قبل “20” يوما من انطلاقة الدوري الممتاز.. المريخ الأفضل تحضيرا والأوفر نجوما.. ومعاناة الهلال تتضاعف

الخرطوم – حافظ محمد أحمد
بدأ العد التنازلي لانطلاقة الدوري الممتاز في نسخته الثانية والعشرين، ولم يتبق سوى 20 يوما فقط لبداية المسابقة الأولى في البلاد، وفي الوقت الذي اقترب فيه المريخ من إكمال إعداده والعودة للبلاد لتدشين آخر المراحل، وما تزال بعض الأندية تعاني بشدة في الإعداد بينما ما يزال الهلال يؤدي مباريات تجريبية أمام أندية ضعيفة في مصر ولم يقدم مستوى مقنعا، ما يؤكد أن الفريق الحالي للأزرق موعود بمزيد من التراجع.
المريخ الذي تفصله أيام قليلة من العودة للبلاد سيؤدي تجارب قوية خلال معسكره في العاصمة القطرية الدوحة سيكون على موعد مع مباراتين في غاية القوة أمام الاتحاد السكندري، في الخرطوم وبورتسودان ما يجعل إعداد الفريق الأفضل على الإطلاق.
فوارق كبيرة في الإعداد
ثمة فوارق حقيقية بين إعداد المريخ وبقية الأندية فإعداد المريخ وصل إلى يومه الخامس والثلاثين بينما ما تزال عدد من أندية الممتاز في بواكير تحضيراتها، وأنهى المريخ معسكرا جيدا في تركيا تخللته تجارب لم تكن بالقوة الكافية غير أنها ساعدت المدرب كثيرا في معرفة إمكانات نجومه وبحسب حديث الألماني فإن معسكر الدوحة سيشهد تثبيت تشكيلته الأساسية وهو ما بدأ يحدث فعليا وستكون المباريات المتبقية في العاصمة القطرية بمثابة تثبيت لدعائم أركان فريق المريخ للموسم الجديد، المريخ تفوق كثيرا بالتبكير في انطلاقة الإعداد، وأدي عدد من المباريات وفي الطريق المزيد بينما يجاهد الهلال لمواجهة أندية الممتاز المصري بلا فائدة في ظل ضغط متواصل لمباريات دوري عبور لاند وتزامنها مع بطولة كأس مصر.
وفرة في النجوم ومشاكل دفاعية وهجومية في الهلال
يحظى مدرب المريخ أنتوني هاي بوفرة في اللاعبين ولن يعاني الألماني مطلقا من اختيار تشكيلته وفق خيارات متعددة في مختلف وظائف الملعب بل إن المدرب يملك ترسانة من اللاعبين ستقلل ضغط المباريات المتوقع في الموسم الجديد، وحتى علاء الدين يوسف الموقوف ستنتهي فترة عقوبته بعد أسبوعين فقط ليكون ضمن العناصر التي يمكن أن يعتمد عليها المدرب حتى بعد انطلاقة مباريات الدوري، وعلى الجانب الآخر يعاني الهلال بشدة من مشاكل دفاعية ظهرت خلال معسكر الفريق في القاهرة من خلال اهتزاز شباك الفريق بأهداف من أندية ضعيفة، كما أن الأزرق بلا بدائل في خط الدفاع، وسيفقد الفريق جهود شرف الدين شيبوب لفترة طويلة، بينما سيكون أي غياب لأي مدافع بمثابة معضلة حقيقية، وكشفت مباريات الهلال الضعف الكبير في خط الهجوم ولم يستطع هجوم الأزرق إحراز أي هدف في شباك شباب ورديف وادي دجلة، هجوم الأزرق لم يطرأ عليه جديد باستثناء تيتيه والوافد الجديد شلش.
هاي بلا ضغوط ولافاني يعاني
على الرغم من اعتراض البعض على طريقة وتنظيم المدرب أنتوني هاي غير أن الألماني يقف على أرضية صلبة من خلال مساندة الجميع له، بينما سيكون مدرب الهلال لافاني أمام معاناة حقيقية في ظل صراع شرس بين مجلس الإدارة وعدد من الصحف ما يجعل المدرب يعيش ضغوطا كبيرة، فيما سيكون التغيير المستمر في السنوات الأخيرة بمثابة مهدد آخر للمدرب إذ لم يعمر أي مدرب مع الأزرق خلال الموسمين الماضيين، وعلى الجانب الآخر يحظى هاي بوفرة كبيرة في اللاعبين في مختلف وظائف الملعب وتمت التسجيلات تحت إشرافه بينما يعاني لافاني على مستوى خط الدفاع والهجوم، لكونه أتى بعد انتهاء فترة الانتقالات وهو مجبر على المواصلة مع المجموعة المتاحة أمامه وتحقيق نتائج جيدة في ظروف صعبة.
