أسرى الحكومة.. لماذا؟

شمائل النور

إفادات بالغة الأهمية، تلك التي أدلى بها المقدم إيهاب عبد المنعم، العائد من سجون حركة العدل والمساواة، إيهاب الذي تم أسره بواسطة الحركة في معارك مع الجيش السوداني، قضى في السجون نحو عشر سنوات، أُطلق سراحه هو وزملاؤه بعد وساطة، استجابت لها العدل والمساواة، وحُسبت لها، وإن كانت حركة العدل والمساواة تعدّ أنها كسبت الكثير باستجابتها لإطلاق سراح أسرى الحكومة، فالمكسب الأكبر دون شك، حصيلة الشهادات التي دفع بها المقدم إيهاب في حق حركة تتسيد قائمة أعداء الحكومة.

في حواريْن مع المقدم إيهاب نُشرا في صحيفتي (الانتباهة) و(الصيحة) تحدث فيهما عن المعاملة التي كان يتلقاها خلال سنوات الأسر، وكاد المقدم أن ينشد غزلاً في الحركة (العدو)، حتى المعاملة السيئة، كان إيهاب يعدّها سلوكا فرديا، بدا المقدم وكأنه يدفع عن الحركة تلك الصورة التي تحاول الحكومة أن ترسمها.

حركة العدل والمساواة كسبت باستجابتها لمبادرة إطلاق سراح أسرى الحكومة، وضاعفت مكاسبها دون أن تُخطط لذلك، بالشهادات التي قدمها إيهاب عبد المنعم في حقها.. فماذا كسبت الحكومة؟.

إيهاب في حواره مع (الصيحة) شكا تجاهل الحكومة للأسرى، ويواصل إيهاب القول “المدهش عقب كل مفاوضات للعدل والمساواة كانت تسعى إلى تبادل الأسرى، لكن الحكومة كانت لا تريد ذلك!”، وهو ما اضطر إيهاب إلى تصوير مقطع فيديو، ونشره على مواقع التواصل، باعتباره رسالة إلى الحكومة!.

إبان إرهاصات عودة أسرى الحكومة طرف الحركة الشعبية دبت روح الترقب والانتظار وسط مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعلت صفحة (سائحون) في الفيسبوك، ظلت الأخبار ترد على رأس الدقيقة.. الجميع ينتظر عودة (البيروني) الذي أُعلن شهيداً وهو حي- حينما- حلّت سيارات (الصليب الأحمر) في مطار أصوصا، كانت الخطوط كلها تعلن التوقف.. فشلت العملية في الدقائق الأخيرة، أصابع الاتهام كانت تُشير إلى تدخل الخرطوم- حينها- ظننا أن الحكومة لا تريد لـ (سائحون) لعب دور مهم، أو لا تُريد أن تظهر الحركة الشعبية كما ظهرت العدل والمساواة- الآن.

لكن الذي اتضح، وبعد إفادات المقدم إيهاب أن الحكومة لا ترغب في ذلك.. السؤال، لماذا لا تُريد الحكومة عودة أسراها.. بينما لا تُمانع أن يحمل الجميع السلاح ليحميها؟!.

التيار