تراث المجانين.. من حي العرب إلى بادية المزروب.. مرايا كردفانية

الأبيض ? سارة المنا
(مكتول هواك يا كردفان) التي تغنى بها الفنان عبدالقادر سالم، كأنما يعني بها منطقة بعينها هناك على الرغم أن تلك البقعة بأسرها لا تزال تحافظ على طبيعتها الجميلة غير أن منطقة المزروب هي التي يعنيها من نظم قصيدة كردفان، فأبناء المجانين أهل الكرم حفظة القرآن وناظمو الشعر، لا يزالون متمسكين بالتقاليد والأعراف الدينية والعربية، لم تغيرهم التكنولوجيا، ولم تؤثر عليهم وسائل الاتصال الحديثة، يعيشون في حقبة، يتمنى الجميع أن تعود مرة أخرى.
تقاليد باتت إرثاً مندثراً عند الكثيرين، ولكنها تتوارث أبا عن جد عند المجانين، مثل سمر ضل الضحى وجلسة شاي الصباح ولمة قدح العصيدة، وبينما لاتزال أخرى رائعة حاضرة وماثلة، مثل تقاليد الزواج التي يزينها الجراري ونمة الدوبيت، وهو ما يمنح مثل هذه المناسبات بعداً رائع الملامح، هنا ملمح عبر كلمات يحكي روعة المشهد في ديار أبناء المجانين.
أصل عربي
قال السيد إبراهيم أبو قميص من محلية المزروب إن المجانين أصولهم عربية وينتمون لأبوبكر الصديق. وأضاف: أجدادنا الأوائل نزحوا من الجزيرة العربية واستوطنوا في حي العرب بأم درمان حتى أسسوا حي بانت، ولكن الظروف الأمنية التي أحيطت بأهلنا أجبرتهم على النزوح إلى كردفان عبر منطقة الهشابة، واستقروا فيها فترة من الزمن، وهي شرق بارا ومنها إلى المقينص وشبوها، وحاليا يقطنون في منطقة المزروب والمجانين بها 12 خشم بيت.
رعية وزراعة
وواصل إبراهيم حديثه: نحن نمتهن رعي (الإبل والضان الكباشي والحمري)، وأيضا لا تخلو المنطقة من الزراعة مثل البطيخ لتربية الماشية والسمسم والدخن والفول. وأردف: عمنا الشيخ مشاور جمعة سهل لقب بـ (نائب العطاشى) لأن المنطقة كانت تعاني من شح في المياه. وأشار إلى أن المجانين لديهم مجموعة من الشعراء من بينهم الشاعر الشيخ عمر رباح وغيره، ومن العادات والتقاليد أولا الأغاني البدوية والتويا والجراري والصفقة والهسيس والدوبيت، ومراسم الزواج عادية، لكن أهلنا يمارسون البطان (الجلد بالسياط). واستطرد: نعتمد في وجباتنا على تناول الكسرة والعصيدة، لكن المنطقة شهدت تطوراً كبيراً دخول الكهرباء والاتصالات، ولدينا سوق صادر السلع وسوق الاثنين الذي يتم فيه تصدير ما لايقل عن 600- 700 رأس من الإبل إلى جمهورية مصر ونغذي العاصمة بأكثر من ألف رأس من الضأن يومي الاثنين والخميس وأغلبه من المزروب وأيضا الإبل إلى دنقلا.
ضعف الخدمات
وقال سليمان جابر جمعة سهل: نقطن منطقة المزروب، وأكثر ما يميزنا حفظ القرآن، ولا يخلو بيت من الحفظة، لكن مشكلتنا الأساسية أن المياه بها ملوحة، لأن مياه الأمطار تخزن في الحفائر لمدة، حيث بلغ سعر البرميل 20 جنيهاً، تأتي من مناطق الخوي، المراحيك وتنا. وأضاف: بالمنطقة مستشفى غير متكامل، حيث قام شباب المنطقة ببناء غرفة أشعة وتنقصها كوادر طبية ولا يوجد اختصاصي نساء وتوليد، ولا حتى طبيب باطنية، ونحن في أكثر الحاجة إليهم، وفي حالة إسعاف مريض يتم توصيله إلى مستشفى آخر بعد ثلاث أو أربع ساعات. وقال: لدينا مدارس أساس وثانوي لكنها لا تزال مبنية بالقش، والإجلاس والكتب غير متوفريْن، وتبعد المزروب من الأبيض 123 كيلو، ونعاني من وعرة الطريق.
كرم الضيف
من جانبه، قال صباح الخير حسن إن اسم المجانين جاء من الكرم لأن جدنا كان صاحب كرم متدفق حتى سار عليه لقب المجنون، ونحن في المزروب نمتلك الشجاعة الأدبية وكرم الضيف وحفظ القرآن والخلاوى، الزراعة والرعي، ولكننا نعاني من شح المياه. وأضاف: مازلنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا مثل جلسة ضل الضحى وتجمع الأهل مع الضيوف في الديوان، ونحمل براد الشاي وقدح العصيدة، وإذا قصدنا أي ضيف نذبح له الذبائح ومن عاداتنا نعطيه نصف الذبيحة، وعندنا الجالسة والتويا والجراري والضرب السياط

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. تميز اهلنا المجانين بجمال النساء حتي قيل ديك السمحة شدة الشبريا وللمزروب الليلة عاقدة النية

  2. تميز اهلنا المجانين بجمال النساء حتي قيل ديك السمحة شدة الشبريا وللمزروب الليلة عاقدة النية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..