استقرار في المريخ وصراعات لا تنتهي في الهلال
ويتميز المريخ باستقرار إداري واضح من خلال الإجماع على الرئيس جمال الوالي، بعد أن تم التجديد للجنة التسيير ومواصلة الوالي ومجموعته، وعلى الجانب الآخر تبدو الصراعات في الهلال لا تنتهي وانتقلت لمرحلة صعبة ومقاطعة للصحف، ومناوشات بين الرئيس وعدد من الإعلاميين، الاستقرار الإداري بعد عودة الوالي سينعكس على شكل الفريق بينما سيؤثر على غريمه بشكل واضح، وكان المريخ قد عانى بشدة في الموسم الماضي من الأوضاع الإدارية المتردية مع لجنة ونسي ما أثر بشكل كبير على النتائج غير أن الأمور تبدو واضحة مع جمال الوالي.
الأزرق يتراجع موسما بعد آخر
في الوقت الذي حافظ فيه المريخ على قوام فريقه، وسد الثغرات وأضاف عددا من اللاعبين أصحاب الخبرة والموهبة، فقد الهلال عددا من ركائزة خلال السنوات الماضية وآخرهم سيف مساوي ونصر الدين الشغيل بالإعارة، وأغفل الهلال تدعيم خط الدفاع الذي يوجد فيه ثلاثة مدافعين فقط ولم يضف جديدا على مستوى المقدمة الهجومية باستثناء تيتيه، وعلى الرغم من تتويج الهلال بدرع الدوري الموسم الماضي غير أن الأزرق لم يكن مقنعا طوال الموسم وأحدث مجلس الإدارة الكثير من التغييرات الفنية ويتحدث أنصار الأزرق صراحة أن الفريق موعود بمزيد من التراجع عطفا على الإضافات الضعيفة وإغفال تدعيم خط الدفاع والهجوم وتكديس لاعبي الوسط بتوزيع غير منطقي في الخانات.
انطلاقة الممتاز في موعده من مصلحة الأحمر
ستكون انطلاقة الدوري في موعده الذي حدد سابقا في الخامس عشر من يناير في مصلحة المريخ الذي سيدخل المنافسة وهو في وضع فني يمكنه من تجاوز جميع العقبات، كما أن الفريق سيتمكن من تجهيز لاعبيه للبطولة العربية والأفريقية وهو ما يوفر له إعدادا نموذجيا ويجعله الأفضل بدنيا وفنيا مقارنة بكل أندية الدوري الممتاز، في وقت بدأت فيه الأندية إعدادها توا، وما تزال تواصل تحضيراتها بصفوف غير مكتملة، الفوارق الكبيرة بين المريخ وبقية الأندية من شأنها أن تمنح الأحمر التفوق في بداية المنافسة وتجعل الفريق يقف على أرضية صلبة تجعله يحقق نتائج لافتة.
وفرة النجوم تقلل من تأثير البرنامج الضاغط
أكثر ما يميز المريخ وفرة النجوم والتوزيع المنطقي للاعبين في خانات الملعب المختلفة، ولم يتخوف أنصار الأحمر من غياب جمال سالم المتوقع في بداية الممتاز لوجود عصام عبد الحميد ومنجد النيل ولا يتوقع أن يغيب سالم كثيرا لصعوبة مجموعة منتخب الرافعات، ما يجعله غير مرشح للمواصلة في البطولة، ويملك أنوتني هاي ستة مدافعين من الطراز الرفيع ولن يتأثر الفريق بغياب ضفر في بداية المسابقة ولا علاء الدين يوسف بينما ستدعم عودة اللاعبين تشكيلة هاي، وفرة النجوم وتقارب مستوياتهم ستقلل كثيرا من خطر البرمجة الضاغطة والمشاركة في ثلاث بطولات في توقيت واحد بل ستمكن المدرب من تجهيز كل اللاعبين لبقية الموسم سيما وأن الفريق لن يواجه أندية من العيار الثقيل في البطولتين الأفريقية والعربية في مراحلها الأولى وستدعم المشاركات اللاعبين وتجهزهم لبقية الموسم بشكل يمنح المدرب أريحية كاملة في اختيار أفضل تشكيلة ممكنة.
نقص الدفاع أكبر مهدد للهلال
وعلى الجانب الآخر سيكون أي غياب لمدافعين في الهلال بمثابة خطر داهم يجبر المدرب على التوليف في وظيفة حساسة لا تقبل المجازفة، كما أن نوعية المدافعين الموجودين في الهلال ستصعب من المهمة إذ عانى الأزرق بشدة في وجود عمار الدمازين وحسين الجريف اللذين يلعبان ببديل واحد هو بخاري بينما لم يثبت بوي جدارته عندما شارك في وقت سابق في خط الدفاع، نقص المدافعين الذي تكرر الحديث عنه كثيرا سيكون المهدد الأول للأزرق في بطولة الممتاز والبطولة الأفريقية وقد يهدد مسيرة الفريق خارجيا وربما لا يصل الأزرق لمراحل متقدمة تجعله يحدث تغييرا في فترة الانتقالات الصيفية في مايو المقبل.
اليوم التالي