تدشين سلسلة “السودان الأجمل” وثائقيات تغيير الصورة النمطية.. أرض السمر

الخرطوم – عثمان الأسباط
يا لتلك الأفلام العميقة التي تصلح لأن تكون عالمية كما يحلم البعض، ولكن كما تشتهي هي، تحلم بأن تكون أبدية لا تموت في أي زمان ولا أن تدفن في أي مكان وفي اللا مكان، هي سلسلة وثائقيات تطمح لتقديم الأجمل في السودان، وتسويقه إلى الآخرين الذين ما إن تذكر اسم بلادنا حتى تقفز إلى أذهانهم صور الحرب والموت والدمار والخراب والفقر والفاقة والعوز، وكأننا ليس لدينا غير ذلك، فيما الواقع يقول العكس، والحقيقة تقول صحيح إننا نعاني، لكن جمالنا لم ينضب، ولا يزال لدينا من الجمال والحب والروح المسالمة والغنى ما يجعلنا نفخر بوطننا.
وهكذا تمضي بنا سلسلة وثائقيات المخرج المبدع سيف الدين حسن لتستوقفنا كلمحات صوفية شديدة الرهافة وتهمس لنا بأن بلادنا جميلة، وأننا مبدعون وخلاقون وأن القادم أفضل.
رؤية كلية
تطرح الرؤية الكلية للسلسلة المرور على كافة المنجزات القيمة والبحوث والوثائق، والاستفادة منها دون إخلال بالمضمون إلى جانب تقييد إفادات وشهادات الأهالي، وتعتمد السلسلة منهجيا على مادة علمية محكمة عن النيل، الحضارات، الشعوب، الجغرافيا، والتاريخ وكل ما قد تعرض له، وتعتمد بشكل أساسي على المراجع الأكاديمية، والبحوث المعتمدة والمجازة من المراكز والمعاهد المعترف بها.
خبراء ومختصون
وفي السياق، يقول مدير المشروع والمدير العام لشركة نبتة للإنتاج الفني والإعلامي سيف الدين حسن لـ (اليوم التالي): في هذا المشروع يتم التعامل مع قطاع عريض من الخبراء محلياً وإقليمياً ودولياً بجانب مرور الراوي على كافة مواقع الأحداث والقصص والحكايات، وتكتمل المعلومات وتصبح واضحة للمشاهد، كما سيقيد الراوي إفادات وشهادات الأهالي ورواياتهم وينقل الخبراء والمختصين من مواقعهم حتى يعطي السلسلة الحيوية والحضور. وأعلن سيف تدشين السلسلة اليوم (الخميس) بقاعة الصداقة بالخرطوم.
الأجهزة والمعدات الفنية
في ما يخص الأجهزة والمعدات، فالتصوير يتم بأحدث الكاميرات ذات تقنية الـHD و4K وكاميرات Gopro بالإضافة لطائرات الفانتوم المستخدمة في التصوير الجوي، هذا بالإضافة لأجهزة حديثة خاصة بالصوت والإضاءة. ويضيف سيف: بالمشروع محترفون في كل المجالات من تصوير وهندسة صوت وإضاءة وغيرها، بقيادة فريق من المبدعين في المجالات المختلفة، مصورين، مخرجين، فنيي مونتاج وكتاب سيناريو ومنتجين بقيادة الراوي الدكتور أسامة الأشقر والمنتج كمال بشاشة وعثمان عكاشة وأمجد صلاح ويوسف إبراهيم وأسامة العيدروسي ومهند دبورة في المونتاج، وأكد سيف أن الفريق يتكون من أكثر من (30) شاباً فرغوا من تصوير (52) فيلماً وثائقياً، وتقدم سيف الدين بشكره لشركة (زين) للاتصالات على رعايتها الكاملة والحصرية لمشروع (أرض السمر).
السودان الأجمل
يستطرد سيف: رؤيتنا بصورة أساسية وأهدافنا من إنجاز هذه السلسلة تكمن في تقديم السودان الأجمل، وذلك من خلال ربط مسار النيل وعناقه بين الغابة والصحراء، اللتين يضمهما بين جانبيه، بالإضافة لتغيير الصورة الذهنية النمطية للسودان لدى العالم الخارجي بوصفه دولة الحروب والقبليات والفقر والمرض، وهذا يتم من خلال القفز من وراء هذه الذهنية النمطية والبحث عن أصول الأساطير القديمة المرتبطة بالعهد القديم والحديث في مناطق السودان المختلفة، وتناول التاريخ وشروحه الخيالية بما يرتبط بجغرافيا السودان وأثر تلك الأخاييل الدينية. وأكد أن السلسلة ستؤكد للجميع أن السودان هو الأجمل لأنها لا تستهدف المشاهد في الداخل فقط، وإنما هو مشروع نأمل أن يصل إلى الدول العربية والأوروبية لجهة أنه سيترجم لأكثر من لغة وسيتم بثه في قنوات عالمية مؤثرة، وكشف سيف عن تلقيهم لعدة عروض من قنوات سودانية للحصول على حقوق البث، وهي قيد الدراسة حالياً.
نظام احترافي
يواصل سيف حديثه قائلاً: الفكرة هي إنتاج سلسلة وثائقية تلفزيونية عن كل ذلك، ولكن بمسار ونظام عالمي واحترافي محكم، بحيث تبدو كل حلقة من حلقات السلسلة مستقلة تماما، ولا تقف بقية الحلقات عائقا أمام الاستيعاب واستخلاص الأفكار والرؤى والجمل النهائية للعمل ككل، وتنهض السلسلة على إنتاج الحلقة بزمن (52) دقيقة (ساعة تلفزيونية) تتكون الحلقة بنائياً من الاستفادة من كل تقنيات إنتاج الفليم الوثائقي الحديثة، بحيث تزاوج بين السرد، التقريرية، الاستنطاق، الشهادات، التوثيق للمكان. وثمن سيف جهود كل من ساهم في رؤية المشروع للنور، وخاصة فريق العمل الذي نفذ العمل وجاب جميع ولايات السودان خلال عام ونصف العام. وأكد سيف أن العمل الذي تم يعد هو الجزء الأول، ونأمل في إنجاز الجزء الثاني. وقال سيف إن مشروع (أرض السمر) يعد نقلة نوعية في السودان، وهو أضخم مشروع وثائقي سوداني، وربما في المنطقة كلها، وعدَّ سيف أن الراوي الأشقر مؤهل تماماً لقيادة المشروع، لجهة أنه حاصل على أربع درجات في الدكتوراه، علاوة على ترؤسه لاتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين، فضلاً عن تأليفه لـ (14) كتاباً وأربع روايات، بجانب علمه في جامعة الخرطوم، ونيله للجنسية السودانية بالتجنس.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..