لم يكن السبب تحدُّثه العربية.. هل قصة نجم اليوتيوب آدم صالح مجرد خدعة أخرى تستغل الإسلاموفوبيا؟

يبدو أن الجميع شاهد نجم اليوتيوب آدم صالح وهو يُطرد من طائرة دلتا الأميركية؛ إذ حصل الفيديو الذي ظهر فيه وهو يُصطحَب إلى خارج الطائرة على أكثر من 31 مليون مشاهدة على موقع فيسبوك.
صالح، الذي لديه أكثر من مليوني مشترك على قناته بموقع يوتيوب، قال في مقطع الفيديو إنه طُرد من الطائرة لأن الركاب الآخرين شعروا بـ”عدم ارتياح”؛ لتحدُّثه باللغة العربية مع والدته عبر الهاتف.
من جانبها، أصدرت شركة خطوط دلتا بياناً تبرر فيه موقفها؛ إذ أوضحت أن صالح وصديقه سعيا إلى إزعاج كابينة الطائرة بسلوك استفزازي يتضمن صراخاً، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي غضون ذلك، كتب صالح على تويتر تغريدة يقول فيها إنه وصديقه “ينفذان المقالب” وإن ما فعلاه يبدو مثل قصة الفتى الذي كان يدعي دوماً وجود ذئب.
وتقول الصحيفة، إنه إذا كان ادعاء الإلقاء به خارج الطائرة لتحدُّثه العربية صحيحاً، فصالح لديه الحق في أن يغضب، وينبغي أن نغضب جميعاً من هذا التعصب الصارخ.
وأضافت أن هذا هو الشخص نفسه الذي أصدر فيديو في عام 2014 بعنوان “تجربة التنميط العنصري”، التي أظهرت شرطة نيويورك معادياً صريحاً للمسلمين، وتبيّن لاحقاً أن الفيديو ما هو إلا خدعة، ولم يسدِ لنا أي معروف في المعركة ضد التنميط العنصري الحقيقي.
[SITECODE=”youtube vLjqikI-ft8”].[/SITECODE]وتابعت: “تشمل طرائف صالح الحديثة مقطع فيديو يَظهر فيه وهو داخل حقيبة سفر في قسم الأمتعة، مسافراً من ميلبورن إلى سيدني في أستراليا”. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هذا العمل المثير كان مزيفاً هو الآخر؛ إذ أظهرت اللقطة التي التقطها رجال الأمن صالح وهو يمشي مثل أي راكب عادي يسير على قدميه ويحمل تذكرته ويدخل مباشرةً إلى الطائرة.
وقالت الصحيفة إن صالح معروف بولعه بالدعاية، وتؤكد احتمالية أن يكون مقطع الفيديو الأخير الخاص به ما هو إلا حيلة أخرى.
تابعت الصحيفة القول: “يكمن أحد الأسباب في أننا لا نعلم ما الذي حدث قبل أن يبدأ تصوير هذا الحادث. وفي الوقت الذي نرى الركاب الآخرين يلوّحون له ويقاطعونه بتعبيرات الوداع، فإننا لا نعلم ما الشيء الآخر الذي تسبب في غضبهم، فضلاً عن الشيء الذي أكد صالح أنه عنصري”.
وترى الصحيفة أن ادعاء التمييز لم يعد لعبة خطرة ومدمرة، مستشهدةً بقصة الطالبة الجامعية ياسمين سويد التي أخبرت شرطة نيويورك بأن 3 رجال في حالة سُكر هاجموها في مترو الأنفاق، وهم يصرخون “دونالد ترامب”، وحاولوا خلع حجابها، في حين لم يدافع عنها أحد.
فيما اكتشفت الشرطة لاحقاً أن سويد لفقت القصة نتيجة نشأتها في حياة عائلية مضطربة، وتواجه الفتاة البالغة من العمر 18 عاماً حالياً اتهامات بتقديم بلاغ كاذب.
الدرس المستفاد من كل ذلك، ليس أن الإسلاموفوبيا غير صحيحة؛ بل على النقيض، فإن حفنة القصص المُلفقّة عن الإسلاموفوبيا تكون مقنعة فقط نتيجة لكون الإسلاموفوبيا أمراً حقيقياً، ملموساً وخطيراً.
إذ تؤخذ هذه الحالات الموثقة في عين الاعتبار. فقد تعرضت ضابطة شرطة نيويورك أمل السكري وابنها المراهق للمضايقات والتهديد من قبل رجل وصفها بـ”داعش” وهددها بجزّ رقبتها. فيما ألقى رجل آخر كوب قهوة ساخناً على وجه امرأة مسلمة، وضربها، ونعتها بـ”الإرهابية” داخل محل “دانكن دونتس” في مانهاتن.
كما دفع أحد الأشخاص امرأة مسلمة محجبة تعمل في مرور الترانزيت إلى أسفل الدرج داخل محطة غراند سنترال، وكل تلك الأمثلة هي من مدينة نيويورك وحدها، وقد حدثت في الأسابيع القليلة الماضية فقط.
فقد وصلت الاعتداءات الجسدية على المسلمين في الولايات المتحدة إلى مراحل لم تُر منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي ذكر أن جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت بنسبة 67% في عام 2015.
وتترك قصة تعرض صالح للمضايقات من قِبل شركة الطيران أثراً جلياً؛ لأن شركات الطيران لديها تاريخ مضطرب من إنزال الركاب من الطائرة لمجرد تحدُّثهم العربية، كما أن وجود الإسلاموفوبيا هو بالضبط ما يجعلها تشتعل.
وتختم الصحيفة بالقول: “إذا كانت قصة صالح بتعرّضه للتمييز حقيقية؛ إذاً لا بد لنا من مساءلة ومحاسبة الشركة باعتبارها وسيلة لمكافحة الإسلاموفوبيا. أما إذا كانت قصة صالح غير صحيحة، فلا بد لنا من مساءلته بينما نستمر في مكافحة الإسلاموفوبيا. وفي كلتا الحالتين، تستمر مكافحة التعصب على المنوال نفسه”.
هافينغتون بوست عربي