مقالات وآراء

أوراق السلام.. قراءة تاريخية (6)

إتفاق القصر أبريل 1989م

هذا الأتفاق عبارة عن عملية ترقيع وترميم لإتفاقيات السلام السابقة مثل إعلان كوكادام ومبادرة السلام السودانية، تم الإعداد له في شهر أبريل من عام 1989م بمعرفة الصادق المهدي رئيس وزراء السودان آنذاك، ورعاية ما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية المتحدة، وبدعم من السيد ميرغني النصري المحامي عضو مجلس رأس الدولة، وبمشاركة كل الأحزاب السودانية بإستثناء الجبهة القومية الإسلامية بقيادة المرحوم حسن الترابي، بالإضافة إلى نقابات وممثلي القوات المسلحة السودانية.
تضمن اتفاق (المهدي – القصر) عددا من البنود من أهمها:

– نبذ الحرب وحل كل قضايا السودان المتعلقة بالحرب والعنف بطرق سلمية.
– التأكيد على كل إتفاقيات السلام التي تمت مع الحركة الشعبية مثل إتفاق كوكادام ومبادرة السلام السودانية.
– توفير الجو المناسب والملائم لتنفيذ الإتفاق وذلك بإلغاء كل قوانين نميري الإسلامية.
– التأكيد على قيام المؤتمر القومي الدستوري داخل الأراضي السودانية تحت رعاية حكومة الصادق ومشاركة الحركة الشعبية.

مؤكد أن اتفاق مثل هذا الاتفاق الهش سيكون مصيره الإنهيار والفشل، لأنه لا يستند على أرضية شعبية ثابتة، كما أنه إستثنى الحركة الإسلامية بما لها من ثقل جماهيري في تلك الفترة، ثم اعداده الاتفاق وفرضه على الحركة الشعبية كوصفة جاهزة من غير أن تشارك في الإعداد له.
وفي 30 يونيو المشؤم من نفس العام وقع انقلاب الجبهة القومية الإسلامية الذي دمر الحياة السياسية والديمقراطية بما فيها هذا الإتفاق المشوه، وبالتالي انتقلنا إلى مربع الحرب إلى أن فقدنا الجنوب واستمر الوضع لمدة ثلاثين سنة عجاف إلى أن جاءت ثورة ديسمبر المجيدة فنقلتنا إلى مربع سلام جوبا الذي لا يختلف كثيرا عن إتفاقيات حكومة المخلوع البشير التي تستحق بجدارة لقب (مسرحيات السلام).

محمد خدام عبد الكريم
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..