى المقام الاول اما ابناء الاسر التى ذكرتى فلهم اسرهم التى تتولى شئونهم .. تلك اشارة سالبة منك .. و ليس من العدل ان تشركى مجهولى الابوين فى قضية حقوق المرأة او القوانين التى تقيدها و تضعها فى خانة مواطنة من الدرجة الثانية مسلوبة الحقوق .. فتلك قضية اخرى تتعلق بثقافة المجتمعات الزكورية و القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية التى تقول للذكر مثل حظ الانثيين و الرجال قوامين على النساء و انهن ناقصات عقل و دين.. و شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ..الخ من الاشارات السالبة و المجحفة فى حق المرأة التى هى كل المجتمع و ليس نصفه فقط .. لا تقحمى مجهولى الابوين فى تلك المعركة فمعركتهم هم اكبر ايضا ضد المجتمع و الدولة و قوانينهما التى حرمتهم من حق التمتع بابوين و اسم و حياة سوية اذا كانت الدولة تهتم بهم و بحقوقهم لم نكن سنسمع عن دار المايقوما او عن الاطفال المقتولين فى المجارى و مكبات النفايات يوميا كان من الاولى ان تضع الدولة قانونا يحمى الام من جهل و بطش المجتمع و يحمى الطفل من القتل او التشرد و تسجيل الطفل باسم ابيه الذى من اليسير العثور عليه اذا توفر القانون الذى يحمى الام و الطفل او حتى باستخدام البصمة الجينية للتعرف على الاب و كل ذلك بسيط و هين وينقذ حياة و مستتقبل طفل برئ لا ذنب له فى ان يكون لقيط كما تنعتية انتى الان .. لكن هيهات فى ظل الدولة الظلامية التى نعيش و القوانين البالية و القديمة التى عفا هنا الدهر ان تجد المرأة حقها الطبيعى و مكانتها و او ان يجد الاطفال مجهولى الابوين اباءهم و حياتهم

  7. والله يابنتى حكم القوى على الضعيف

    دى حكومتنا ال ما قادرين نزيحها من طريقنا

    الرجال انتهوا مع عبودواكتوبر والنميرى

    وجاء وقت الحريم والنساء والبنات يلا ورونا

  8. بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخت منى ابوزيد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    انها لمشكلة مستعصية .. فالموضوع كبير وتكبر معه التساؤلات وتتسع علامات الاستفهام حيث تزداد معاناة (الام) وأطفالها.. مما يؤثر عليهم ويدفعهم للانطواء والعزلة والشعور بعدم الأمن والقلق والاكتئاب وغيرها من أمراضنا النفسية والاجتماعية التى ربما تتطور لمعادة (المجتمع(والله اقشعرت أبداننا ونحن نتابع (المقال) هذه هى المشكلة بكل بشاعتها بلا رتوش.. والنهاية (غير) الإنسانية..

    *ألجعلى البعدى يومو خنق … ودمدنى السُــنى ألطيب أهلها … الاثنين 24

  9. ويطلع علينا علي عثمان يشيد بالضاء السوداني ونزاهته يا اختي الكريمة نحن تحت نظام حكم شمولي وكمان مزاجي وتوقعي اكثر من ذلك في هذا البلد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..