الأقباط في الخرطوم.. أعياد بلون الحداد

الخرطوم:مصعب محمد علي

القرار الذي اتخذته الكنيسة الأرثوذكسية بالسودان بإلغاء الاحتفالات المصاحبة لعيد الميلاد، تضامناً مع الكنيسة المصرية التي تعرضت لهجوم قبل أسبوعين أسفر عن مصرع 26 شخصاً وإصابة 49 آخرين، فتح باب التكهنات على مصراعيه إن كان الأمر سياسياً أم أنه فعلاً جاء من قبيل التضامن والحداد، خاصة وأن البلاد شهدت أحداثاً ساخنة خلال هذا الشهر، آخرها العصيان المدني.

يرجح المحلل السياسي الساعوري أن فشل العصيان وعدم قدرة أحزاب المعارضة على نجاح قيام تظاهرات، ربما يدفعها للتفكير في استخدام العنف حتى تحمل الحكومة السودانية المسؤولية، وأشار الى أن التحذير الأمريكي لرعاياه في السودان وبلاد أخرى بأخذ الحيطة والحذر أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد، له أسبابه فهي تتوقع ? الولايات المتحدة الأمريكية- أحداث عنف من قبل المعارضة السودانية المسلحة، حسب معلومات توفرت لديه، خاصة وأن علاقة وثيقة تربط الطرفين، وأكد الساعوري أن الحالة السودانية تختلف عن كل البلاد، لأن علاقات الطوائف الدينية في السودان من أرقى العلائق ولم تشهد توتراً من قبل، لأن التعايش السلمي في السودان هو العنوان الأبرز، كما أن السودان لا وجود فيه لأي تحركات داعشية تقلق مضاجع الحكومة السودانية أو المجتمع بكل طوائفه، بالإشارة الى أن
تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن تفجير المقر الرئيسي الكنسي للمسيحيين الأرثوذكس، الذين يمثلون العدد الأكبر من المسيحيين في مصر.
ونبه الساعوري الى ضرورة أن تسارع السلطات السودانية، بتطمين المسيحيين في السودان، لأن مخاوفهم التي دفعتهم لالغاء الاحتفال مصطنعة، ويريدون أن يقولوا للعالم إنهم مضطهدون.
وفي حديثه لـ (آخر لحظة) قال البابا ثاوس فرج إن الأقباط في السودان هم امتداد لأقباط مصر، وإنهم جزء من الكنيسة القبطية في مصر، مؤكداً أن الغاء الاحتفال جاء بدافع الحداد.
من جانبه تحدث نصر مرقص -الكنيسة الأرثوذكسية- لوكالات أنباء قائلاً إن ?مطراني كنيسة الخرطوم الأنبا إيليا وكنيسة أم درمان الأنبا صرابامون اتفقا على إلغاء الاحتفالات المصاحبة لعيد الميلاد،
وأضاف أن ?الكنيستين وتوابعهما في أقاليم السودان ستكتفيان بالصلاة فقط دون أي احتفالات كما جرت العادة?.
من جانب آخر احتفلت الكنائس الكاثوليكية في السودان بأعياد الميلاد، وقد شهدت (آخر لحظة) مظاهر الاحتفال وعبر عدد من المحتفلين وكلهم من جنوب السودان، عن حزنهم على ضحايا تفجيرات كنيسة العباسية بالاسكندرية، لكنهم مارسوا طقوس احتفالهم كما جرت العادة كل عام وكشف محتفلون أنهم جاءوا للخرطوم مبكراً بغرض الاحتفال بأعياد الميلاد، بسبب تنامي المخاوف الأمنية، وأشاروا الى أنه قبل عامين تفجرت أوضاع مأسوية ليلة الاحتفال بأعياد الميلاد، وأكدوا أن الليلة عادة ما تشهد إطلاق أعيرة نارية، وهذا ما يبعث على المخاوف ومدعاة للفرار، وهناك من يفضل الاحتفال داخل بيوتهم طلباً للسلامة
وعلمت (آخر لحظة) أن المسؤول الكنسي في دولة جنوب السودان قرر إﻟﻐﺎء ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﻘﺪاس اﻟﻠﯿﻠﻲ ﻷﻋﯿﺎد اﻟﻤﯿﻼد بسبب القتل الممنهج والخلافات العرقية.
وفي نفس الوقت أعلنت الطوائف المسيحية وقيادات الكنيسة بجنوب كردفان أن الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد فرصة لوقف الحرب وإحلال السلام.
وحسب موقع ويكيبيديا أن عدد الكنائس في السودان يصل الى مايقارب 300 كنيسة- بعد الانفصال- لمختلف الطوائف، لكن أكثرها القبطية الارثوذكسية، وتليها الكاثولوكية، ثم الانجيلية، كما تجد في السودان كنائس يونانية واثيوبية واريترية، لكن أقدمها كنيسة سيدة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك، والتي تأسست في أمدرمان 1800م ثم أسس فروعها بالخرطوم عام 1910م إبان الحكم الثنائي.
اخر لحظة