حكاية العشرة ..التي أصبحت واحدا !

حكاية العشرة ..التي أصبحت واحدا !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
أيام كانت العشرة جنيهات تعادل ضلفة الباب ، يقال أن رجلا قد قام بتسليفها لآخر ، على أن يردها اليه المدين متى ماشاء !
في يوم من الأيام جاء صاحب الدين مطالبا بحقه ، فقال له المدين ، لدى في هذه اللحظة تسعة جنيهات ، هل تقبلها ؟
رفض الرجل بشدة وقال له سامهلك حتى الغد لتعيدها لي كاملة ، فوافق صاحبه دون تردد !
في اليوم التالي رجع الرجل على أمل أن يسترد عشرته دون نقصان ، فقال له..ذلك المكار الذكي ، عندي حاليا ثمانية ، فما رأيك تأخذها ، فرفض الثاني وقال له ، اذن اعطني التسعة مثلما وعدتني بالأمس !
وهكذا ظل الرجل يتردد على مدينه كل يوم والمبلغ يتناقص ، كلما كثرت مشاويره ، الى ان عاد في يوم ما ليجد نفسه وقد رضى بالعرض الأخير وهو جنيه واحد فقط لاغير ، فأخذه والغصة تسد حلقه ومضى!
وهكذا تمّنع جماعة الانقاذ في زمن العروض المقبولة نوعا ..ما ..حينما كان الجنوبيون يقدمون لهم العرض تلو الآخر وهم يزايدون ويطمعون و بعدها ظل أولئك يناقصّون و يتباطأون !
ونخشى ما نخشاه أن ينسحب ذلك التنازل في القبول بما هو متاح على بقية الملفات الآخرى ، فتتقلص طموحات الانقاذ في أبيي الى بضعة كيلومترات لاتغني حلم المسيرية في الأرض ولا تشبع أنعامهم علفا ، ومن ثم
ينطبق علينا ما حل بأخوتنا الفلسطينين الذين رفضوا حلول حدود 48 وبعده حلول حدود 67 الى أن قبلوا أخيرا بغزة واريحا في اتفاقات أوسلو وبعد ها تجلت وحدتهم الوطنية في الانقسام الى كيانين بينهما عداء تقف اسرائيل وسطهما حّجازا بعكاز مساعداتها المذلة لجانب و درقة حصارها العجيب على طرف آخر !
واليك أعني واسمعي ياجارة !
إنت وين يا أبو الشباب ،
ما خلاص المسيرية باعوهم ،، و الدور على الرزيقات و الجنجويد