التجاني عبد القادر.. مشاركة فاعلة في معرض الدوحة للكتاب.. أسئلة التحديث في العالم العربي

في ندوة عن آفاق التحديث وممكناته في المجتمعات العربية، ضمن الفعاليات الثقافية للدورة الـ27 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، قال الأكاديمي السوداني التيجاني عبد القادر إن طريق التحديث غير ممهد ويحتاج لحل كثير من الإشكاليات، وتساءل المتدخل في حديثه هل طريق التحديث يتطلب قطيعة مع التراث أم على العرب أن ينتفعوا بالنموذج الغربي في التحديث؟ وخلص إلى السبيل الأنجع هو المواءمة بين توطين الحداثة وبين تجنب أضرارها وشرورها.
وتناول المحاضر الواقع العربي وانحيازات النخب وأنواعها واختلافها بشأن النموذج الغربي للتحديث ما بين مؤيد له ومعارض، واختلافها من أين تكون نقطة الانطلاق نحو التحديث في ظل مغالبات سياسية واقتصادية ورغبة كل نخبة في السيطرة، مؤكدة أن كل نخبة لم تستطع أن تستوعب الأخرى.
وأشار إلى أن هناك إشكاليات في المجتمعات العربية ما زالت قائمة تحتاج إلى الاتفاق، وأهمها الهوية (من نحن؟) والمشروعية (ممن تستمد كل نخبة مشروعيتها؟)، والمشاركة والتوزيع و(كيف تسيطر فئة دون أخرى على السلطة أو الثروة؟).
وتطرق التيجاني عبد القادر لمفهوم التحديث، وقال إنه يرجع للغرب الأوروبي في القرن السابع عشر عندما تمكن الإنسان هناك من استبدال الاعتماد على الطاقة البدنية بالاعتماد على الآلة وتمكن من السيطرة على البيئة، وانتقل من الريف إلى المدن، ثم تغيرت الحرفة الرئيسية من الزراعة إلى الصناعة وصولا إلى التكنولوجيا فيما بعد، ومن ثم تغيرت المعتقدات من الدين إلى العلمانية.
وأوضح أن الغرب سعى إلى صياغة نظرية اجتماعية وتسويقها في دول العالم خاصة ما سمي بالعالم الثالث، وقد اعتمدت على مجموعة من العناصر وهي التعليم والتمدين والتصنيع والنزعة الفردية والعلمانية والتنمية الاقتصادية والديمقراطية الليبرالية، لتشكل هذه العناصر منظومة متماسكة.
وتناول بالتفصيل أهم الانتقادات الموجهة إلى هذه النظرية سواء من قبل الغرب أو الشرق، كما جاءت انتقادات فيما بعد نتيجة الممارسة الفعلية، حيث لم تحدث تنمية فعلية سواء اقتصادية أو ثقافية أو في اتجاه الديمقراطية في الدول التي حاولت أن تكون تابعة للغرب، بل تحولت إلى نظم عسكرية استبدادية
اليوم التالي