حفلات رأس السنة.. احتفاء خارج حسابات الأسر.. عام رفع الدعم

الخرطوم – منهاج حمدي
إعلانات أُلصقت مبكراً على جدران العاصمة ترويجاً لحفلات رأس السنة التي أضحت بمثابة بوصلة تحدد نجومية الفنان للعام المنصرم وبداية الجديد. وفي السياق هذا، تلاحظ سيطرة (تامة) لبعض الفنانين على صالات وأندية كبرى يحييون فيها حفلاتهم كل نهاية عام، فإذا شهدت تلك الأماكن جمهوراً غفيراً، وكان الحفل ناجحاً فتلك إشارة إلى أن النجاح سيكون حليف (الفنان) المحدد في السنة الجديدة.
لكن الاحتفال المذكور يواجه هذا العام بظروف بالغة التعقيد، لجهة أن 2016 التي اقتربت من الانصرام حدثت فيها أزمات لا حصر لها بالنسبة للمواطنين في أعقاب الإجراءات الاقتصادية التي فرضتها الحكومة على الناس، من بينها زيادة أسعار المحروقات والدواء وجميع السلع الاستهلاكية، الأمر الذي يجعل الأولوية في الصرف على الاحتياجات الضرورية عوضاً عن مصروفات المدارس والأبناء، وليس هناك بند للترفيه تصرف فيه الأسر مبالغ طائلة لأجل حضور حفل ساهر.
أولويات مهمة
في السياق، يقول حسن حسين (معلم أساس) لـ (اليوم التالي) إن أغلبية المواطنين يعانون من ظروف صعبة جراء الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وأضاف: بالكاد نوفر مستلزمات البيوت وطلبات الطلاب وحق الإيجار وتوفير مبلغ زهيد لمجابهة ظروف المرض، وبالتالي ليس هناك مجال لبنود غير مفيدة. وأردف: ما نوفره أولى به إضافة معينات جديدة للمنازل أو الدخول في صناديق لكي نجدها عن الحاجة. واستطرد: لن نحقد على أحد وكل من يستطيع توفير تذاكر الحفلات لأبنائه فيهنأ بليلة رأس السنة، مؤكداً ان ميسورو الحال يمكنهم ان يفعلوا ما يريدونه.
إحجام متوقع
وقياساً على ذلك، فللمكان بجانب الفنان يلعب دوراً محورياً في تحديد سعر تذكرة الدخول، التي دائماً ما يصنع (الصفر) الفارق فيها، فسعر التذاكر يترواح ما بين (50) إلى (250) جنيهاً، وهكذا فإن الصفر كلما (تطرف يميناً) تميز الفنان ونجح حفله. على أي حال فإن الأسعار الفلكية لتذاكر حفلات رأس السنة مقرونة بأوضاع الجمهور ومستوى دخلول الكثيرين، عطفاً على الظروف الحالية ربما تؤدي إلى إحجام كبير على حفلات هذا الموسم.
خيارات أخرى
من جهتها، قالت وصال محمد أحمد (ربة منزل) إنها ظلت تداوم على حضور حفلات رأس السنة بانتظام وتختار الفنان الأقل سعراً نظراً لظروفها المادية. وأضافت: هذا العام قررت أن أحتفل في منزلي بسبب الأوضاع الصعبة، بجانب ارتفاع أسعار التذاكر. واستطردت: للحفلات الجماهيرية وزن من نوع آخر، إذ تتميز برخص التذاكر التي لا تتعدى الـ (50) جنيها لكبار الفنانين، بينما تصل إلى (مئات) الجنيهات لبعض المطربين الشباب، ربما لأن البعض يريد أن يصرخ ويرقص ويتفاعل مع الإيقاع ودون اللحن والموسيقى والكلمات الجميلة. وأردفت: إذا كانت لدي خيارات فإنني بالطبع أفضل الفنانين الكبار لأن سعر التذكرة معقول، علاوة على أنني سأكون استمتعت بليلة رائعة رفقة أسرتي.

اليوم التالي