نائب رئيس حزب الأمة القومي : المعركة الشعبية نتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد،

أعلن رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أن عودته للبلاد ستكون في 26 يناير المقبل.. هذا الموعد الذي حدده المهدي يتزامن مع ذكرى تحرير الخرطوم، وكانت لجان الاستقبال التي كونها الحزب لعودة الإمام شهدت خلافات داخلية، ربما أدت لتأجيل العودة في الوقت المحدد سابقاً 19 ديسمبر.. ولمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر وغيره من القضايا التي تشغل الساحة السياسية هذه الأيام.. جلست (آخر لحظة) لنائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق اسماعيل، وأجرت معه هذا الحوار الذي كشف من خلاله العديد من الأسرار نطالعها في المساحة التالية:
حوار: ثناء عابدين
*تأجيل عودة الإمام المهدي من موعد لآخر؟
-تأجيل عودة الإمام كانت في إطار لجنة محددة اختارت أن تكون في 19 ديسمبر الحالي، ولكن هذه اللجنة استبدلت بلجنة أخرى وبعد تقدير وتنسيق بينها والإمام وآخرين من قيادات الحزب، رأت أن تكون العودة يوم 26 يناير القادم، واللجنة الآن تقوم بعملها كاملاً، وتعد العدة والترتيبات لاستقبال المهدي.
*هل هذا الموعد نهائي أم نتوقع تأجيلاً آخر؟
-حتى الآن يوم 26 يناير موعد نهائي للعودة، وهذا التاريخ يرتكز على معاني للوحدة الوطنية إلا إذا حدثت مستجدات تدعو للتأجيل.
*كان هناك لقاء لحزبكم بالحزب الشيوعي هل هو تنسيق جديد مع قوى الإجماع الوطني؟
-اللقاء الذي تم بدار حزب الأمة كان مع ممثلي لقوى الإجماع الوطني بعد خروج بعض المكونات الأخرى واللقاء كان بغرض التنسيق لإحداث التغيير والانتفاضة الشعبية بالوسائل السلمية المتاحة، مثل العصيان المدني والاعتصامات وتسليم المذكرات والاحتجاجات، فالاجتماع كان بغرض التنسيق لإحداث التغيير عبر الجهاز المدني هذه المرة.
*لكن حزبكم وقع على خارطة الطريق مع الحكومة؟
– التوقيع على خارطة الطريق ليس الدافع منه عودة الإمام المهدي للبلاد، بل كان اتفاق بين المعارضة المسلحة والمدنية والحكومة، حول الانتقال لحوار وطني جاد تسبقه مقدمات وخطوات أكدنا عليها كثيراً تتمثل في تهيئة المناخ للحوار.. فحزب الأمة مازال متمسكاً بخارطة الطريق، فهي ملزمة لكل الأطراف لأنها كانت برعاية اقليمية والمجتمع الدولي يتحدث عن التغيير بالطرق السلمية، ونبذ العنف وهذا ماتتحدث عنه الخارطة نفسها.
*هناك إعلان لوقف إطلاق النار من جانب الحكومة؟
-كل شخص يدعو لوقف الحرب ويتخذ قراراً لوقف الحرب، ونرحب به وندعو لمزيد مثل هذه القرارات السليمة، لأننا نسعى لأن نصنع سلام، والسلام لا يصنع في ظل الحرب، وهذا يعني أن هناك رغبة سياسية لوقف الحرب، ونرجو أن لاتكون خطوة تكتيكية مرتبطة باغراءات ومحدقات معينة، تجعل الناس ينخرطون في حكومة لاتحقق الأغراض التي نتطلع إليها.
*البعض يحذر من أن تقود هذه الدعوات للفوضى كما حدث في دول الجوار؟
-المعركة الشعبية نتيجة حتمية لتدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وفشل السياسات الكلية وعدم الاستقرار، ولابد من الدعوة لإحداث التغيير في المؤسسات، وهذا واجب الحكومة والمعارضة، وأن يقفوا في مواجهة التحديات الخارجية، وهذا لن يتحقق إلا إذا استمعوا لبعضهم البعض لتجنيب البلاد الفوضى.
