السقوط المريع – رسوب بامتياز ياريس (اسقاطات الرئيس)

مجذوب محمد عبدالرحيم منصور

هذا الشخص يغلب على خطاباته الحماس غير المرشد وهو دائما عندما يتحدث في لقاء جماهيري ينسى انه رئيس جمهورية ورئيس دولة محترمة اسمها السودان جاء به القدر امتحانا لهذا الشعب الصابر او انه اخذ السلطة حمرة عين كما قال.هذه الالفاظ ياريس تستخدم في الاسواق وعلى قارعة الطرق حتى انها لا تستخدم في كل الشوارع لكنها لديها مناطقها التي تتناسب معها وحتى نوعية من يتلفظون بها ومن يسمعونها لا يختلفون كثيرا عن بعضهم. هذا الشخص يتحدث احيانا ويصف نظامه بانهم حكومة مسئولة واحيانا عندما تكون هناك اي تحركات ضده يستخدم لغة سوقية لا تتناسب مع الرؤساء المحترمين الذين يحترمون انفسهم اولا وشعوبهم ثانيا والمجتمعات الاخرى من حولهم فقد عاد هذا الشخص لهزيانه القديم وماتلك الاسقاطات الكثيرة التي قالها في كسلا الا اكبر دليل على انه رئيس مناسبات ويجيد الصراخ والتدليس على المواطنين.

دعنا اولا نتحدث عن وصولك الي السلطة فلم تاخذها حمرة عين كما قلت ولكنك سرقتها والناس نيام فالفرق ياريس بين الحرامي الذي يسرق ويعتدي على ممتلكات الغير وبين ا(لهمباتة وقطاع الطرق)ان هؤلاء يسرقون حمرة عين كما قلت يواجهون ضحاياهم ويكون البقاء للاقوى لكنك لم تفعل كما يفعل الهمباتة وقطاع الطرق بل انت سرقت السلطة والناس نيام حيث انك لم تواجه اصحاب السلطة وقتها بل لم تواجه حتى الشعب. ثانيا كلما نقول انك تتطور مع العصر فقد مضى عليك مايقارب الثلاثين عاما في السلطة وقد حسبنا ان لغتك قد ارتقت واسلوب خطابك اصبح يتماشى وروح العصر ولكنك تصر ان تظل متقوقع في منطقة لا تريد الخروج منها لانك ببساطة لا تملك مقدرات اكثر من ذلك .فكل الذي اظهرته خلال سنوات حكمك العجاف هي قمة ماتملك كما ان اسلوب مخاطبة الشعب للاسف لا يكتسب من خلال التجربة الطويلة فسيظل الاسلوب كما هو لان قدراتك تنتهي هنا.كيف تكون رئيس مسئول ياريس وانت تتحدى كل من يبغضك ويبغض حزبك ان يلتقيك في الشارع؟ هم ليسوا ولاة امر والله لن يسالهم عنك وعن حكومتك لكنه سيسالك انت لانك والي ومسئول عن رعيتك .كيف تكون رئيس مسئول وحتى الان لا تريد ان تفرق بين انك رئيس حزب ورئيس دولة؟حاول ان تفهم ان هؤلاء الذين يريدون الخروج عليك هم مواطنين سودانين مثلك و بما انك فرضت نفسك عليهم رئيسا فانت مسئول عنهم فكيف تتحداهم للخروج؟ وكيف تؤكد انهم لن يخرجوا لانهم يعلمون ماحدث سابقا وماسوف يحدث؟ هذا اعتراف واضح وصريح انك من اعطى الاوامر بقتل المتظاهرين وانك تعلم تمام العلم ان كل المنتفعين من اذناب حزبك البائس سوف يفعلون كل الممكن وغير الممكن للحفاظ على مصالحهم فانت بالنسبة لهم بمثابة الضامن على استمرار الفساد والسرقة.

