تناقص قيمة المال في خزائن الأغنياء ما اكثر العبر وما اقل الإعتبار منير التريكي

تناقص قيمة المال في خزائن الأغنياء ما اكثر العبر وما اقل الإعتبار
منير التريكي
[email][email protected][/email]
اموال كثيرة يجمعها الهالعون المانعون للخير أو على الأقل المتقاعسون عنه المبررون لجشعهم بمختلف الأعذار الواهية. انهم يجمعون المليارات ويكدسونها. يبخلون بها على الفقراء وعامة الناس يجبنون عند الإنفاق في مشاريع التنمية و الإعمار.يتخاذلون عند مظان الخيرات يتراجعون عن بعض مما اعطوا ينحازون لأهوائهم ضد الحق يمضون نصف اعمارهم في جمع الأموال وتكديسها والنصف الآخر في القلق والخوف من نفاذها. وهي لاتنفذ مما يخافون ولكن يأتيها ما لايتوقعون . وفي افضل الأحوال يتركونها ويغادرون الدنيا كلها بقطعة قماش فقط. يبددها ورثتهم ممن يعرفون كيف تراكمت وتكدست وممن لا يعرفون عنها شيئا . أموال ضخمة يجمعها ضعاف النفوس بإستغلال علاقاتهم بمراكز إتخاذ القرار او ثغرات القانون أو بإستغلال البسطاء من عامة الناس بالطرق الملتوية.
هذه الأموال تتناقص بطرق عديدة منها الكوارث ومضاربات البورصة و الطمع في الأباح الضخمة ومنها إنخفاض العملة المحلية.
بإنخفاض سعر الجنيه أمام الدولار تناقصت القيمة الفعلية للأموال المكدسة وفقدت نصف قيمتها تقريبا. أي أن من كان يمتلك خمسة مليارات مثلا كان يمتلك مليوني دولار تقريبا الآن يمتلك مليونا واحد.حدث ذلك والأموال تتراص فوق بعضها في خزانة ما بدلا من تتحول إلى محاصيل تتضاعف حبوبها أو ماكينات تنتج لتكفي البلاد شر الإستيراد وتستوعب ملايين العاطلين.والأهم تتضاعف هذه الأموال نفسها وتكسب أصحابها البركة ودعاء الفقراء في الحياة وبعد الممات.إن النصف الذي ضاع هباء بفعل إنخفاض سعر الجنيه كان كفيل بإستجلاب آلاف التراكتورات ومثلها من الماكينات وغيرها من وسائل الإنتاج.وكان هذا كفيل بإدخال السعادة إلي نفوس الملايين.
هذه ليست أول مرة يفقد المكدسون جزء من ثرواتهم . حدث ذلك كثيرا .إن أموالهم تتناقص وهي تقبع في خزائنهم بينما هم يبحثون في مرآها عن إحساس كاذب بالأمان. وفي النهاية فإن الإنسان يأكل وجبتين او ثلاث على الأكثر وينوم ست ساعات والبعض نصيبه أقل من ذلك.
إن من كان يملك جنيها في الأسبوع الماضى وانفقه في مظان خير فأنه يرجو ربحه و اجره في الدنيا والآخرة. وعادة لا يذكر احدنا جنيها ما كان في جيبه قبل اسبوع . لكن من ذهب في سبيله لاينسي أبدا. هذه حكمة بسيطة يعمل بها الفقراء على قلة ماعندهم ويتناساها الأغنياء على كثرة مالديهم. ولحسن الحظ فإن ميزان العدل الإلهي يزن الأعمال بالنوايا وبالأحوال وليس بالكثرة فقط ورب درهم غلب ألف درهم في سباق الخيرات.
كما أن على الدولة الدولة ألا تمنع المخلصين الحادبين على الوطن والمواطن أموالها وتصاديقها ومعلوماتها وتمنحها لمن يستجلب موادا إستهلاكية كمالية تضر الوطن والمواطن فقط لأنه يزيدها مالا ما. أنها بذلك تخل بميزان العدل وتخل بميزانها التجاري عاجلا أم آجلا. الدولة في ذلك لا تحتاج إلى من يذكرها فقط تحتاج أن تدرس تجاربها المتراكمة . بدلا من إنشغالها بمراكمة الأموال بأي طريقة. إن مخاطر الأزمة العالمية و ذهاب جل النفط وتخفيض الجنيه أمورا لم تحدث فجأة. ومع ذلك يعاني المواطن البسيط من تبعاتها. وهذا المواطن لا يتذكره أحد في أوقات الرخاء .وأوقات تكديس الأموال . فقط يتذكرون المسؤلون عند الضيق وأوقات الشدة ليطلبوا من ربط الحزام . وهو حزام لن يشده معه أحد. لكن تأتي الأقدار بما يذهب بنصف قيمة الأموال وهي مكدسة. ايها المكدسون أموالهم في الأمكنة المظلمة. أخرجوها للنور انفقوها في الخيرات إستثمروا في الإنسان الذي كرمه خالقه.اوجدوا بأموالكم الوظائف التي تزيد أموالكم وتؤمن للناس العيش الكريم وتعطيكم راحة البال وتساهم في تنمية وطنكم الذي منحكم الكثير.الوطن الذى ظل يقدم لكم منذ خروجكم من بطون أمهاتكم عراة إلى أن أمسيتم تكدسون الأموال لم لاينفق الأغنياء أموالهم بالطريقة التي تضاعفها وتسعد اكبر عدد ممكن؟ . أنهم بذلك يرسلونها امامهم تهيئ لهم الأفضل بدلا من تركها خلفهم وحمل أوزارها معهم؟ انفقوا قبل يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة. ان آمنتم بربكم فعمروا أرضه وأنفقوا الأموال التي أستخلفكم عليها لينظر كيف تفعلون.
نسأل الله أن يزيدنا هدى
لا فض فوك استاذ منير ، كلام في الصميم نرجو أن يمس أوتار من عنيتهم،
نسأل الله الخير للجميع