*كيف تنظرون لحديث الريئس في المناقل أمس (ماتسمعوا كلام البلعبو التنس ويحتفلوا بعيد الميلاد)؟
-أولاً الرياضيون تكرمهم الدولة وعلى مستوى رئاسة الجمهورية وهذه ليست منقصة للإمام.
*الشعب السوداني فقد الثقة في المعارضة وفشلت في إحداث التغيير؟
– افترض أن المعارضة السودانية قدمت كل مايمكن أن يمهد لإحداث التغيير بالوسائل السلمية، أو عن طريق العنف، ووسائل العنف مختلف حولها، ولكن كل المعارضة أجمعت على التغيير بالوسائل السلمية، والحراك الذي يحدث الآن نتيجة للحراك والنشاط الذي أحدثته المعارضة لمحاصرة النظام خارجياً، وفي تقديم أطروحات مقنعة جداً جداً أفقدت النظام المقدرة في التعامل معها، ولجأ للعنف وأصبح يلجأ لتكميم الأفواه ومصادرة الحريات والتضييق على الصحف، واعتقال القيادات وهذه دلالة واضحة على أن المعارضة لعبت دوراً أساسياً في هذا الاتجاه، والآن عبر أذرعها الشباب والطلاب والمهجر جعل التهيئة للعصيان المدني والاحتجاجات والشعارات التي ترفع الآن.
*هذا يعني أن المعارضة تقف وراء هذه الدعوة؟
-المجموعات الشبابية التي دعت للعصيان المدني هي عبارة عن أذرع المعارضة ولو لم يهيئ لها المناخ المناسب لما استطاعت أن تقوم بهذا العمل، ومايحدث الآن نتيجة لحراك قادته المعارضة، كما قادت حراكاً كثيفاً جدا خارج وداخل السودان، وبالتالي هيأت المناخ والتجاوب الدولي الذي وجده هذا الحراك نتيجة لتواصل المعارضة بآلياتها المختلفة مع المجتمع الدولي والاقليمي، ولذلك هؤلا الشباب أذرع لقوى سياسية تعبر عن أطروحات سياسية لإحداث التغيير الشامل بالبلاد.
*دعاة العصيان أطلق عليهم معارضة الكيبورد؟
-هذا الحديث عبارة عن رد فعل لحالة انفعالية ونتيجة للحماس والضغوط الحاصلة ومعارضة الكيبورد وجهت في تونس ومصر وغيرها، ولكنها أحدثت التغيير وثورات الربيع العربي، وإن كان حدث لها انحراف واختطاف في مرحلة من المراحل، لكنها فاعلة وهي منهج جديد في إحداث التغيير، ويربك النظام وقيادته وتجعلهم يطلقون مثل هذه العبارات.
*هناك حكومة وفاق وطني مرتقبة ألا تعتقد أن تحدث التغيير الذي تدعون له؟
-نحن ننادي بتغيير في المؤسسات والسياسات الكلية بالدولة، وليس تغيير الأشخاص الذي لايعنينا كثيراً ومايهمنا والذي يفيد السودان تغيير السياسات والمؤسسات التي تنفذ هذه السياسات، وهذا هو التغيير المطلوب، وأي تغيير دون هذا لا يلبي طموحات السودان ولا يجدث الإصلاح المطلوب.
*الرئيس أكد أن الباب مازال مفتوحاً للمشاركة في الحكومة القادمة؟
-المشاركة في الحكومة تعني الأشخاص الذين اتفقوا على البرنامج وارتضوا هذا التغيير الذي يبشر به النظام الآن، ونحن في حزب الأمة لا نتطلع الى مشاركة مالم تحقق التحول الديمقراطي، بعد صناعة سلام شامل في البلاد والتأسيس لتحول سلمي للسلطة، فإذا لم تكن الحكومة بهذا المعنى فهي لا تلبي طموحات المعارضة الجادة.
اخر لحظة