مفاوضات اديس ابابا هل ستكون نيفاشا (تو) الثانية !!

مفاوضات اديس ابابا هل ستكون نيفاشا (تو) الثانية !!
حسن وراق
[email][email protected][/email]
بات معروفا لدي الجميع أن المفاوضات الجارية الآن في أديس ابابا تتم بضغط من الولايات المتحدة سيما وان إدارة الرئيس الأمريكي اوباما تبحث لها عن نصر علي صعيد سياستها الخارجية يقربها من الناخب الأمريكي والتصويت لصالح الحزب الديمقراطي في انتخابات الجولة الثانية للرئاسة الأمريكية والتي هي علي الأبواب . هزيمة الديمقراطيين وخروج الرئيس اوباما بعد حكم فترة الرئاسة الأولي يعني الكثير ويعد خسارة كبري ربما تحدث هزة ضخمة في مستقبل الحزب الذي يرأس حكومته الحالية أول رئيس أمريكي اسود ينحدر من أصول افريقية غالبيتها تمثل مؤيدي الحزب الديمقراطيي .
ما أشبه الليلة بالبارحة ، في انتخابات الجولة الثانية والتي اكتسحها الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن أمام منافسه الديمقراطي جون كيري وفاز بفترة حكم ثانية كانت علي حساب مفاوضات نيفاشا التي تمت علي عجل لتحقيق نصر للرئيس بوش الذي واجه تهديد من مجموعة الضغط المسيحي وسط الناخبين الأمريكان عندما اشترطوا التصويت لصالح الرئيس بوش الابن أن يتم إنقاذ إخوتهم المسيحيين في جنوب السودان المسيحي الذين يتعرضون للتصفية والابادة من الأغلبية المسلمة في الخرطوم . حتى لا تتعرض إدارة بوش الابن لهزيمه من منافسه جون كيري قام بوش باسعجال مفاوضة نيفاشا وقام بضغط وتهديد الطرفين لتوقيع سلام عاجل سمي زورا وبهتانا بسلام شامل معظم بنوده لم تنفذ حتي الآن حتي يحصل سوق الانتخابات الامريكية وقتها وترك جانب كبير منها لإدارة أوباما والتي هي الآن تسير علي نفس النهج السابق للجمهورين في التعامل مع مفاوضات اديس ابابا التي تهدف الي انقاذ ادارة اوباما في احراز الفوز في الانتخابات القادمة .
كل طرف من اطراف التفاوض يرفع في سقف مطالبه ويتمسك لتحقيق اكبر نصر في جولة المفاوضات والنتيجة مهما كانت مخرجاتها فإنها ستعمق الصراع الداخلي في كل طرف من اطراف الصراع علي حدا. الحركة الشعبية رغم وقف الحرب في اتفاقية نيفاشا الا أن الجنوب لم ينعم بالسلام ولم يجني ثمار الاتفاقية لان كل بنود الاتفاق الهامة في نيفاشا وجدت التفاف من حكومة المؤتمر الوطني حتي أن مشاركة الحركة الشعبية في الحكم كانت مسرحية سيئة الاخراج ومصدر سخرية من قيادات حكومة المؤتمر الوطني الذين افلحوا في المراوقة التي انتهت بإجبار الجنوبيين علي الانفصال الذي عقد من القضايا المعلقة وأضاف اليها مشكلة معقدة اكبر تتعلق بقضية قطاع الشمال للحركة الشعبية والذي يحتل مواقع متقدمة في النيل الازرق وجنوب كردفان لينتقل الصراع شمالا .المفاوضون في الحركة الشعبية لن ينسوا المقلب الذي تشربوه من الوسيط الامريكي وراعي مفاوضات نيفاشا الا أن الاوضاع الاقتصادية في الجنوب والتعقيدات الامنية هو الكرت الذي تلوح به الادارة الامريكية للحركة الشعبية ويجعلها مضطرة لمراجعة موقفها المتعنت .
بالنسبة لحكومة المؤتمر الوطني تتعامل بطريقة ( يتمنعن وهن الراغبات ) .الاوضاع الاقتصادية تمر باسوأ مرحلة منذ استقلال السودان وتنذر بخطر يهدد وحدة البلاد و بقاء حكومة المؤتمر الوطني التي كرست كل جهودها ووظفت كل مواردها في الجانب الامني لتثبيت بقاءها في كرسي الحكم خوفا من تلفظها موجة الربيع العربي خارج الحكم .
الوفد المفاوض يريد ان يخرج البلاد من ازماتها القادمة لذا فهو يرفع في سقف مطالبه مظهرا نوع من التعنت الا انه لن يرفض طوق النجاة الامريكي ولكن هذه المرة لن يكون علي طريقة نيفاشا سيما وأن وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال الذي زار واشنطون مؤخرا زرع الكثير من الالغام واستطاع اقناع الجمهوريين بعد مقابلتهم السيناتور مكين ومجموعة الديمقراطين في الكونجرس بأن حكومة الخرطوم في اضعف حالتها وانها لن ترفض حتي الفتات ولعل هذا ما جعل المفاوضات تتلكأ في انتظار القرار الامريكي الذي كل مرة يخضع لتعديلات بعد أن تقاربت وجهات النظر الامريكية بين الديموقراطيين والجمهوريين في أن حكومة الخرطوم ستكون خميرة عكننة للسياسة الخارجية الامريكية علي الدوام مما يستوجب إخضاعها للعين الحمراء الامريكية عبر رفع الكثير من الكروت الحمراء واولها الجنائية الدولية التي تعتبرها حكومة الخرطوم وسيلة ضغط وابتزاز امريكية لا مفر من الاستجابة لها بشكل أو بآخر ولهذا فإن المفاوضات الجارية الان في العاصمة الاثيوبية لن تحل الازمة حلا شاملا كعادة الامريكان يتركون قضايا مرحلة لتصبح بؤرة صراع متجدد وستسفر نتيجة مباحثات اديس ابابا مجرد نيفاشا تو مع مراعاة فروق الوقت .
تحليل رصين وموضوعي يقرأ الاحداث بحكمة واستطيع القول ان الاحباط بدأ يسود الوفد المفاوض السوداني الشمالي وذلك بناء علي تلميح احد اقربائي في الوفد المفاوض .. الوسيط الافريقي يحمل ورقة ضاغطة علي الحكومة وعلي الحركة مما يمهد الطريق لتغليب وجه النظر الامريكية المساومة والضاغطة وكلا الطرفين لن يكون راض عن مخرجات الاتفاق مما يقذف بالكرة في ملعب الحركة الجماهيرية التي ستضرر من الاتفاق الذي لن يكسب منه سوي الامريكان
( يتمنعن وهن الراغبات ) تشبيه وتوصيف مبببباااااالغة ياوراق .. لك الحب
في اعتقادي بأن المشكلة في السودان مشكلة ضمير وعدم انسانية , عدم احساس بالغير ولالسف عدم الانتماء الحقيقي للوطن
امريكا وجدت ارضية خصبة للتدخل في شئون السودان الداخلية ,نحن السبب في كل ما يمر به السودان كشعب اصبح خام فاسد غير صالح الاستخدام.
كل ما تظن بانه يحمل هم الوطن تجده ابعد ما يكون الوطن همه
يقول المثل (امشي عديل يحتار عدوك فيك ) 0