قلعة الحصن.. تحفة معمارية فوق سفح جبل الأنصارية.. تاريخ وحضارة

دمشق – عثمان الأسباط
الرحلة إلى سوريا لم تكن حصرية على أنشطة خطوط طيران أجنحة الشام، وإنما مضت بنا إلى زيارة الأماكن التاريخية والأثرية الرائعة، فكنا حضوراً في بلدة مشتى الحلو السياحية، مدينة تقوم على حضارة وتاريخ وضع السوريين في مقدمة الدول في هذه الناحية، فقلعة الحصن تقف شامخة رغم ظروف الحرب، حيث تعد إحدى أهم جهات زوار أرض الحضارة من السياح في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب، ولأنها كذلك ولما تحمل من قيم معمارية مهمة، اختارتها (اليوم التالي) لقرائها كي يتعرفوا عليها عن كثب، فمعاً إلى قلعة الحصن في زيارة خاطفة.
تقع القلعة الشهيرة في محافظة حمص وادي النضارة شمالي غرب سوريا إلى الجنوب من بلدة مشتى الحلو، وهي تعد من أجمل قلاع العالم الأثرية، وتعد نموذجاً كاملاً للقلاع العسكرية المحصنة، واتخذت شكلاً مضلعاً غير منتظم طول قطره الكبير 200م والصغير 140م، تبلغ مساحتها 3 هكتارات.
داخل القلعة
قبل المغيب دخلنا القلعة عبر البوابة الرئيسة التي تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجياً حتى الباب، ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية، ويتألف من طابقين، الأرضي ويضم فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات، والمطعم والحجرات والمعاصر، والعلوي ويحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج، أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار، أما الحصن الخارجي فهو قائم بذاته، ويتألف من عدة طوابق، فيها القاعات والاصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس.
معقل دفاعي للجيش
أنشات على نهاية السفح الجنوبي لجبل الأنصارية، بحيث تتحكم بالسهل الواصل بين الساحل والداخل السوريين، وهو ممر معروف تحت اسم (فتحة حمص)، وقد تسببت أهميته الاستراتيجية بعدة صراعات بين الصليبين والمسلمين، وبحسب روايات نقلناها لكم من بعض حراس القلعة أن الفرنجة احتلوا القلعة لأول مرة خلال الحملة الصليبية الأولى في العام 1099م، لتصبح حصناً قوياً للصليبين، وتواصلت بها عمليات الإنشاء والتحصين لتبلغ قمتها في عهد فيليب أوغست، ويشير البعض إلى أن القلعة كانت موقعاً مهماً للصليبين، فأقاموا بها مساكنهم ومشفى لهم، بالإضافة إلى أنها معقلاً دفاعياً حصينا للجيش الصليبي، ولم تفلح محاولات المسلمين للاستيلاء على قلعة الحصن، فما كان للسلطان صلاح الدين الأيوبي حل سوى فك الحصار عنها ولم تسقط في يد المسلمين إلا بعد قرن كامل، وكان ذلك على يد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في عام 1271م، وكان ذلك نهاية عهد حكم الصليبين بالشرق الأوسط.
عهود تاريخية
رغم تطاول السنوات على القلعة، إلا أنها ظلت موقعاً أثرياً مهماً، وتحظى بصورة راتبة بأعمال صيانة وترميم، إضافة إلى أن الزائر لها يجد بين جدرانها حقب مختلفة ومنصات السهام بها تعيدك إلى عهود تاريخية شاهدتها الأجيال لاحقاً من خلال المسلسلات التاريخية التي ظلت تنتجها الدراما السورية والعربية، إضافة إلى أن مبنى المسجد بها يشير بتصميمه إلى خليط ما بين الحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية، ومن خلال قمة الجبل الذي توجد فيه قلعة الحصن يستطيع الزائر إليها معرفة أهميتها التاريخية، إذ أنها تكشف لك أجزاء واسعة من سوريا ومنطقة حمص وطرطوس.
وفد الأجنحة في القلعة
زرنا قلعة الحصن برفقة وفد من خطوط طيران أجنحة الشام بمكتب دمشق، وفي السياق يقول جمال صبرة مدير مكتب الخطوط بالخرطوم إنهم يحلقون في الخرطوم وعدة دول أخرى. وأضاف: مر عام كامل على بداية الرحلات من السودان، حيث انطلقنا في أكتوبر 2015 برحلتين من الخرطوم ودمشق. في البداية، كما يقول، واجهنا بعض العثرات لكن مؤخراً زاد عدد الركاب واقتنع الكثيرون بجودة الخدمات، وحالياً لدينا ثلاث رحلات منتظمة بين الخرطوم ودمشق، وتمتاز بالدقة في المواعيد، وتتم بتضافر الجهود في الرئاسة ومكتب الخرطوم، بجانب الاهتمام الخاص بالسودان باعتباره من الدول المحببة لديهم. ويكشف محدثي عن رحلات تقوم بها أجنحة الشام إلى دول لبنان والكويت وسلطنة عمان وإيران والصين، إضافة إلى رحلات داخلية للاذقية وغامشلي. وأردف: نفكر في فتح خط إلى بيروت

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..