ان الدكتاتورية هي اسلوب الحكم الذي يكون للفرد فيه صلاحيات واسعة بحيث يصبح مسيطرا على كل مفاصل الدولة .ومن صفات الدكتاتور انه انسان يرى نفسه مميزا عن شعبه بفكره ورايه وانه هو الشخص الوحيد القادر على انقاذ البلاد والسير بها الي بر الامان كما فعل ذلك فرعون مصر(ومااريكم الا ماارى ومااهديكم الا سبيل الرشاد) كذك فان الدكتاتور لا يتورع ولديه استعداد لاستخدام اي وسيلة للحفاظ على حكمه حتى وان كانت تتنافى مع القيم الانسانية والاخلاقية وتؤدي الي ازهاق ارواح بريئة . واذا حاولنا ان نسحب صفات الدكتاتور واسلوب الحكم على النظام الحاكم في السودان ورئيسه لوجدناها تنطبق عليهما تماما فالرجل اصلا وصل الي السلطة بطريقة غير شرعية حللها هو وحللها له من يسمون مجازا بعلماء الدين وحرمها هو وشاركه علمائه في تحريمها على الاخرين كما ان الرجل لا يتورع في استخدام القوة بل يتفاخر بذلك ويتحدى شعبه للخروج وسوف يجدون ماوجدوه في المرات السابقة من قتل وسحل وتعذيب؟ بالله عليكم ايستحق هذا ان نسميه رئيسا؟. كما انه يتخذ قرارات مصيرية دون الرجوع الي البرلمان لانه يعلم تمام العلم ان البرلمان لن يعترض على قرارات الرئيس حتى وان كانت قرارات مصيرية يجب استشارة نواب الشعب فيها ان لم تكن يجب طرحها في استفتاء للشعب لا اريد الاشارة اليها لانها كثيرة لا تحصى.

كتبت في مقال سابق ان مسالة الحكم هذه بيد الله سبحانه وتعالى وانت ياريس غير مقتنع بذلك كما انك غير مقتنع انه لن يحكم احد في ملك الله الا بمراد الله .وسوف اثبت لك من كلامك انك لا تؤمن بان الله سبحانه وتعالى( يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء) .فقد قلت بصريح العبارة انك( اخذتها حمرة عين ياريس) وهذا كلام خطير من جوانب كثيرة دعها كلها الا جانبا واحدا هو الجانب الديني فسيادتك من قرر ان يكون رئيسا وقد كان ويسادتك ترى انه لا يمكن لاحد ان يسحب كرسي السلطة منك ومن حزبك البائس وكم تمنيت ان يرد علماء السلطان الذين يسارعون في تحريم الخروج على الحاكم وتكفير الصوفية ان يردوا على هذا الكلام الذي لو صدر من صوفيا لاقاموا الدنيا ولم يقعدوها. فدع الناس تطلب لك الحكم ولا تطلبه لان رسولنا عليه الصلاة والسلام قال(من طلب شيئا اوكل اليه ومن طلب له شيئا اعين عليه)والفرق كبير بين ان يوكل لك امر وبين ان تعان على امر واذا لم تفهم معنى الحديث اطلب من مشايخك ان يرسلوا من يشرح لك المقصود.

واخيرا ليتك تعتبر ممن هم اكثر منك ضغيانا وجبروتا فاصبحوا الان نسيا منسيا رغم انهم لم يلبسوا ثوب الدين يوما ولكنهم ظلوا لفترات طويلة على سدة الحكم لم يقولوا انها تمكين لانهم على قناعة تامة انها ليست كذلك والفرق بينك وبينهم انهم يعرفون ان الله يمد لهم في غيهم فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وهذه حالة مرضية تعاني منها انت وحزبك اليوم هي اطالة امد انستكم رقابة الله عز وجل وتوهمتم انها تمكين وعندما تشعرون بتململ الناس من حكمكم البغيض تهتز عروشكم فقد اثبتت لنا تصريحات مسئوليكم على اختلاف وظائفهم انكم حزب من ورق(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) والله المستعان وعليه التكلان.

مجذوب محمد عبدالرحيم منصور
[email][email protected][/email]